عن آلام النساء والأطفال ومعاناتهم في غزة

منذ نحو شهرين والنساء والأطفال يتعرضون لظروف إنسانية صعبة في قطاع غزة الفلسطيني، وذلك بعد الهجوم، الذي شنته حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول المنصرم، وما قابله قصف إسرائيلي عنيف؛ أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نزوح وتهجير آلاف السكان من منازلهم، التي تحولت إلى حطام، ودمار كامل.

يوم بعد آخر تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، لتزداد معها معاناة هؤلاء النساء والأطفال وخاصة مع العدد الكبير من النساء الحوامل، والأطفال حديثي الولادة، الذين يعيشون الآن ظروفاً قاسية، وسط صمت دولي مطبق حيال ما يتعرضون له من معاناة ومآسٍ في الانتهاكات والممارسات، التي ترتكبها إسرائيل بحقهم بشكل همجي.

نعم النساء دائماً هن ضحايا الصراعات والحروب، التي يخترعها الرجال خدمة لأجنداتهم، ومصالحهم الخاصة ومن أجل الصراع على النفوذ، والسلطة، والمال، وتوسيع صلاحياتهم على حساب دماء الشعوب المظلومة، واليوم يحرمن من أبسط حقوقهن في الحياة، بالإضافة لفقدان مقومات الحياة الأساسية من ماء، وطعام، ووقود، ومواد طبية، وصحية، وإغاثية.

نشاهد يومياً جثث عشرات الأطفال مرماة في الشوارع والطرقات العامة، والمشافي والمراكز الطبية، التي باتت مليئة بأطفال رضع، لا ذنب لهم فيما يجري من حولهم من مجازر وإبادة، وتدمير شامل لكامل مقومات الحياة الأساسية، فأصبحوا بين فكي كماشة، الموت والحياة.

مشاهد قاسية مؤلمة مؤسفة تنقلها عدسات كاميرات الإعلاميين والصحافيين من مناطق الحرب والقصف، لتحكي قصة عالم منافق يغض الطرف عن الجرائم والمجازر، التي يتعرض لها الأبرياء على هذه الأرض، وكيف أن قتل الإنسان أصبح من الأمور البسيطة وغير المهمة لهم.

ولكن ستبقى الجرائم والفظائع، التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق النساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء، وكذلك ما ارتكبتها حركة حماس بحق النساء الإسرائيليات، وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء.

على كل فرد حر يمتلك ولو ذرة واحدة من الإنسانية رفع صوته عالياً في وجه الظلم، والقهر، والاضطهاد وآلة العنف المحصنة بدور السلطة الذكورية العنصرية، والمطالبة بالعدالة للشعب الفلسطيني، وقضيته، وخاصة النساء والأطفال الفلسطينيون، الذين لم يناموا منذ شهرين من أصوات الطائرات والقصف المتواصل وصافرات الإنذار، التي تبث الرعب والخوف في قلوبهم دون توقف.

معاناة هؤلاء النساء والأطفال وما يتعرضون له من عمليات إبادة ممنهجة بمشاركة قوى إقليمية كبرى وما قابلها من مواقف خجولة ضعيفة، لمجتمع دولي مكبل بعار اللامبالاة والتخاذل منذ نشوئه حتى يومنا هذا، تركت في النفوس الإنسانية الحرة حزناً عميقاً، وجرحاً لا يندمل، وحركت شعوراً جياشاً بضرورة إنهاء هذه المعاناة، وإيجاد الحلول المناسبة لقضية النساء الفلسطينيات العادلة، والخروج بهن من كل ما يتعرضن له اليوم من عمليات إبادة مذلة، والعيش بحرية وكرامة.