سيرحل المرتزقة وينقشع السواد … وسنرجع يوماً

مثنى عبد الكريم –

هذه المرة لن أبدأ زاويتنا بحكاية لأن الحكاية هذا الأسبوع مؤلمة بل وتضج ألماً، نحن اليوم في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والسلام والأفراح ولكن هذا الشهر جاء هذه السنة يحمل معه آلام التهجير والبعد، كثيرون جداً بعيدون عن ديارهم ولا يمكنهم العودة لها ولكن الأصعب من هجر من بيته ويسكن مخيمات الكرامة والعزة من أهلنا من تل أبيض (كري سبي) ورأس العين (سري كانيه) فهناك يسكن في بيوتهم من هجرهم وشردهم، هناك اليوم يأكلون ويشربون وينكلون بمن بقي ممن لاحول ولا قوة لهم، هناك يقوم أولئك الإرهابيين المرتزقة بالصلاة على سجادة بيت محتل ويتناولون طعام الزقوم بأدوات غيرهم وثم يشكرون الله، لكنها لن تطول فسيأتي يوم وترحلون كما رحل غيركم ممن سبقكم من كل أنواع النجس والخبث من فصائل الموت، ها هم أسيادكم يتخلون عنكم ويتركونكم لقمة سائغة لتبدأ سلسلة الانشقاقات ومحاولات الخروج من تحت عباءة الطورانية العثمانية. قد تنجح تلك الانشقاقات وقد تبوء بالفشل فخلافات المال الذي أنتم عبيده لم تنتهِ بينكم وستستمر حتى تتفجر أحشائكم النجسة وتتعفنون في مزابل التاريخ نعم فالتاريخ الذي نبذ غيركم من الأرجاس سينبذكم ويعود الحق لأهله، وكمثال ليس بعيد ها هي الطبقة سوريا الصغرى التي ضمت كل الشعوب وتنوعها تلبس ثوبها الأبيض وللمرة الثالثة محتفلةً بذكرى تحريرها من أسلافكم وممن بقي منكم ثلاث سنوات وقد خلعت السواد وارتاحت ويأتي اليوم ذكرى احتفالها تزامناً مع العمليات الأمنية الدقيقة التي تقوم بها أجهزة أمن قواتنا باستهداف كل خلايا الإرهاب ومن تبعه، وستحتفل كذلك قريباً كل منطقة احتلها الاحتلال التركي الغاشم وسيعود السلام ويعم الأمن ويفرح الشعب المظلوم ويرتاح بعد طول عناء وينبت ياسمين المحبة ليغسل بعبق رائحته ونقاء لونه سواد القلوب وليهطل مطر التعايش منبتاً أشجار الزيتون التي تعانق أشجار النخل والغَرب والبرتقال وتشمخ الأرواح، وسترون يا أتباع الطورانية وأحفاد الخونة ممن خان أرضه وباع دينه وعرضه أن الأرض لأهلها ستعود وستخرجون مشرذمين في الأرض وسنحكي حكاية وطن.