عبدالرحمن محمد
أيها الراحلون بأجسادكم
وأرواحكم تنسج
للأمل شراع
وترسم ملامح الوطن
ماذا يليق بكم للوداع
أنهاراً من دموع
أم أشعل العشر
لكم شموع
وأجعل من شغاف القلب
لكم ضريحاً وكفن
أيها الراحلون عن المدى
الخالدون في الضمير
كنتم الأمان
يوم لم نلْقَ الامان
وكنتم السلام في أيام المحن
خذو مني رسائل العتاب
لمن كانوا في يوم مثلكم
رسلاً وأنبياء
خبروا محمداً
بأن بعضاً من أمتهِ
يَستبيحون دمنا
يَغتصبون عِرضنا
وينهبون أرضنا
وفي كل مرة يقتلون
أطفالنا…شيوخنا
أو حين يأخذون
أحرارنا سبايا
يهتفون باسمه
ويكبرون باسم ربه
اسألوا محمداً
أهذي خير أمة أخرجت للناس؟
أم أنها شر من وسواسها الخناس؟
وأمةُ الأنجاس.
………………….
أيها الباقون في الضمائر
ورسمكم ملء العين
واسمكم تغص به الحناجر
بلغوا إسماعيل الذبيح
بأننا نُنْحَر كالخراف
ولا ندري
لمن نقدم ضحايا
لمن
نوهَب غلمانا
ونؤخذ سبايا
عساه يدعو لنا ربه
أخبروه
أننا الشعب الذبيح
لا نعلم لأجل من نُذبح
لكننا نَعلم أننا ضحايا
أيها المودعون
وأنتم الباقون
أخبروا أيوب أننا
ألف ألف عام قد صبرنا
وما نلنا المراد
أخبروا يوسف الجميل
أن الذئب ما زال يأكلنا
وأننا مررنا
بألفٍ من العجاف
وما زلنا في انتظار سنبلة
…………………
أيها الباقون
أيها الآتون
أيها الماضون
أخبروا المسيح
بأننا نُصلب
كل حين
وأننا
نمجد الابن والأب
في السماء
وأننا لا نفوّت صلاة
وأننا نؤمن بالتوراة والإنجيل
والقرآن
أخبروا موسى كليم الله
ليكلم ربه الإله
بأننا لم نكن الفرعون
ولا أبا جهل
ولسنا من عصاة الجان
ولا من الباغين
من بني الإنسان
أخبروا كلّ الأنبياء
وأخبروا من في الأرض والسماء
أننا من بني الإنسان
أخبروهم أننا نباد
وأننا نحب الخير والسلام
ونَكرهُ الدماء
أخبروهم أننا من بنى الأوطان
وأسس الحضارة
أخبروهم
لن نترك البلاد
أننا نقاوم وأننا سنبقى
وأننا لا نفنى
أخبروا الرب وكل الأنبياء
بأننا للخير والسلام
الحلم والرجاء.