No Result
View All Result
المشاهدات 0
قامشلو/ بيريفان خليل ـ
قالت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة “روهلات عفرين”، لإفشال مخططات النظام الرأسمالي، الذي يُمارس شتى أنواع العنف ضد المرأة، تستمر YPJ بنضالها، من خلال الجهود النسائية لتوحيد رأيهن، وصوتهن في قيادة الثورة، التي تقودها المرأة في هذه الأوقات الحرجة.
سعت نساء شمال وشرق سوريا على مدار أكثر من عقد من الزمن، من ثورة روج آفا “التاسع عشر من تموز” إلى تغيير الذهنية الذكورية السائدة في المجتمع، حيث نظمت ذاتها، وطورت فكرها، وأسست مؤسسات وتنظيمات خاصة بها، ساهمت في تقليص انتشار هذه الذهنية، وإنهاء العنف الممارس ضد المرأة، ومن بينها المنظومة الدفاعية الخاصة بالمرأة؛ وحدات حماية المرأة هي القوة، التي كان لها الدور البارز في تحرير المرأة فكرياً وجسدياً.
وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة المصادف لـ 25 تشرين الثاني من كل عام، تحدثت صحيفتنا “روناهي” مع القيادة العامة لوحدات حماية المرأة “روهلات عفرين” للحديث حول محاور عدة تخص هذا اليوم، وكيفية إنهاء العنف الممارس بحق المرأة، وكيف استطاعت الوحدات تغيير النظرة الدونية للمرأة، وكسر حاجز الخوف والانخراط في المسيرة النضالية.
YPJ غيرت خارطة النظام الرأسمالي
في البداية تحدثت روهلات بأن تنظيم المرأة بدأ بانطلاق شرارة ثورة روج آفا في التاسع عشر من تموز، وبالانتساب للقوة العسكرية، من خلال تشكيل وحدات حماية خاصة بالمرأة YPJ في الرابع من نيسان 2013، وحملت هذه الوحدات على عاتقها مسؤولية حماية المرأة، والشعب والأرض والدفاع، وأفادت أيضاً أن الإعلان عن تشكيل وحدات حماية المرأة كان بهدف حماية الشعوب والمكونات، التي تعيش في سوريا عموماً لإقامة نظام لا مركزي تعددي ديمقراطي سوري، لحفظ أمنها وسلامتها، وتأمين استقرارها الاجتماعي.
وعدّت روهلات ذلك خطوة تاريخية بعد إعلان ثورة 19 تموز في كوباني وتحرير مناطق الجزيرة، وكوباني، وعفرين من سيطرة النظام البعثي، مبينةً أن هذه المناطق كانت تعاني من الإجراءات التعسفية، والظلم الذي كان النظام يمارسه بحق الأهالي، وضغطه المتزايد لقمع الحرية، والذي أدى إلى حالة احتقان شعوب المنطقة.
ولفتت إلى معاناة المرأة، التي يكون لها النصيب الأكبر في الحروب والأزمات، وخير مثال على ذلك الأزمة السورية التي بدأت في عام 2011، لذا كانت المرأة بأمس الحاجة إلى تنظيم يحميها ويحقق أهداف نضالها في خضم الأحداث التي وصلت فيها الأزمة إلى ذروتها.
وأشارت إلى أن تنظيم وحدات حماية المرأة، لم يكن وليد اللحظة بل كان يخفي بداخله ثورة قرون من المعاناة، فحملت راية الحرية وازدادت وتيرة نضالها بعد الإعلان عن تشكيل كتائبها في المدن الكردية بداية في عفرين، وقامشلو، وديرك وكوباني وغيرها من المناطق، وأخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن الوطن والشعب، والمجتمع ضد الهجمات الخارجية، وخاصة في المرحلة، التي تصاعدت فيها وتيرة الحرب بعد هجمات المجموعات المتطرفة، تحت مسميات جبهة النصرة، والجيش الحر، ومرتزقة داعش، ناهيك عن مسؤوليتها الأساسية في حماية حقوق المرأة والدفاع عنها تحت سقف المنظومة الدفاعية لوحدات حماية المرأة.
“وبعد الإنجازات التي تحققت منذ بداية الثورة سعت بعض الأطراف، وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي إلى النيل من مكتسبات ثورة روج آفا، وضرب قيمها، فوقفت YPJ حصناً منيعاً لمواجهة العدو، وأثبتت بذلك للعالم أجمع، بأن أي مجتمع يعتمد على قوة المرأة لن تنهار إرادته أمام جبروت العدوان، ولا سيما بعد أن قدمت أروع الأمثلة من التضحيات الكبيرة”، بهذه العبارات سلطت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة الضوء على دور المرأة في مواجهة كل من سعى لكسر إرادة المجتمع، مشيرة إلى مساعي داعش أيضاً في المنطقة إلى جانب دولة الاحتلال التركي، والذي كان يتوقع السيطرة على المنطقة بسهولة، لكن العجب الأكبر الذي تلقاه داعش حين علم أن من يواجهه في المعارك هن النساء بقيادة المرأة وليس رجالا كما كان يتوقع؛ حينها أدركت دولة الاحتلال التركي، ومرتزقة داعش الإرادة التي تمتلكها المرأة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن شعبها وأرضها، وعن النساء جميعاً.
وأوضحت روهلات، أن ثورة روج آفا، التي قادتها المرأة كانت الشرارة الأولى، التي أُنشئ فيها كيان المرأة لتصبح الأرضية مهيأة لرفع صوتها في وجه النظام الذكوري، الذي كان ينظر إلى المرأة نظرة دونية، دون الثقة بقدراتها، وبأنها بحاجة إلى من يحميها، ويدافع عنها، وبأن وحدات حماية المرأة طيلة الأعوام السابقة، تناضل بشكل مستمر في مواجهة الذهنية الذكورية المتسلطة، التي تحد من حرية المرأة وممارسة دورها في المجتمع، سواءً من الناحية العسكرية، أو الإيديولوجية، والثقافية، والسياسية، والاجتماعية. كما وحدت YPJ جهود النساء كافة، وجعلتها تتعرف بواقعها أكثر، وتسخير طاقاتها في سبيل تقدمها وتطورها، لتعود إلى جوهرها الأمومي، الذي يحمل قدسية آلاف السنين.
أمام مقاومة المرأة تهزم المخططات كافة
وتسعى الأنظمة الرأسمالية إلى استهداف المرأة وممارسة أشكال العنف ضدها، لتفكيك المجتمع والحد من الثورات الحرة التي تقودها المرأة، فعلقت روهلات على هذا الموضوع مشيرة إلى ما يتوجب على المرأة فعله، لإفشال مخططات تلك الأنظمة: “من المعروف أن أي نظام يحاول فرض سيطرته على مجتمع ما، أول ما يقوم به هو استهدافه من الداخل، وتفكيك نسيجه الاجتماعي وزرع الحقد والكراهية بين مكوناته وطوائفه وفئاته. لهذا يتوجب على المرأة بذل المزيد من الجهود في مسيرة نضالها من أجل تطوير نفسها من النواحي كافة، والعودة إلى ثقافة المجتمع الطبيعي، الذي كانت فيه المرأة الأم المقدسة والآلهة”.
وشددت إلى أن محاربة النظام الرأسمالي، الذي يستغل المرأة ويتحكم بها، ويجعلها سلعة دعائية، تقع على عاتق المرأة الحرة والوطنية ويجب أن تضعها في مهامها الأساسية التي تسعى لمحاربتها، لافتة إلى سياسة النظام الرأسمالي، الذي يسعى إلى خلق نموذجين للمرأة، أما أن تكون المرأة مسترجلة تعادي جنسها وتتشبه بالرجل، أو أن تكون ضعيفة، خائرة القوى مطيعة تلبي طلبات الرجل، تابعة له، دون اعتراض. وعدت النموذجين يفقدان المرأة هويتها الأساسية، في أن يكون لها كيان، وكلمة وإرادة حرة، من هنا يخطط النظام الرأسمالي لقمع أية ثورة من الثورات الشعبية، التي تنادي بالحرية في العالم، مستهدفاً المرأة والمجتمع، بزرع الفتن والنعرات الطائفية، والمذهبية والقومية بين الشعوب، في حين لم يتوقف نضال المرأة ومقاومتها، في مواجهة ممارسات النظام الذكوري، الذي يسعى إلى السيطرة على القيم المجتمعية لثقافة الآلهة الأم المعمرة، لأكثر من خمسة آلاف سنة، كما ذكرته القيادة العامة لوحدات حماية المرأة.
وحدة الصف أساس تحقيق الانتصارات
إلى جانب ثورة روج آفا، التي حققت مكاسب وإنجازات عظيمة على مدار أكثر من عقد من الزمن، بدأت الانتفاضة الشعبية تحت شعار “Jin Jiyan Azadî” وذلك كرد على الانتهاكات الصارخة بحق الشعوب والمرأة بشكل خاص، فبقناع الدين، وتحت ذريعة الشرف، وجدت الذهنية الذكورية السلطوية فرصة للحد من شأن المرأة، وما أقدم إليه النظام الإيراني بقتل الشابة الكردية جينا أميني بكل وحشية في روجهلات، خير مثال على ذلك، حيث انطلقت الانتفاضة الشعبية تحت ذلك الشعار، واتسعت في العديد من دول العالم. هذا التكاتف الشعبي بكل تأكيد تحقق بقيادة المرأة، وفي ظل هذه الانتفاضة ترى روهلات، بأن تكاتف المرأة وتنظيم طاقاتها أكثر، والدفاع عن نفسها بقدراتها الذاتية ضروري في هذه المرحلة، واستشهدت بإحدى العبارات المنددة باستشهاد جينا أميني، “سوف يسقط ذلك النظام الذي يخشى من خصلة شعر المرأة”، وبأن هذه الانتفاضة خير مثال على وحدة المرأة، وقل مثيلها في التاريخ الحديث، لمواجهة ثقافة القتل، ومواجهة الظلم الذي تعاني منه النساء.
وتابعت: “تحقيق المرأة وحدتها وتكاتفها في كل مكان، وتنظيمها بأسس ومبادئ الحياة الحرة، سيمكنها من ريادة صائبة لمجتمعها وفق مبادئ وأخلاق المجتمع الديمقراطي الإيكولوجي”.
ودلت على ذلك بأقوال القائد عبد الله أوجلان بخصوص الفكرة ذاتها: “إن النظام السلطوي يخشى من المرأة ما إن أصبحت حرة، مستقلة بإرادتها وفكرها وكيانها” وعندئذ لن تحتاج المرأة لحماية الرجل، أو توجيهها كيفما يشاء.
كما وأعادت روهلات المشهد إلى ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، وكيف تشكلت وحدات حماية المرأة، التي نظمت نضالها على الأصعدة كافة، وفي مرحلة ما كان الخطر يزداد بازدياد هجمات مرتزقة داعش، الذي كانت تتلقى دعماً مباشراً من دولة الاحتلال التركي، وانطلاقاً من مبدأ، “كلما تمكنت المرأة تنظيم ذاتها، وتحقيق وحدتها أصبحت ذات إرادة قوية وحرة”، لتصل لمشروع الأمة الديمقراطية، والتعايش المشترك تحت سقف وطن ديمقراطي حر يمارس المجتمع حقوقه فيه بكل حرية، وتسوده العدالة والمساواة، حيث قادت الوحدات حملات التحرير ضد مرتزقة داعش، وجيش الاحتلال التركي، وحققت انتصارات كبيرة كما وقدمت تضحيات بدمائهن الطاهرة، أمثال الشهيدة هيفيدار ديرك، وجيندا تل تمر، وجيان تولهدان، وارشين جودي، روناهي رشو، وروكسان عفرين، وغيرهن ممن دافعن عن شعبهن ووطنهن وأصبحن مثالاً تحتذي به نساء العالم جميعاً.
ماذا يتطلب من المرأة لكسر الذهنية الذكورية؟
وكشفت روهلات، أنه من أجل العودة إلى المجتمع الطبيعي الأمومي يجب أن تناضل المرأة لتجسيد براديغما الكونفدرالية الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان، وتطبيقها في كل خطوة من مسيرتها، وبذلك ستحافظ على ثقافتها، وقيمها المقدسة أكثر من أي وقت مضى، كما ركزت في حديثها على ضرورة تثقيف المرأة نفسها، وتطوير فكرها، وتدريب وتنظيم ذاتها في النواحي جميعها.
وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وجهت روهلات رسالة للنساء في أنحاء العالم جميعاً: “إن النظام السلطوي الذكوري القائم على استغلال المرأة، والمجتمع على حدٍ سواء، يمكن محاربته وتغييره، من خلال كسب الذهنية الديمقراطية. وأن تنظيم النساء أنفسهن يتحقق ضمن منظومة دفاعية متكاملة في كل مكان، بأبعادها الإيديولوجية، الفكرية، والاجتماعية والثقافية، على أسس ومبادئ المرأة الحرة، والمجتمع الحر”، مبينة أن المرأة تركت بصمات واضحة على صفحات التاريخ حتى يومنا الراهن.
واختتمت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة “روهلات عفرين” حديثها لصحيفتا، أن YPJ ستستمر بنضالها وسعيها لتحقيق الحرية لنساء العالم أجمع، ضمن أجواء يسودها الأمن والسلام، لتحقق كينونة المرأة، وريادتها بطابع المجتمع الأمومي.
No Result
View All Result