الشدادي/ حسام الدخيل –
أكد سياسيون، إن حل المعضلة السوريّة يكمن في الداخل السوري، من خلال تفعيل الحوار السوري السوري، وإن كل المشاريع الأخرى التي تقودها الدول، ماهي إلا لتنفيذ مصالحها وتمرير سياساتها داخل سوريا.
شهدت القضية السوريّة مؤخراً تطورات ملحوظة من خلال انفتاح بعض الدول العربية على الحكومة السوريّة، ومن أبرزها السعودية، التي كانت الداعم الأبرز لما تسمى المعارضة، بالإضافة إلى مصر وتونس وبعض الدول العربية الأخرى، فضلاً عن المحادثات المرتقبة التي قد تجمع سوريا وتركيا وإيران بوساطة روسيّة.
المحادثات ستفشل كما حدث في آستانا وسوتشي
وفي الصدد تحدّث عضو حزب سوريا المستقبل محمد الأطرش لصحيفتنا فقال: “شهدت القضية السوريّة مؤخراً أحداث متسارعة، أهمها وأبرزها المقاربة الأخيرة التي تجري بوساطة روسيّة بين حكومة دمشق من جهة، ودولة الاحتلال التركي من جهة أخرى، بالإضافة الزيارات المتتالية لرأس الحكومة السوريّة بشار الأسد، سواء إلى روسيا أو حتى الدول العربية مثل الإمارات وعمان، والمحادثات التي تسير بخطى متسارعة مع السعودية ومصر”.
وتابع الأطرش: “من المتوقع تعثّر هذه المحاولات كما فشلت المحادثات سابقاً في سوتشي وآستانا، وذلك لعدم مشاركة القوى الفاعلة في الحل السوري، وعلى حكومة دمشق، أن تتأكد أنه لا يوجد حل في سوريا إلا عبر الحوار السوري – السوري، الذي يجمع كافة الأطراف الفاعلة في سوريا، وعلى رأسها الإدارة الذاتية التي تعتبر الطرف الأبرز من خلال مشروعها المطروح على أرض الواقع، وهو لا يهم إلا مصلحة السوريين أنفسهم”.
ولفت الأطرش: إلى أن جميع الدول الفاعلة في الملف السوري والتي تدّعي بأنها تريد إنهاء الأزمة السوريّة، لا يوجد لديها أي مصداقية، لأن هدفها الأول والأخير هو البحث عن مصالحها على الأراضي السوريّة، ولا يهمها نهائياً مصلحة الشعب السوري.
وأكد الأطرش في ختام حديثه، على أنهم في حزب سوريا المستقبل لا يرون أي حل للمعضلة السوريّة، إلا من خلال الحوار السوري – السوري، وتطبيق القرار /2254/ لإخراج سوريا من كل الصعوبات التي تمر بها حالياً.
عدم مشاركة الإدارة الذاتية سبب كل فشل
ومن جانبه تحدّث عضو المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية، رأفت درويش، وقال: “إن الاجتماعات المرتقبة بين سوريا وإيران وتركيا وروسيا، هي اجتماعات ستكون جوفاء، حيث لم تأخذ هذه الدول العِبرة من كل الاجتماعات السابقة التي دائماً ما تنتهي بالفشل الذريع، ولم تصل إلى أي حل أو حتى مشروع قرار يصل بالمعضلة السورية إلى أي حل، بل على العكس تماماً، لم تُلبِ طموحات الشعب السوري بالوصول إلى حل يُرضي جميع الأطراف”.
وتابع درويش: “على المجتمع الدولي أن يفهم أنه ليس هناك أي حل غير الحوار السوري السوري، حيث يجب أن تكون جميع الأطراف السوريّة جالسة على طاولة حوار واحدة، للوصول إلى حل يرضي الجميع ويلبي طموحات السوريين كافة، كما يجب عدم إقصاء أي طرف في القضية السورية موجود على أرض الواقع”.
واختتم رأفت درويش حديثه بقوله: “اليوم الإدارة الذاتية موجودة على الأرض بمؤسساتها وعملها ومشروعها الديمقراطي، وتعتبر من أبرز الأطراف الفاعلين بالملف السوري، لذلك يجب مشاركة الإدارة الذاتية، بأي حوار يحدث لحل القضية السوريّة، حيث أن الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا، يجب أن يكون طرفاً رئيساً في الحل خلال الأيام المُقبلة، وإن أي حل سيتم إقصاء الإدارة الذاتية منه حتماً ستكون نهايته الفشل”.
ومن الجدير ذكره أن الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، كان قد قال لصحيفة الشرق الأوسط، بأنه في ظل غياب معايير واضحة للحل في سوريا، فأن أي توافق سيؤدي لشرعنة الاحتلال التركي سياسياً.
وأكد، بأن تلك الاجتماعات هدفها ضرب مشروع الإدارة الذاتية ومحاولة لدفع سوريا إلى حرب داخلية جديدة. وأشار إلى أن حكومة دمشق عليها التحوّل إلى الداخل السوري، عبر حوار حقيقي لتجاوز الأزمة وحلها.
