صوت المرأة ثورة

لافا خلف_

أعتقد أن المرأة لديها خيارين، إما أن تكون امرأة مقاومة، ومدافعة، وصائنة نفسها وحقوقها، أو أن تكون امرأة مسلوبة الحقوق. لكن مع الأسف الشديد في مجتمعنا الأبوي، والذكوري البحت، المرأة لا تملك رفاهية الاختيار، وليس لها الحق والحرية المطلقة، في أن تكون هي، وليس ما هم يختارون لها.

فليس للمرأة الحق في الكثير من الأشياء الموجودة في الواقع، كالعمل في المكان، الذي تريده وتطمح إليه وكذلك السفر، والدراسة غالباً، واختيار الشريك المناسب، والدفاع عن أحلامها وحقوقها، ومتطلباتها.

السبب الأول والرئيسي في هذه الفوضى العقلية والجاهلية المطلقة، يعود إلى الأهل وطريقة التربية، دعونا نسلط الضوء على بعض الأشياء وأساليب التربية المبنية على مبدأ العنصرية، والتعصب والتطرف والتمييز، لنضع سطراً تحت كلمة التمييز، لأنها من أهم وأعنف أساليب التربية التي تؤدي إلى التطرف والتخلف.

فتتربى الإناث على أنهن عورة، وفتنة، وناقصات عقل وفكر ودين، ويتربين على أنهن مسؤولات فقط عن أعمال المنزل، وأنهن أقل من إخوانهن الذكور، ويوضع في عقولهن أن الزواج ستراً لهنَّ، والزواج أهم من الدراسة والعمل، وهي آلة للإنجاب وتربية الأولاد، أما القوة للرجال، فلم تعلمهن الأسر أن الثقة في النفس والإيمان بالذات، وزرع الطموح والإصرار، وتحقيق الأحلام، هي أولى وأهم الصفات الإنسانية والتربوية.

ببساطة المرأة في الشرق الوسط بمجرد أن تولد يبدأ الأهل بكسر جناحيها، ويصبح من الصعب احترام المرأة. فالمساواة بين الرجل والمرأة ليست دعوة لمحو الاختلافات البيولوجية بين الجنسين، ولا هي دعوة لتساوي الحقوق والفرص سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وقانونياً، فالمساواة، التي تطالب بها النساء ببساطة، هي أن لكل إنسان سواء كان رجلاً أم امرأة، له الحق في الحصول على فرص، وحقوق متساوية دون تمييز جنسي، أو طبقي، أو ديني، أو أي شيء آخر.

وللعلم المساواة ليست بديلاً عن العدل، بل هي وسيلة لتحقيق العدل، ولا عدل بدون مساواة وهذه مسؤولية الإدارات والقانون ليتحقق العدل.

فحقوق النساء هي حقوق الإنسان، النساء بشر، ولسن عورات ولسن سلعاً، يجب علينا جميعاً تسليط الضوء على حقوقنا، نحن النساء، والمطالبة بواجباتنا والمساواة والوقف ضد المتاجرة بالنساء على أنهن سلع تجارية والوقوف ضد الاضطهاد، والظلم والتمييز، والتحرش والاغتصاب.

فالمرأة والرجل متساويان بالمعاني الإنسانية، والعنف ضد النساء جريمة لا مبرر لها.