صناعة الأواني الفخارية في العصور القديمة

محمد عزو_

للفخار أهمية كبيرة، فمن خلال دراسته يُمكننا التعرف على الحضارات، والثقافات التاريخية، والفخار، هو الطين المفخور الذي يتم تشكيله إلى أوانٍ يستخدمها الإنسان في حياته، وهذه المفردات الفخارية، التي يستخدمها الإنسان، هي عبارة عن أدوات تراثية قديمة جداً، وتعدّ صناعة الفخار من أقدم الحرف، التي يعود تاريخها إلى أزمنة موغلة في القدم، ويقول علماء الآثار والمؤرخون: إن عميلة تشكيل الطين، وتجفيفه تحت أشعة الشمس، أو باستخدام النار عرفت منذ العصور الحجرية، وتعدّ أعمال الفخار الحضارية في منطقة “المريبط” السورية، هي أقدم أنواع الفخار المعروفة في المشرق، والتي تعود إلى عام /7000/ قبل الميلاد.

 إن مهنة صناعة  الفخار تحتاج إلى تقنية عالية، فصانع الفخار يحتاج إلى رسم التصميم قبل بداية التصنيع، ثم أن صناعة القطعة الفخارية، تتم على عدة مراحل، حتى يتم تصنيع الشكل المطلوب من المنتج الفخاري، وكثيراً ما تُطرح أسئلة موجبة عن سبب استخدام الطين في صناعة الفخار، والإجابة عن هذا السؤال، يقول علماء الآثار، يعود ذلك لبنية الطين الداخلية، التي تجعله مطواعاً، وسهل التشكيل، وأن مادة الطين تحتوي على حبيبات ناعمة، تجعله صلباً بعد التجفيف، ولصناعة الفخار بجميع أشكاله خطوات فنية معروفة، ففي مفاخر موقع “هرقلة” الأثري في “الرقة”، نجد أنموذجاً لمبدأ صناعة الفخار، أما عن كيفية صناعة الفخار (الأواني الفخارية) فهي تتضح بالخطوات التالية:

ـ جَبْلْ العجينة الطينية، وخلطها من تربة زراعية نظيفة وناعمة، وهي الخطوة الأولى في صناعة الفخار، وتعني هذه الخلطة إضافة الماء، إلى الطين وعجنها، بعد ذلك يقوم صانع الفخار باستخدام فلاتر تساعد على امتصاص الماء الزائد في العجينة الطينية، ثم يقوم الصانع بوضع العجينة على الدولاب، حيث يقوم الدولاب بالدوران، حتى يتمكن الحرفي من تشكيل الطين، وتصنيع الأواني الفخارية بسهولة.

ـ التجويف، أو التقعير، وهي خطوة يستخدم الصانع فيها آلة مخصصة لتجويف الفخار في صناعة الأواني المجوفة، تتم هذه الطريقة من خلال دوران الدولاب، والطين موضوع فوقها، وتتميز بالسرعة، ومجهود أقل.

ـ طريقة الصب في قوالب الجبس، وقوالب الفخار، وهي طريقة كانت مستعملة بشكل واسع في مملكة “أكالتا” تل (الممباقة) على “الفرات” الأوسط في “الرقة”، وكانت هذه القوالب تحتوي على الزخارف، حيث يجف فيها الفخار، ليأخذ شكل الزخارف الموجودة في قوالب الجبس.

– طريقة التزجيج، تتم هذه الطريقة بعد تجفيف الفخار، حيث يصبح بعدها جاهزاً، وقابلاً للتلوين، والطلاء.

ـ طريقة الفخر، أو الحرق بأفران مخصصة لصناعة الفخار، وهذه الطريقة تكسب الآنية صلابة ومتانة.

– الطريقة البدائية، حيث يقوم الحرفي بتحضير العجينة الطينية، ثم يقوم بدلكها بواسطة اليدين، أو طرقها بعصا تسمى “عصا القصار” التي تساعد على تنعيم العجين؛ ليكون مناسباً للعجن، وتشكيل القطعة الفخارية، ثم تأتي مرحلة خلط العجائن، ذات التربة الملونة، وخلطها في حوض خاص، بعد تصفية الطين بـ “المشخال” ويقوم الحرفي بتشكيل الطين الجاهز بيديه، ثم يقوم بتشكيل الطين حسبما يريد، بعد ذلك يعرض الفخار لأشعة الشمس حتى يجف، بعد ذلك توضع الأواني الفخارية في أفران يدوية في المنزل لمدة يوم كامل على درجة حرارة تتجاوز 1200 درجة مئوية، حيث يُعدّ، في هذا الحديث، موقع تل “براك” من أكثر التلال إنتاجاً للفخار.