سما بكداش: عشرون عاماً من النضال الدؤوب في (PYD) سعيا لتحقيق حرية المرأة

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

أشارت الناطقة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) إلى مرور عشرين عاماً على تأسيس PYD، وما زالوا يسعون لتحرر المرأة، ومساندة نضالها الديمقراطي في عموم المناطق في العالم، لتطبيق وتحقيق دور المرأة الريادي والهام للمجتمعات، وأنه لا نجاح دون هذا الدور الجلي للمرأة في بناء المجتمع.

أُسِّس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عام 2003م، رغم ما اعترت طريقه عادات، وتقاليد سائدة مقيدة لعمله، للتقدم والنهوض بالمجتمع، إضافة إلى محاولات النظام الحاكم في حكومة دمشق في محاولة إفشاله، وبالرغم من ذلك فقد تمكن حزب الاتحاد الديمقراطي تجاوز تلك السياسات القائمة على الاقصاء والتغييب، وبإرادته القوية في تصعيد النضال، واستكمال ما بدأه حتى تحقيق أهدافه، التي كانت متأصلة لتحقيق أهدافه في البناء والتحرر، ولتلبي طموحات فئات المجتمع في روج آفا.

وقد أثبتت المرأة من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي، قيمتها في قيادة المجتمع، وأنه لا يمكن تحقيق الحلول الناجحة دون وجود المرأة، وضمان حريتها، وبمشاركتها في العمل الإداري والقيادي؛ عُدّت الثورة الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا، ثورة المرأة الحرة.

ويضم الحزب مجالس، ومكاتب عديدة في مناطق شمال وشرق سوريا كافة، ومنها مجلس المرأة، الذي أُسِّس بتاريخ 22 تموز عام 2018م، الذي يعمل على تطوير، وتوعية المرأة سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً.

PYD الممثل الحقيقي لحرية المرأة

وبهذا الصدد؛ وفي الذكرى العشرين لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي، فقد باركت الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي pyd “سما بكداش“، هذه المناسبة لأبناء الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا، واستذكرت الشهيدة “شيلان كوباني واحدة من المؤسسين الحقيقين للحزب، منوهةً بأن الحزب لا يمثل شعباً واحداً، إنما يمثل شعوب المنطقة قاطبةً؛ لاعتناقه فكر الأمة الديمقراطية، وبأنهم يعملون في إيديولوجية انضمام الشعوب كافة للحزب، ويعتمدون إلى تعريف المرأة مكانتها السياسية، والاجتماعية داخل المجتمع.

كما تحدثت سما عن دور الحزب في تطوير وتدريب المرأة، وذكرت؛ أن حزب الاتحاد الديمقراطي يتولى مهام تطوير العمل التنظيمي والأيديولوجي، والسياسي، والاجتماعي للمرأة وفق نهج حرية المرأة: “منذ تأسيس الحزب، وحتى يومنا الراهن؛ لعبت المرأة فيه دوراً ريادياً في تنظيم مجتمع روج آفا، فاستطاعت تنظيم نفسها ضمن الحزب، حتى ضم في صفوفه (عرباً –كرداً -وسريان – وأشور)، فعملت المرأة بذلك الخليط داخل الحزب على تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية”.

وأكدت: “أن حزب الاتحاد الديمقراطي، هو أول حزب خصص للمرأة مشاركة كبيرة واسعة في صفوفه، وعدها أساساً في النضال، ومع بداية تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي، حدث تغيير جذري في وضع المرأة على الأصعدة كافة، وللمرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي مسيرة مهمة من التطور والنضال، والتضحية والفداء ميزتها عن النساء السوريات الأخريات”.

وزادت: “إن حزبنا منذ بداية تأسيسه، وحتى اليوم كان حزباً تحررياً سباقاً في تطوير نظام الرئاسة المشتركة، ومناصفة الجنسين في النظام الداخلي للحزب، فلعبت المرأة دورها الريادي داخل الحزب لتكون العنصر الأكثر فعالية فيه، فقد آمنا بأن المرأة الحرة، والمنظمة هي ضمانة المجتمع الديمقراطي”.

الرئاسة المشتركة اللبنة الأولى لدور المرأة

تبنى حزب الاتحاد الديمقراطي في مؤتمره الخامس في عام 2012، نظام الرئاسة المشتركة الذي نرى أنه اليوم يعد نموذجاً مغايراً لأساليب الإدارة النمطية في منطقة الشرق الأوسط، ونوهت سما: “كان لحزب الاتحاد الديمقراطي دور ريادي في تبني مشروع الأمة الديمقراطية، ودور المرأة في تأسيس الإدارة الذاتية ومشاركتها الفعالة في الثورة، فأصبح للمرأة دور كبير، وهام في مختلف جوانب النضال والعمل، فإن وجود المرأة في مجتمع شمال وشرق سوريا ومشاركتها الفعّالة في العمليات الديمقراطية يعكسان نجاح الثورة”.

انطلاقاً من قيم ومبادئ حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعمل على بنية المجتمع، فيبدأ بتنظيمه من أصغر خلية في المجتمع إلى أعلى الإدارات، فإنه يجد أن المرأة هي ركن الأساس في بناء إي مجتمع، وبهذا الأساس لقيمة المرأة فقد تشكل مجلس المرأة ضمن حزب الاتحاد الديمقراطي، إضافةً إلى المجلس الخاص: “يعمل مجلس المرأة على تمكين المرأة سياسياً وإدارياً، وتنظيمياً، ويسعى من خلال لجانه، إلى تنظيم النساء وتدريبهنَّ، ووضعهنَّ في المكان الصحيح إلى جانب الرجل للقيام بالأعمال المشتركة”.

فيما أشارت إلى أنهم يسعون في المجلس للوصول إلى نساء المجتمع السوري كافة، والتواصل مع تنظيمات المرأة الكردستانية، والسورية، لتوحيد جهود المرأة في بناء مجتمع ديمقراطي، عبر اللجنة التنظيمية، واللجنة الدبلوماسية.

دور المرأة في المجال السياسي

فيما لفتت سما إلى، أن المرأة في شمال وشرق سوريا استطاعت تثبيت مكانتها في القيادة، ولعب دور كبير في النظرة السياسية للأحداث، إلا أنها تعرضت للعديد من الصعوبات: “الصعوبات التي واجهتنا في البداية، كانت رفض الدور السياسي للمرأة، ولكن مشروع الأمة الديمقراطية أثبت للمرأة أحقيتها السياسية؛ فاستطاعت من خلاله أن تطالب بحقوقها، وتصبح قادرة على القيام بدورها الريادي والحضاري والقيادي، وفي المجالات كلها دون خوف أو تردد”.

وبالرغم من الصعوبات والمعوقات، التي واجهت الحزب، فقد استطاع أن يكسر حاجز النمطية لدى العديد من النساء في انضمامها إلى صفوفه، فيما تمكنت المرأة من تجاوز القيود والعراقيل التي كانت تحد من دورها، ومكانتها في المجتمع، ولكن سما ترى أن الطريق مازال بعيداً، ويحتاج إلى المزيد من الجهد لتحقيق ما يصبو إليه الحزب في تحقيق دور المرأة الهام في قيادة المجتمع.

وأشارت سما إلى دور المرأة التمثيلي للحزب في الخارج: “بعد مرور عشرين عاماً على تأسيس الحزب، وقرابة خمس سنوات على تأسيس مجلس المرأة، استطاعت المرأة أن تمثل الحزب في العديد من دول الخارج، وكانت قدوة لغيرها، وخرجت من دائرة الروتين التي تحيط بها”.

هذا وألمحت سما إلى الخطر، الذي لحق ببعض القياديات السياسية، للحض من دور المرأة وبجاحها السياسي: “العديد من السياسيات والقياديات البارزات تعرضن لعمليات القتل خوفاً من قدرة المرأة على حل القضايا العالقة في الشرق، كالشهيدة هفرين خلف، وغيرها من قياديات الثورة الفكرية، التي تسعى لتحرير المرأة”.

واستذكرت الناطقة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) “سما بكداش”، البطلات والشهيدات اللواتي قدمن تضحيات كبيرة في سبيل حقوق المرأة والديمقراطية: “نعاهد شعبنا، وأبطالنا من الشهداء والمقاومات على متابعة نضالنا من أجل تحقيق تطلعات شعبنا، ودعم حرية المرأة ومشاركتها في العمل الديمقراطي في شتى أنحاء العالم”.