الشهباء/ فريدة عمر ـ
أدانت الناطقة في مركز أبحاث ودراسات جنولوجي في عفرين والشهباء، جريمة اغتصاب الطفلة العفرينية من مرتزق في فصيل من العمشات، وطالبت المنظمات المعنية وخاصة منظمة حقوق الطفل، بالتحرك العاجل والفوري.
يستمر الاحتلال التركي ومرتزقته، ومنذ احتلاله لمدينة عفرين في الـ18 من آذار من العام 2018، في ارتكاب أفظع الجرائم بحق طبيعة عفرين ومعالمها، وبحق الأهالي ممن تبقوا فيها، من جرائم الخطف والاعتقال، القتل والاغتصاب، والاعتداء الجنسي إلى حد اللحظة، وصولاً إلى الجرائم بحق الأطفال، وبتاريخ السادس من أيار، أقدم مرتزق من مرتزقة سلطان سليمان شاه المعروفة بـ “العمشات”، والذي يُدعى “أحمد ممدوح”، ويعرف بـ “أبو دهام”، على اغتصاب طفلة عفرينية تبلغ من العمر عشرة أعوام، أثناء مرافقة المرتزق للطفلة ووالدتها في طريق ذهابهم إلى عفرين، حيث أقدم المرتزق على اغتصاب الطفلة في البساتين المنتشرة في المنطقة، ولاذ بالفرار بعد ارتكاب جريمته إلى قرية كورا في ناحية جندريسة، فيما أشعلت جريمة الاغتصاب، التي ارتكبها بحق الطفلة غضباً شعبياً كبيراً، وسط صمت دولي للمجتمع الدولي والجهات المعنية، والذي يحفز على ارتكاب المزيد من الجرائم اللاأخلاقية.
خمس أعوام من الانتهاكات، وللمرأة والطفولة النصيب الأكبر
وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، الناطقة في مركز دراسات وأبحاث جنولوجي في عفرين والشهباء، “شيرين حسن”، فأشارت شيرين في مستهل حديثها، إلى الجرائم، التي ترتكب في عفرين، والتي يكون للمرأة القسم الأكبر منها وقالت: “إنَ عملية احتلال عفرين لم تكن عملية جغرافية فحسب، فمنذ احتلالها وإلى يومنا هذا، يرتكب المحتل التركي ومرتزقته أبشع الجرائم فيها، في خطوة نحو تغيير لمعالم المنطقة وآثارها، لمحو ثقافتها وصبغها بالهوية التركية، وبلا شك للمرأة والطفل النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات، لكسر إرادة المرأة في مدينة كعفرين كانت تعرف بمدينة المرأة، نظرا لدور المرأة الريادي فيها في كل النواحي”.
اغتصاب طفلة، جريمة وحشية
وأدانت شيرين، جريمة اغتصاب الطفلة: “إنَّ جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته، تتجاوز المعايير القانونية، فلا قانون ولا أخلاق يتحمل ما يحدث، فتعدت وحشيتهم لتطال اغتصاب الأطفال، والجريمة التي حدثت بحق الطفلة، التي تبلغ من العمر عشر سنوات في عفرين المحتلة، جريمة وحشية، فلا جهة ولا دين يتقبلان هذه الجريمة ويجب على الجميع الانتفاضة ضد هذا الفعل المشين”.
منظمة حقوق الإنسان مسؤولة بالدرجة الأولى
فيما أكَدت الناطقة لمركز دراسات وأبحاث جنولوجي في عفرين والشهباء شيرين حسن، في ختام حديثها، بأن الصمت الدولي يحفز على المزيد من الانتهاكات، وطالبت منظمة حقوق الإنسان بالتحرك العاجل وقالت: “إنَ ما يحدث في عفرين المحتلة وعلى غرار خمسة أعوام، يعود السبب الأول لوجود الاحتلال ومرتزقته على هذه الأراضي، ولإنهاء هذه الممارسات يجب إخراج المحتل بشكل عاجل، فيما يشجع الصمت الدولي المرتزقة على ارتكاب المزيد من الجرائم، فالمنظمات الإنسانية والحقوقية وتحديدا منظمة حقوق الإنسان مسؤولة بالدرجة الأولى عن محاسبة الفاعل، والحد من هذه الجرائم، فالآلاف من الأطفال يواجهون الموت وبجميع أشكاله والجهات المعنية آخذة وضعية القرود الثلاثة، لا تسمع، لا ترى، لا تتكلم، والأصح أنها ترى وتسمع لكنها لا تتكلم، فالمناطق المحتلة أصبحت بؤرة للجرائم اللاإنسانية، فكفى تسيساً بالمواقف الأخلاقية، وبضمير الإنسانية والطفولة”.
والجدير بالذكر، أنَّ جرائم اغتصاب الأطفال باتت مشاهد متكررة في المناطق المحتلة من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، ناهيك عن جرائم القتل والاختطاف اليومية بحق أهالي المقاطعة منذ أكثر من خمسة أعوام.
أرقام صادمة
وفي الصدد ذاته وفي تقرير سابق لصحيفتنا “روناهي” حول الانتهاكات في عفرين المحتلة كشف الناطق الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا “إبراهيم شيخو” عن الأرقام الصادمة لانتهاكات المحتل التركي: “لعل أكثر الممارسات، التي قام بها الاحتلال التركي، ومرتزقته بحق أهالي عفرين المتبقين فيها، هي زيادة عمليات الخطف، والقتل، والتعذيب، والعنف الجنسي، وأغلبها كانت لدوافع انتقامية بغية طلب الفدية المالية للتضييق على الأهالي، وابتزازهم لإجبارهم على التهجير القسري، حيث باتت عفرين أشبه بمعتقل كبير على غرار (غوانتانامو) تسود فيها شريعة الغاب، وتم اختطاف أكثر من (8695) مدنياً خلال خمس سنوات من الاحتلال، ومصير ما يقارب ربع العدد ما يزال مجهولاً، وتم إطلاق سراح الآلاف منهم مقابل فدية مالية، ناهيك عن تعرض المدنيين الكرد للاختطاف المتكرر بغية طلب الفدية، والذي أصبح تجارة مربحة للمرتزقة”.
وفيما يتعلق بوضع النساء أكد شيخو: على أنه: ”تم توثيق (96) حالة قتل منها ثماني حالات انتحار من النساء، و(72) حالة اعتداء جنسي، ناهيك عن الاعتداءات، التي تتعرض لها النساء بشكل يومي في العلن، وخطف أكثر من ألف امرأة، وتم تعرضهنَّ لشتى أنواع التعذيب الجسدي، والنفسي أثناء احتجازهن، ومعاملتهن معاملة لا إنسانية، وعدم مراعاة خصوصيتها، حيث يتم التحقيق معهن من قبل مرتزقة ذكور، بالإضافة الى انتشار ظاهرة التزويج القسري، وتزويج القاصرات خوفاً من اختطافهن، وتعرضهن للابتزاز، وتم قتل أكثر من (667) مدنياً، منهم (550) قتلوا نتيجة القصف التركي، والمجموعات المرتزقة التابعة له، و(92) قتلوا تحت التعذيب، وتم توثيق أكثر من (700) جريحاً نتيجة القصف التركي ومرتزقته، ومنهم (335) من الأطفال الجرحى، و(220) من النساء المصابات بجروح”.
