سياسيون: زيارات المجلس الوطني لتركيا والمناطق المحتلة تهدف لضرب المكتسبات ووحدة الصف

تقرير/ محمد محمود-

يرى الكثير من السياسيين أن زيارة المجلس الوطني لتركيا وعفرين المحتلة، والوقوف إلى جانب الأعداء يعد خيانة للشعب الكردي والقضية الكردية التي باتت محط أنظار العالم.

حيث أثارت تلك الزيارة الكثير من الشكوك والانتقادات من الأوساط الشعبية والسياسية الكردية، خصوصاً بعد نفي المجلس الوطني الانتهاكات الحاصلة في عفرين، من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته ووصف أعضاء المجلس الوطني الزيارة بالانتصار.

المجلس الوطني الكردي يُقدّم خدمات مجانية للعدو

وللوقوف على ما جرى أجرت صحيفتنا لقاءً مع عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي أمين عليكو الذي تحدث وقال: هذه الزيارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، قبل زيارة المدعو عبد الله كدو كان هناك زيارة عضو المجلس الوطني الكردي فؤاد عليكو بعد احتلال عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها، وقتها أيضاً صرّح المدعو فؤاد عليكو بأن وضع مدينة عفرين جيد بعد تحريرها، إلا أن الواقع الذي كان يعيش فيه الأهالي الباقين في المنطقة كان كارثة حقيقيّة. والذي حصل ويحصل إلى يومنا الراهن من القتل والسلب والنهب والاغتصاب وحرق الأشجار وقطعها والتغيير الديمغرافي، وإنهاء أي ملامح كردية لمدينة عفرين، وتصريحات عبد الله كدو وعبد الحكيم بشار، تؤكدان مدى الارتزاق والعمل ضد إرادة الشعب الكردي في سوريا، وبهذا النفي المطلق يتم تأكيد شراكتهم في قتل الشعب الكردي في عفرين وسري كانيه وتل أبيض (كري سبي).

وبخصوص زيارة أعضاء المجلس الوطني الكردي لتركيا والمدن المحتلة تحدث عليكو بالقول: الزيارة لا معنى ولا تفسير لها سوى تقديم الخدمة المجانية لمصالح أعداء الشعب الكردي وتطلعاته، وهي لا تخدم بأي شكل القضية الكردية ومصلحة الشعب الكردي، بل على العكس تماماً، وهم يثبتون يوماً بعد يوم أنهم مجرد أدوات بيد الاستخبارات التركيّة لا أكثر ولا أقل، وحتى مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي من أجل وحدة الصف الكردي لاقت الكثير من الأعذار والرفض منهم.

الشعب الكردي اختار طريق النضال والمقاومة

وأضاف أمين عليكو بقوله: هناك علاقة وطيدة بين المجلس الوطني والمحتل التركي، أن التصعيد الأخير من قبل حزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته والاتفاق مع بغداد حول شنكال، جاء بتعليمات وقرار من حزب العدالة والتنمية، لضرب مشروع إرادة أهلنا في شنكال، وشمال وشرق سوريا، وهذا الأمر لم يعد يخفى على أحد، وتنقل أعضاء المجلس الوطني الكردي بين أنقرة وهولير يدل على أن هناك تعليمات يجب تنفيذها، والهدف لضرب مكتسبات الشعب الكردي والشعوب في شمال وشرق سوريا.

وتطرق عليكو إلى المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الشهداء واختتم قائلاً: بات الجميع يعي جيداً حقيقة المجلس الوطني الكردي، وبعض من الأحزاب السياسية في باشور كردستان، ولم يعد للشعب الكردي أي ثقة بهم لأنهم يقفون ضد مصالح الشعب الكردي، والمكتسبات التي تم تحقيقها بفضل تضحيات أبناء شعبنا، لكن مهما حدث ومهما كانت الظروف نحن على ثقة تامة بالنصر، والتاريخ اليوم يُسطّر بحروف من ذهب، ليروي قصة هذا الشعب الذي ضحى ولا زال بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الحرية.

كل الدلائل تشير إلى تواطؤ المجلس في كل ما يجري

وحول الموضوع ذاته تحدث الرئيس المشترك لهيئة البلديات في إقليم عفرين فايق أحمد فقال:  وجود المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف السوري المعارض الذي يمثل المعارضة المتشددة والمجموعات المتطرفة ليس أمراً طبيعياً، و احتلال عفرين وسري وكري سبي (تل أبيض) وتهجير ما يقارب  ستمائة ألف من السكان الأصليين منها، وممارسة أبشع أنواع الممارسات اللاأخلاقية والانتهاكات دليل دامغ على تواطؤ المجلس الوطني الكردي مع الاحتلال التركي ومرتزقته في الائتلاف، ومشاركة بعض الفصائل المرتبطة بالمجلس الوطني الكردي  بالهجوم على عفرين، والذي ظهر على دبابات المحتل التركي، والأعمال الوحشية والانتهاكات والتغيير الديمغرافي بحق الإنسان والطبيعة والتي يمارسها مرتزقة الاحتلال التركي، منافية لكل القوانين والأعراف الدوليّة لحقوق الإنسان.

وتابع فايق أحمد بقوله: بما أن المجلس الوطني موجود ضمن ما يسمى الائتلاف السوري المعارض، فمن الطبيعي أن تكون تصريحات عضو المجلس الوطني الكردي في الائتلاف (عبد الله كدو) ورفاقه مؤيدة للاحتلال التركي، وذلك على حسب قولهم معرفة ومتابعة أوضاع المواطنين ووضع حد للانتهاكات التي يُمارسها المرتزقة بحق السكان الأصليين من الكرد، وتأكيداً على ذلك نفيهم للجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها تجاه الأهالي، وهذا النفي طبيعي لأنهم بالأساس من قاموا بشرعنة الاحتلال في عفرين، وأصبحوا عبيد مأجورين وأدوات ارتزاق في المجالس المحلية المُشكلة من قِبل الميت التركي والمجاميع المرتزقة وبيدهم تحصل تلك الانتهاكات (أي المجالس المحلية)، من نقل المعلومات والعمالة للميت وللمرتزقة وللأسف أمثال كدو يظهرون على وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية ويصرّح بمنتهى الخيانة والارتزاق بعدم وجود أي انتهاكات في عفرين المحتلة.

تركيا هدفها ضرب المكتسبات ومبادرات الوحدة

وعن أفعال المجلس الوطني الكردي والتواطؤ مع تركيا ضد القضية والشعب الكردي تحدث فايق أحمد قائلاً: إن عبد الله كدو لا يمثل شخصه بل يمثل المجلس الوطني الكردي، وتصريحاته بقرار من المجلس،  وقد ظهر رد فعل شعبي من تصريحاته والبعض قال بأنه يمثل شخصه،  والعمل الذي قام به عمل فردي، إذا كان ذلك فعلى المجلس الوطني الكردي القيام بتصريح بأن كدو والعمل الذي قام به لا يمثلهم، لكن الحقيقة أن أعضاء المجلس الوطني الكردي في الائتلاف لا يمثلون الكرد، وتركيا هي المرجعية لهم، والهدف هو ضرب الحركة الكردية ووحدتها، وهذا العمل مُدان بكافة أشكاله، خاصةً بأنه زار مقابر المرتزقة الذين قتلوا الآلاف من الكرد، وكان لهم الدور في إسالة الدم الكردي، وتعتبر هذه الزيارة خيانة للقضية الكردية.

وأكد فايق أحمد أن هذا الفعل لم يقتصر على مناطق الشمال السوري فقط بل وصل إلى مناطق الدفاع المشروع بالقول: الهجوم التركي على باشور كردستان يتم بالاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو استمرار للمؤامرة على الشعب الكردي الذي يمثل الإرادة الحرة والخط الكردستاني، من خلال مشروع الأمة الديمقراطية وفرض شروط الاستسلام عليها وإجهاضها، وعلينا أن نعرف بأن هدف الدولة التركية ليس فقط مشروع الإدارة الذاتية وحركة حرية كردستان بل هدفها هو كسر إرادة الشعب الكردي وحرمانه من نيل الحرية وإن مواقف الديمقراطي الكردستاني وحشد قوات البيشمركة على نقاط التماس مع الكريلا لا يخدم سوى أعداء الكرد، ودعم  وفرض الشروط غير الوطنية على الإدارة الذاتية من خلال الحوار الكردي – الكردي.

وأنهى فايق أحمد حديثه فقال: الزيارات التي يقوم به أعضاء المجلس الوطني الكردي للدولة التركية المحتلة لأراضي باشور وروج آفا، هي لإفشال الحوار الكردي وهذا لا يخدم القضية الكردية، هذا ما يؤكد خيانة أعضاء المجلس الوطني الكردي القابعين في حضن الائتلاف والميت التركي، والحقيقة التي يجب إدراكها هي أن المجلس الوطني الكردي حتى هذه اللحظة لم يخدم سوى المحتل التركي، والعمل على ضرب ضد حركة التحرر الكردستانية خدمةً للدولة التركية والقوى المحتلة لكردستان.