روكسان محمد: وحدات حماية المرأة أحدثت نقلة نوعية في واقعها

جل آغا/ أمل محمد –

أوضحت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة “روكسان محمد”، أن وحدات حماية المرأة أحدثت نقلة نوعية وتغييراً جذرياً في واقع المرأة في المنطقة، وكان لها دور جوهري وبارز في مختلف المجالات، وبالذات ما قدمته من تضحيات في حماية المنطقة من خطر مرتزقة داعش.

أُسست وحدات حماية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا في الرابع من نيسان عام 2013، حيث تركت هذه الوحدات بصمتها على مجمل الحراك العسكري، وقد تأسست في ظروف صعبة مع بداية الأزمة السورية، حيث كانت تمر المنطقة بالعديد من التخبطات، فكانت أول كتيبة تأسست هي كتيبة الشهيدة “روكن” بمنطقة عفرين، وأولى شهيدات وحدات الحماية كانت بيريفان نوجان “بيريفان قلندر”، وسلافا عفرين “مريم محمد” اللتان استشهدتا أثناء تصديهما لهجمات مرتزقة جبهة النصرة على قرى شيراوار بعفرين.

القضاء على أشكال التميز ضد المرأة 

وبصدد هذا الموضوع، وفي الذكرى الحادية عشرة لتأسيس وحدات حماية المرأة (YPJ)، تحدثت صحيفتنا “روناهي” مع الناطقة باسم وحدات حماية المرأة “روكسان محمد”، والتي حدثتنا بقولها: “لعبت وحدات حماية المرأة دوراً ريادياً في حماية مكتسبات المنطقة وتاريخها وإرثها، وعملت على توطيد العلاقة بين شعوب المنطقة، وتاريخها ولغتها، وحاربت النظرة والذهنية، التي كانت تقييد إمكانيات المرأة، ورفعت من ثقة المرأة بنفسها، وقدراتها وحاربت التهميش والإقصاء، اللذين كانت تعاني منهما النساء، وعلى هذه الأسس تشكلت وحدات حماية المرأة، ليس فقط من أجل الانخراط في المجال العسكري وحسب، بل جاءت هذه الوحدات من أجل المرأة ولنفسها ولتحسين واقعها”.

أضافت المرأة بصمتها في المجتمع، وكذلك في المجال السياسي والاقتصادي والزراعي والدبلوماسي، وحماية حقوق الشعب بمختلف أطيافه، والعمل على رفع واقع المرأة ذلك كله كان بنضال وحدات حماية المرأة: “عانت المرأة من ويلات المجتمع، الذي كان يفرض عليها ما ليس فيها، ويحدد المسار الذي يجب أن تسير عليه رغماً عنها، كانت المرأة مجردة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى من أبسط حقوقها، ولتغيير كل ذلك ولتصل المرأة لحقوقها، ومكانتها عملت وحدات حماية المرأة ووضعت على عاتقها كل ما سبق، للوصول للحرية والعدالة والمساواة بين الجنسين، فوضعت هذه الوحدات منذ بداية رحلتها عدداً من الأسس والقيم، التي يجب أن تعمل على أساسها واستطاعت أن تحدث تغييراً حقيقياً وفعالاً في ثورة المجتمع”.

مهدت ثورة 19 تموز لولادة المرأة من جديد، والرفع من مكانتها وإعطائها الثقة للمضي قدماً نحو ذاتها، كانت ثورة روج آفا في إقليم شمال وشرق سوريا هي التي أحيت الربيع في نفوس النساء، كما أن الدور، الذي لعبته المرأة والنتائج التي وصلت إليها أثبتت أن الثورة كانت على حق حينما منحت الحرية للنساء، هذا ما بينته روكسان مضيفةً: “في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي برزت المرأة عاملاً قوياً، فكانت ميلاد حرية المرأة مع ثورة 19 تموز، حيث غدت ثورة المرأة بالفعل، فكان التحدي الأكبر لوحدات حماية المرأة هو تغيير نظرة المرأة عن نفسها، وقد كافحت هذه الوحدات حتى انتشلت المرأة من ذلك الواقع المرير، الذي وجدت المرأة نفسها فيه مع بداية ولادتها، ثورة المرأة تتجدد كل يوم وتزهر لحظة بلحظة، وهذا دليل بأن وحدات حماية المرأة بدأت من الحقيقة وسارت نحو الحق، واستمرار هذه الوحدات في ما يزيد عن عقد هو تأكيد على أنها تسير وفق خطا ثابتة، وجميع ما وصلت إليه، وكل ما قامت به كان يستحق المحاولة، حرية المرأة هي حرية للمجتمع وللتاريخ، وللغة، حماية المرأة لفكرها ووجودها هو حماية للمجتمع”.

تحديات وصعوبات 

ما وصلت إليه وحدات حماية المرأة منذ اليوم الأول من نشأتها لم يأتِ على طبق من فضة، فقد واجهت هذه الوحدات العديد من الصعوبات والتحديات، وكانت أول هذه التحديات هي تغيير فكر المجتمع، فقبول المرأة بهيكلها الجديد، وفكرها المغاير عن سابقه لم يكن بالأمر السهل وعن هذا قالت: “انخرطت وحدات حماية المرأة في المجال العسكري، وهذا لم يشهده المجتمع في السابق، اندماجها الحقيقي في المجالات خلق نوعاً من الدهشة في البداية، لكن ما توصلت إليه استحق الاحترام، كان وقوف وحدات حماية المرأة في وجه أكبر عدو عرفته البشرية وهو مرتزقة داعش أكبر رد على المنتقدين، لأن هزيمتهم لهذا العدو وتحرير المناطق المسلوبة يؤكد على جسارة هذه الوحدات، جاءت هذه البطولة من إيمان هذه الوحدات بقدرتها وإمكاناتها لهذا وصلت إلى هذه المرحلة من التقدم والنجاح، فاستطاعت وحدات حماية المرأة من تحرير بعض المناطق المحتلة إضافةً إلى ذلك قامت بحماية باقي المناطق من خطر مرتزقة داعش، هذا وكان لها دور بارز في معارك شنكال وتحرير النساء الإيزيديات، ولأننا أصحاب الحق والأرض، والتاريخ، واللغة ولأن وحدات حماية المرأة وقفت في وجه الصعوبات ليومنا هذا هي موجودة وتحمينا، وتحمي مكتسبات الأرض”.

الإصرار على التحدي رغم الخطورة 

وقفت وحدات حماية المرأة في وجه مرتزقة داعش بفكرها المتشدد، ولم تترد في مواجهة المحتل التركي، كانت هذه الوحدات في الصفوف الأمامية في مقاومة كوباني وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض وارتقت مئات المقاتلات للشهادة، ولكن ذلك لم يمنع هذه الوحدات من الاستمرار: “وحدات حماية المرأة هي صوت الشعب وحقيقة الأرض، هي من وضعت الموازين من جديد، ما نلمسه اليوم جاء من تضحيات هذه الوحدات، في هذه الوحدات تجد التنوع العرقي والديني، كرد، وعرب، وسريان، أشور، وأرمن ما جمع هذا الاختلاف، والتنوع هو الحرية والحقيقة، كل شعب وكل فئة وأي عرق حمل آمال وطموحات المجتمع الذي جاء منه وحاربوا من أجله”.

وأكدت روكسان محمد أن وحدات حماية المرأة جاءت من أجل المرأة ولحماية المجتمع والأرض بقولها: “وحدات حماية المرأة هي الفكر والفلسفة والإرادة والروح الجديدة للنساء والمجتمع، هي إلهام للنساء سواءً في المنطقة أو في العالم، ولادة وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان، والذي يصادف ميلاد القائد عبد الله أوجلان الذي يرمز لولادة الحقيقة والحرية وميلاد للنساء، فسارت هذه الوحدات، وعملت وفق فلسفة وفكر القائد أوجلان، هذه الفلسفة التي ناهضت العنف والاستبداد بحق المرأة وحاربت لبلوغ حريتها، لا يمكن القول: إن وحدات حماية المرأة وصلت للنهاية بعد الانتصارات، التي حققتها، لا يزال هناك الكثير من التحديات والعقوبات، لا تزال هناك أفكار وذهنيات تعيق تقدم المرأة ولا يزال هناك تجاوزات وجرائم بحق المرأة، وعلى هذا الأساس وحدات المرأة عملت للحد من أي عائق يحد من قدرات المرأة ومكانتها، فتعمل وحدات حماية المرأة ليس فقط من أجل نساء المنطقة بل من أجل نساء أفغانستان والسودان وغزة والعالم، حين تحرر المرأة في  جميع دول العالم يمكن أن نقول: بأن مهمة وحدات حماية المرأة قد انتهت”.

والجدير بالذكر أن وحدات حماية المرأة شاركت في مقاومة كوباني، وسري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض وشنكال وعفرين، هذا وقد قدمت خلال مسيرتها الكفاحية خيرة مقاتلاتها، وأنشأت الوحدات الأكاديميات العسكرية الخاصة بها وافتتحت دورات تدريبية، البطولات التي قدمتها هذه الوحدات جعلت منها قوة أساسية في إفشال المخططات، التي أرادت النيل من المنطقة.