سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

يا لَخجلِ الفلسفة يا لَخجل الشعر!

أحمد ديبو_

كيف نفسر التراجع الهائل في “مستوى” السعادة بين البشر عموماً، والانقياد الأعمى لدى بعضهم إلى اليأس، والانتحار، أو الموت فحسب، إذا لم يكن ذلك بسبب انتهاك حقوق الإنسان، وانتهاك أسرار الطبيعة، والكون، والاخلال بكيميائيتها، أو بسبب ما آل إليه العقل البشري من تقدّم، يضع الحياة أمام الجدار المسدود، أو بسبب انهيار الآمال، والأحلام، التي تنسج أحوالاً سريّة من التوازنات العفوية في أعماق النفس البشرية، وتجعل الوجود سعيداً، وقابلاً للعيش، وجميلاً.
في الماضي القديم، كان المرء يضحي بحياته إكراماً للبطولات، والحبّ العنيف، ولحظات التصعيد المختلفة، وكان الموت يعدّ في تلك الأحوال مأثرة بطولية.
أمّا اليوم، وفي ظل البطولات المنحسرة، والأحلام الخائبة، ومشاعر الحبّ المعقلنة، والخافتة، فلم يعد ثمة أسباب جوهرية تبرّر هذا العدد المرتفع جداً من حالات اليأس، والانتحار القاتلة، فلماذا ييأس الناس، وينتحرون إذاً؟
هذا الكلام ليس استنتاجاً شخصياً؛ لكني أورده كما جاء على لسان المفكّر والفيلسوف والشاعر الإيطالي، جياكومو ليوباردي، والذي يضيف عن طريق التساؤل، أن إنكلترا تشهد أكثر من غيرها نسبة خصبة من حالات الانتحار، مرجعاً أسباب ذلك إلى أن “التفكير” في هذا البلد، هو أعلى منه في أيّ بلد آخر في العالم.
ترى، هل تكون المعرفة، هل يكون التفكير، هل يكون العقل، الذي يخترع، ويحرز التقدّم، والانتصار، ويكشف الأسرار المستعصية، هو نفسه سيكون مدعاةً للانتحار في العصور الحديثة، مثلما كان الحبّ، والبطولات، والتصعيدات الروحية، والوهمية، والتخييلية، هي سبب وضع حد للحياة في الأزمنة الغابرة؟
هل يؤدي التفكير العقلي… مضيّعاً الحب، والخيال، والوهم، والحماسة، والاندفاع، إلى كراهية الحياة، والإجهاز عليها؟، هل معرفة الأشياء، والحقائق تولّد الرغبة في الموت؟ وهل أن وصول الإدراك إلى الحدود، التي لا يمكن اختراقها، أو تفسيرها، هل هذا الأمر يحمل الإنسان على اغتيال أسباب العيش والسعادة؟
هل مات الخيال، الوهم، الحب، الجمال، الأحلام؟، هل بات نسيان الذات اليوم مستحيلاً، وهل صارت الأرض بيتاً لليائسين، والحياة ربما عوسجة في صحراء؟
هل نشهد في حضارتنا المعاصرة والحديثة مقتلة المشاعر المصعّدة، والأوهام العليا؟ هل الوجدان القلبي أسلمَ الروح، وهل لُفظت لحظات الجنون الخيالي، والشغف المتطرف، وهل نُبذت أنفاس العاشقين المتلجلجة، بحيث لم يعد من مكان فسيح في أعماق النفس إلا للمادة، ولحسابات العقل، والتفكير، الباردة، والخسيسة؟
هل من المعقول، أن يكون كل شيء “موجودُ” هو من معدن الألم، والشرّ مسيرة الكون الطبيعية، الأنظمة، الدول، القوانين، التشريعات المجتمعية؟، هل هذه كلّها لا تتطلّع إلا إلى الألم والشرّ؟
هل الشيء الحَسَن موجود فقط في اللاوجود؟، في الأشياء التي ليست أشياء؟
وأخيراً وليس آخراً، هل أخلّ الإنسان المعاصر، والحديث بنظام “الطبيعة” إلى الحدّ، الذي يجعل سبل السعادة بالغة الهشاشة، وسريعة العطب، بل مستحيلة، بحيث صار الضجر النهائي مرادفاً للحياة، وصنواً لها، وإكليل شوك يُضفر به رأسها، وكرامتها؟
هل ما تشهده المجتمعات الأكثر حداثة، وتطوراً من حالات انتحارية فردية وجماعية، ومن تعدّ دموي ومعنوي على الحياة البشرية، والطبيعة الإنسانية… هو بسبب العلم، والمعرفة، والعقل؟
هل هذا كلّه نتيجة الخروج على “قوانين الماضي” وتوازنات العيش فيه؟
وإلا لماذا تغيب السعادة الحقيقية عن عالمنا هذا؟
أعرف أني إذ أكتب هذه التداعيات اليائسة، وربما اللئيمة، فإنما “أرتكب” ما يشبه الجريمة النكراء في حق “الطبيعة”، التي لم يتغيّر فيها شيء -ولن يتغيّر- في كيانها، وجوهرها، وفي حقيقتها، على قول ليوباردي نفسه.
لكن، إذا كانت “الطبيعة” لا تتغير، هل استطاع الإنسان الحديث، في المقابل، أن “يخترع” أشكالاً جديدة، وذكية للسعادة من شأنها احتضان تحوّلات العيش في المجتمعات، وامتصاص الانتهاكات، التي تتعرّض لها هذه “الطبيعة”، و”الإنسان” على حد سواء، بحيث تخل بنظامها؟، وهل لا تزال الفلسفة، الأديان، الشعر، الرواية، الفن، الموسيقى، المسرح، الرسم، ………….. تستطيع أن تفعل ذلك؟
في مجتمعاتنا الحديثة، يرى ليوباردي أن الحياة نفسها، هي التي باتت تقتل الإنسان، في حين أن هذا الإنسان كان يحيا في الأزمنة القديمة، حتى في الموت، فلماذا فعلنا بحياتنا، وكوننا، وطبيعتنا ما فعلناه؟
إنه سؤال برسم الأفكار، والعلوم، والأديان، والآداب، والفنون المختلفة، التي ينبغي لها ألا تتباهى بعبقريتها، وتتبجح بإحرازها أيّ نجاح، بل عليها أن تخجل من نفسها، مادامت عاجزة عن الانتقال بالإنسان إلى حال السعادة… يا لخجل الفلسفة! يا لخجل الشعر أيضاً.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle