عمر الخيام موسوعة العالم الشهير

إعداد/ هايستان روناهي –

عمر الخيّام هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف “بعمر الخيام”، والخيّام هو لقب والده، حيث كان يعمل في صنع الخيام، ويذهب البعض إلى أنه مسلم من أصول فارسية، وهو عالم وفيلسوف وشاعر، ولد في مدينة نيسابور، خرسان، في إيران ما بين 1038و1048، وتوفي بعد عمرٍ ناهز ال83 عاماً،  وهو عالم عصري امتاز بذكائه الذي وصل إلى مستوى الريادة والاكتشاف، تخصص في علم الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ، وهو أول من اخترع طريقة حساب المثلثات والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وهو صاحب الرباعيات المشهورة، وتُعرف رباعيات الخيام بأنها عبارة عن وحدة مستقلة تمتاز بوحدة الشكل والمضمون، ومن أشهرها رباعيات الخيام، وهي قصيدة شعرية تتألف من أربعة أبيات، وتعدّ من أشهر أنواع الشعر الفارسي، إذ ذاع صيتها في الغرب والشرق، والسبب الرئيسي لنجاحها كان فيما تعكسه من فهم الخيام للحياة وتجربته فيها، وذلك وفقاً لعقيدة الحاضر وذوق المدنية، وكان عالماً في جميع الفنون التي كانت معروفة في عصره، بالإضافة إلى أنه طبيب بارع، وله تصانيف في العربية منها:” رسالة في الموسيقا، وميزان الحكمة، ومسائل نجومية”.

التطرق إلى أمور دنيوية

 وتطرقت رباعيات الخيام مواضيع عديدة، وكانت عن الخمر، والساقي، والعود، والناي، والمغني، والزهور، والربيع، والعشق، وغيرها، وأكثر معاني الرباعية ينطوي على قِصّر العمر وظلم الدنيا، بالإضافة إلى أهمية اغتنام الوقت قبل انتهاء العمر، وقبول الحياة كما هي وألا يعمل الإنسان على تغييراها، ويشار إلى أنه لم يكن للخيام ولا لرباعياته غايات تتعلق بالدين، والحكمة، والزهد، والإيمان، ولكنها عكست فلسفة الخيام من الدنيا، وتميزت الرباعيات باستخدام الخيام لغة سلسة، وسهلة البيان والتبيان، وكانت ميوله في الرباعيات تتجه نحو الاستعارات والتشبيهات السهلة، وكان ذلك من غير تكلّف أو تعقيد، وبطريقة تصور حياة البشرية جمعاء من دون التمايز بين الطبقات في المجتمع، وكانت فلسفة الرباعيات تعكس شخصية الخيام الفيلسوفية على ذلك الشعر، حيث تحدث عن الأمور السرمدية المشكوك في أمرها، مثل نهاية الكون، وأن لا أحد من البشر يستطيع أن يحيط بهذه الأشياء علماً.

 فلسفة فريدة ومتفرِّدة في رُباعيات الخيام

 واستمدت بعض الرباعيات فلسفتها من مسلك فلاسفة الطبيعة الذين يقولون أن كل شيءٍ في هذا العالم يستمر في الانحلال والتبعثر ولا يمكن أن يعود إلى أصله الأول، كما تشابهت فلسفة الرباعيات مع فلسفة أبي العلاء المعري، وخاصة في قصيدته (غير مجدي في ملتي واعتقادي)، بالإضافة إلى وجود فكرة التشاؤم في بعض الرباعيات، التي تنطلق من مفهوم أن لا نفع للحياة ما دام الموت قادم لا محالة، وهذه الفلسفة الطبيعية هي التي منحت الجمال إلى الرباعيات وجعلت لها الأثر الكبير في نفس كل من يقرئها لأنها قريبة من شخصية الخيام التي لربما هي متنوعة ومتطابقة لشخصيات كثيرة في المجتمع.