ضفاف المعرفة/ الكتاب: لن تستطيعوا حجب شمسنا/ الناشر: لجنة بحوث العلوم الاجتماعية

إعداد/ عبد الرحمن محمد –

لم تكن حركة التحرر الكردستانية مجرد حركة سياسية عابرة لتخط اسمها في سجل حركات التحرر الكردية والعالمية وترحل؛ بل أثبتت إنها حركة تحرر كردستانية وتحولت إلى مثال لحركات التحرر العالمية، ولا شك إن فكر وقيادة وريادة شخصية فذة ومثقف ومفكر عالمي كعبدالله أوجلان جعل من الحركة فكراً عالمياً وإيديولوجية راسخة في فكر وعمل ونضال الكثير من الشعوب الساعية نحو فجر حريتها.

ولَما كان للقائد والزعيم الكردي والأصح –الأممي- أوجلان من تأثير على الفكر العالمي الجديد الذي جاء بمفاهيم من التغيير الفكري والعملي وإخوة الشعوب والأمة الديمقراطية والانتقاد الصريح للعديد من النظم والسياسات، فقد تكالبت العديد من الأنظمة والدول للإيقاع به، ظناً منها إن اعتقال أوجلان سيطفئ تلك الثورة التي انطلقت في الفكر والعمل وتبناها العامل والفلاح والطالب والمرأة والمسن والشاب، وكانت المؤامرة الدولية التي انتهت باعتقاله في15-2-1999م.

العشرات بل المئات من الدراسات والمقالات والبيانات صدرت حول حيثيات تلك المؤامرة، لكن في كتاب “لن تستطيعوا حجب شمسنا” نرى بحثاً مستفيضاً عن خيوط وآليات تلك المؤامرة، ومن خطط لها ومن شارك فيها، وفي الكتاب الذي أعدته لجنة بحوث العلوم الاجتماعية في أكاديميات المجتمع المدني نرى فصولاً عدة تطرق إليها الكتاب ومنها:

نبذة مختصرة عن حياة عبدالله أوجلان، خلفية تاريخية عن مؤامرة 15 شباط، خروج القائد أوجلان من سوريا ويوميات اليونان وروما وروسيا وتفاصيل ما جرى في كينيا، وفصل عن مجريات الأحداث في كردستان والعالم بعد المؤامرة، حملات المطالبة بتحرير القائد، وبعض من شهادات وتقارير للكاتب والباحث الأوربي “جوردن توماس”، وأشارات للعديد من المقالات والأبحاث والآراء لمثقفين وكتاب عرب عن المؤامرة. وغيرها من الموضوعات الهامة.

بعد تناول مسهب للأوضاع الدولية وما كانت تشهده مناطق كردستان واستماتة تركيا من أجل الحد من تمدد حركة التحرر الكردستانية وحالة الرعب التي باتت تعيشها نقرأ في الكتاب أن محاولة تركيا بدأت في عام 1989م. من أجل تنظيم حملة دولية لإخراج أوجلان من سوريا، وهددت عدة مرات بالحرب عليها، واستمرت تركيا بابتزاز العرب وبخاصة سوريا في ما يخص الأمن العربي واسرائيل، وملفات توزيع حصص الماء من نهري دجلة والفرات، وإشارة للكثير من المواقف الدولية حيال ذلك. وأن اوجلان في النهاية كان أمام خيارين اما اللجوء الى جبال كردستان واحتمال أن تقوم تركيا بإبادات جماعية ومجازر أو اللجوء الى اوروبا لذلك خرج من سوريا في 9-10-1998م.في الفصل اللاحق شرح مفصل لما جاءت به اتفاقية أضنة سيئة الصيت التي في تشرين الأول 1989م. والتي أبرزت التواطؤ الواضح والاتفاق الشائن بين النظام آنذاك وبين تركيا وبرعاية مصرية إيرانية والتي كان من بنودها إخراج أوجلان من سوريا، وتجميد أنشطة معسكرات حزب العمال الكردستاني واعتقال العديد من كوادر الحزب في سوريا وتقديم لوائح بأسمائهم إلى تركيا، وتصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية في سوريا، والتعاون الأمني فيما يخص ذلك.

في المواقف الدولية ومنها الدور اليوناني نقرأ: “اعترف وزير العدل اليوناني إيفان نجيلوس يانوبولس بخرق جهاز الموساد للمخابرات اليونانية” كما نقرأ قول محامي أوجلان اليوناني الأصل غيانيس راتشوتيس حول ردة الفعل الشعبية حيال تصرف الحكومة اليونانية: “الكل يسيطر عليه الشعور بالعار الشديد في عام 1999م. ولحظة سماعنا إن اليونان قد قامت بتسليم أوجلان لتركيا، خرجت مظاهرة جماهيرية كبيرة في ساحة الدستور، أمام مبنى البرلمان، أجبرت ثلاثة وزراء على تقديم استقالاتهم”.

وفي فصل حملات المطالبة بحرية أوجلان نقرا في الكتاب: “نظمت مبادرة الحرية لأوجلان في 6 ايلول2012م.حيث تم تسليم ما يقارب أحد عشر مليون توقيع للمفوضية الأوربية في ختام الحملة في 13 شباط 2015م.

في القسم الأخير من الكتاب ملحق لبعض المقالات والآراء والدراسات عورض لجزء من كتاب “أسرار الموساد” للكاتب والباحث الاوربي جوردن توماس والذي ترجمة عن الهولندية إلى الكردية شفيق حاجي خدري، والجزء الأهم فيه كيفية اعتقال اوجلان واختطافه في العاصمة الكينية نيروبي، بعد سلسلة من عمليات الموساد في عدد من الدول الأوربية التي كان القائد أوجلان يلجأ اليها.

بالإضافة إلى ذلك هناك الاشارة إلى عشرات المقالات والبحوث التي تناولت المؤامرة الدولية التي استهدفت الوجود الكردي في شخص أوجلان فبقيت أفكارهم ومؤامراتهم رهن أدراجهم السوداء، بينما انطلقت أفكار أوجلان لتبني الانسان في كل مكان.