تقرير/ غزال العمر
روناهي/ جل آغا ـ السوق الشعبي مكان يعجُ بالحيوية والنشاط، ويكتظ بالأهالي من كلِّ حدبٍ وصوب يجد فيه المُتسوق كلّ ما يخطر بباله وبأسعارٍ مناسبة؛ الأسواق الشعبية أرحم من المولات والأسواق العامة بحسب آراء المواطنين.
كانت الأسواق الشعبية بمثابة مكان للمناقشات الأدبية والشعرية إضافة للدور التجاري والاجتماعي الهام الذي تقدمه كذلك لها دور في نشر العلم والمعرفة وهذا ما كان يحدث بسوق عكاظ في الطائف وسوق البصرة في العراق.
آراء في الإقبال على الأسواق الشعبية
ولناحية جل آغا سوقها المخصص لها ولقراها في كلّ يوم ثلاثاء من الأسبوع، حيث يلاحظ الزائر الازدحام والحركة، ولكن ما سرّ هذا الإقبال الكبير على مثل هذه الأسواق؟ سؤالٌ جعل صحيفتنا “روناهي” تتحرك وتبحث؛ لتقف على آراء الناس وسبب تفضيل قسم كبير منهم للأسواق الشعبية؟.
فكان لنا لقاء بالمواطن أمين سيد علي من ريف جل آغا ذو الأربعين عاماً الذي قال: “أتسوق من هذه الأسواق منذ زمن طويل وأفضلها على المحال والأسواق الأخرى”.
وتابع أمين سيد علي: “وذلك لبساطة تعامل أصحاب البسطات والبضائع؛ فالبائع في السوق الشعبي لا يقول لك أجار المحل والضرائب التي يشاركون كمستهلكين بدفع ثمنها”.
أما المواطنة سلام الشهاب ابنة الأربعين عاماً فكانت من مُشجعي الإقبال على الأسواق الشعبية؛ قالت: “هناك فرق في الأسعار؛ فبعض سكان المنطقة يزرعون الخضار في بساتينهم ويقومون بتنزيلها للسوق وأسعارهم أفضل من غيرهم بكثير. ويشعرون بوجع المواطن والغلاء الناتج عن عقوبات قيصر وارتفاع الدولار”.
“نشتري بالأسعار نفسها ولا فرق كبير بين المحلات والسوق الشعبي، ولكن التجمع الشعبي في هذا المكان بات عادة وعُرفاً”؛ هكذا عبر المواطن سعيد المحمد ذو الخامسة والأربعين عاماً عن رأيه بأنّ لا فرق شاسع في الأسعار.
السوق يزدحم أثناء الأعياد والمناسبات
كما تابع سعيد المحمد: “تزدحم الأسواق في الأعياد والمناسبات الموسمية؛ كافتتاح المدارس كونها تجمع أكبر عدد من التجار والبائعين وتختصر على الناس كثرة التنقل في الأسواق والبحث عن طلبهم”.
وعن سبب الإقبال على الأسواق الشعبية، وكيفية تعاملهم مع هذه الظاهرة من الناحية الرقابية توجهنا للتموين والحديث مع ريما المحمد عضوة مالية وديوان شعبة تموين جل آغا التي حدثتنا عن آلية عملهم كمؤسسة رقابية على المواد التموينية قائلة: “نقوم كلّ يوم وفي تمام الساعة الثامنة والنصف بتنزيل قوائم بأسعار المواد الغذائية وتسيير دوريتين كلّ واحدة مؤلفة من ثلاثة عناصر لمراقبة وضبط العمل”.
وتابعت فيما إذا كان هذا الأمر يشمل الأسواق الشعبية وينطبق عليها منوهة بأنّ التدقيق على الأسعار واحتكار بيع المواد الغذائية والخضار ومصادرة المواد المنتهية الصلاحية ينطبق على الأسواق كافة بما فيها الشعبية.
مهمة التموين مُضاعفة في الأسواق الشعبية
وأكدت ريما بأنّ مهمتهم في مثل هذه الأسواق مضاعفة؛ وذلك لأنّ مثل هذه البضائع أكثر عرضة لسوء التخزين نتيجة تعرض المواد لأشعة الشمس صيفاً أكثر من المحلات.
وعن المخالفات وضبطها ومعاقبة الباعة قالت ريما: “بالعموم يُطبق ذلك على الجميع في حال تكررت المخالفة من تجاوز للأسعار أو فساد المواد بسبب انتهاء الصلاحية أو لسوء التخزين”.
وأضافت: “تُصادر المواد التالفة بمحضر تلف، ويشمع المحل في حال تكررت المخالفة لثلاثة مرات، وتصل العقوبة بالسجن من ثلاثة إلى ستة أشهر”.
أما عن صعوبات عملهم في الأسواق الشعبية فتقول ريما المحمد: “كونه سوق متنقل لا يمكننا حصر كلّ المخالفات مؤكدة بأنّ لا فرق في الأسعار؛ ولكنّه عادة مجتمعية محبّبة لدّى أهل المنطقة”.
بيع المواد الإغاثية في الأسواق الشعبية مُخالفة للقوانين
وعن أبرز المخالفات التي تحصل في السوق الشعبي الذي يصادف كلّ يوم ثلاثاء من الأسبوع ليجمع أهالي ناحية وريف جل آغا قالت ريمة المحمد: “أبرز تلك المخالفات هو بيع المواد الغذائية الإغاثية ومادة الإسفنج غير المخصصة للبيع”.
حيث نوهت بأن مثل هذه الأمور تحدث كثيراً في مثل هذه الأسواق، وأضافت: “وتم ضبط العديد من الحالات وذلك لعدم وجود فاتورة نظامية بهذه المواد فنقوم بالمخالفة وكتابة ضبط”.
السوق الشعبي فرصة للتواصل الاجتماعي
هذا وقد توجهت ريما المحمد بكلمة للمواطنين قائلة: “ننصح الأهالي بتوخي الحذر والانتباه لصلاحية المواد أيّاً كان المكان الذي يشترون منه والإبلاغ عن أي أمر تمويني يمكن أنّ يسبب لهم ضرراً”.
وفي نهاية اللقاء أشارت عضوة مالية وديوان شعبة تموين جل آغا ريما المحمد الأسواق الشعبية أشبه ما تكون بالمهرجان الشعبي حيث تجمع أهالي المنطقة ليس فقط لشراء احتياجاتهم وإنما عادة للتعارف والتواصل الاجتماعي أكثر من أنه حاجة.
يوم ينتظره الكبار والصغار، فالنسوة يجمعن أنفسهن ويكتبن لوازمهن تحضيراً ليوم الثلاثاء ليخرجن من منازلهن سعيدات بالتسوق مع بعضهن البعض وبخاصة بعد الانقطاع عنه بسبب جانحة كورونا؛ فللأسواق الشعبية نكهتها الخاصة بها والتي تميزها عن بقية الأسواق.
