سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رائد الرواية الجزائرية: الطاهر وطّار

عبد الحميد القائد/ البحرين_

عندما كنت في الجزائر في آذار 1975 لحضور مؤتمر الأدباء العرب، حيث كان ذلك أول حضور رسمي لي في المؤتمرات، التقيت صدفة بشاب أربعيني ممتلئ قليلاً وأصلع من مقدمة الرأس. كان واقفاً أمام بوابة الفندق وبادر بالسلام وعرّفني على نفسه، إنه “الطاهر وطار” لم أكن في ذلك العمر الصغير أعرف من الكتّاب الجزائريين سوى الشاعر والروائي مالك حداد، الذي كان يعاني من ازدواجية ثقافية مؤلمة حيث كانت معاناته وطنية عربية، ولغته فرنسية، وكانت كل كتاباته باللغة الفرنسية تقريباً. سألت الطاهر وطار لماذا أنت واقف أمام البوابة ولا تدخل؟ فأجابني: “لا أحب المؤتمرات الرسمية وليس هذا مكاني”.
 وقبل أن أغادر الجزائر حرصت على اقتناء روايتين له هما “الزلزال” و”اللاز”. إنه روائي وكاتب ومناضل شارك في الثورة الجزائرية من عام 1956 حتى استقلال الجزائر.
الطاهر وطار ليس روائياً عادياً؛ بل أحد روّاد الرواية الجزائرية والعربية الحديثة، فقد كتب الطاهر وطار القصة القصيرة والروايات والمسرحيات، وتُرجمت أعماله إلى لغات عالمية مختلفة.
ولِد في عام 1936 وتوفى في عام2010 بعد صراع طويل مع المرض، انحدر من جذور شعبية ريفية، امتهن الكتابة الصحفية والروائية منذ شبابه المبكر، وانتمى للفكر التقدمي، والتحق بصفوف جبهة التحرير. وشارك من موقعه الفكري في تحرير بلاده من ربقة الاستعمار الفرنسي. كان إنساناً عنيداً وصلباً، ومثقفاً ثورياً وعضوياً صاحب مواقف وطنية وتقدمية أصيلة وراسخة، لقد تعرّف القارئ العربي على الطاهر وطار حين صدرت روايته ” اللاز” التي تصوّر مرحلة الكفاح والنضال من أجل التحرر والاستقلال، وهي رواية ملتزمة ترسم بشكلٍ رائع بلاده، التي قال عنها في المقدمة “بلاد التسيير الذاتي والثورة الزراعية وتأميم جميع الثروات الطبيعية”. أما “الزلزال” فهو عمل روائي فني يُبرز وجه الجزائر بعد الاستقلال، ومن خلال الأحداث نتعرّف على واقع الشعب الجزائري وعلى التحولات النوعية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية، التي طرأت على المجتمع الجزائري. ونتفاعل أيضاً مع أبطالها، مع أطفال قسنطينة وشبابها الواثق المؤمن بالمستقبل.
والطاهر وطار يخلط بين الأساليب المباشرة والأساليب غير المباشرة، ويقول على لسان إحدى شخصياته بأن المباشرة السياسية، إذا أحسن استخدامها، هي أداة نضالية يحاول البعض تحطيمها.
يقول الطاهر وطار إن همه الأساسي هو الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم. ويقول إنه هو في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى. كما يقول: “أنا مشرقي؛ لي طقوسي في كل مجالات الحياة، وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تُحترم، كنت أركّز قبلاً على الإبداع باعتباره أهم ما يمكن تركه للناس لكنّني أحسستُ بالظلم، عندما قال بعضهم إنّ وطار صنيعة للنظام الشمولي أيام بومدين، وصنيعة الحزب الواحد. وقالوا إنّني تخليت عن يساريتي، لكنّ الجميع يعرف أنّني شاركتُ في ثورة التحرير، وتركت دراستي، ولم استثمر هذا الأمر”.
عن مكانة الطاهر وطار في الثقافة الجزائرية قال الكاتب والمفكر الجزائري أمين الزاوي: “أعتقد أن رحيل الطاهر وطار يُخلّف فراغاً كبيراً ليس في الكتابة وإنما في الحياة الثقافية، فلم يكن كاتباً يكتب من برجه العاجي وإنما كان منشطاً للوسط الثقافي وعلى مستوى الحوارات الثقافية.”
أسس الطاهر وطار الجمعية الجاحظية نهاية الثمانينات. وتفرّغ في السنوات الأخيرة من حياته للعمل الثقافي ضمن هذا المشروع الذي كان يسعى إلى أن يمكون منبراً للحوار بين جميع أطياف الثقافة الجزائرية. عن هذا المشروع قال الزاوي “أسس الطاهر وطار الجمعية الجاحظية مع مجموعة من الكتّاب والأدباء من بينهم شهداء من شهداء الثقافة الجزائرية هم الروائي الجزائري الكبير الطاهر جاووت والشاعر والأستاذ الجامعي يوسف سبتي وبختي بن عودة، وفي انطلاقتها الرئيسية جمعت هذه الجمعية المثقفين المعربين والمفرنسين، وكانت مجالاً حيوياً للحوار الثقافي والفكري والأدبي وكانت فضاء العقل في الثقافة الجزائرية حتى مطلع العام 2000.
ويعتبر موقف الطاهر وطار من الجماعات الإسلامية في الجزائر، هو الأكثر إثارة للجدل، بسبب اختلافه الجذري في هذا الأمر مع مواقف أغلب المثقفين الجزائريين. فقد رفض الطاهر وطار تبنّي مصطلح الإرهاب مفضلاً مصطلح العنف والعنف المضاد، وهو ما اعتبره ناقدوه يتضمن تبريراً للعنف الذي ارتكبته الجماعات الإسلامية، وهو عنف لم يسلم منه حتى المثقفون الذين لم يبدر منهم أي موقف عدائي أو عنيف تجاه هذه الجماعات، وعن هذا الموقف المثير للجدل يعتقد أمين الزاوي أن الطاهر وطار، وفي لحظة من لحظات صعود المد الإسلاموي بدأ في مغازلة هذا المد وهو واضح في روايته حول الولي الصالح، ولم يتخذ وطار مسافة بعيدة من الحدث تمكنه من قراءة الحدث بشكلٍ جيد، ولا يستبعد الزاوي أن يكون الخوف سبباً آخر لاتخاذ هذا الموقف، فتصفية بعض رموز الثقافة الجزائرية جعلت الطاهر وطار يلطف من الأجواء في علاقته بالإسلاميين رغم إنه ظل شيوعي الفكر طوال حياته.
الطاهر وطار صب جام غضبه على المثقفين المفرنسين الذين حمّلهم، تقريباً، كل مآسي الجزائر، فأصبحوا عملاء وخونة ومنتحرين يصح فيهم الاغتيال والتشريد والإرهاب وكان الذنب الوحيد الذي ارتكبه الكتّاب المفرنسون، وكان إلى جانبهم الكثير من الكتّاب المُعربون أيضاً، الذين هاجمهم وطار يتمثل في وقوفهم وتحذيرهم من الخطر الأصولي ثم مطالبتهم بوقف المسار الانتخابي غير مبالين بما بلغت شعبيته، ولقد جاءت الأحداث المحلية والعالمية فيما بعد لتعطيهم الحق. الطاهر وطار قال فيما بعد: “إذا كان الكاتب ذو وجدان عربي إسلامي فلا يهم أن يكتب بالعبرية أو بالإنجليزية أو بالفرنسية، لأننا بمجرد ترجمة هذا الأدب يعود إلى أصله مثلما كان الأمر بالنسبة للكاتب المغربي الطاهر بن جلون في أوائل أعماله”. إذن المسألة لم تكن مسألة لغة بل مضمون. رغم أن وطار سبق أن قال بأن اغتيال الكاتب والصحفي الطاهر جاووت “خسارة لفرنسا” لمجرد أنه كان يكتب باللغة الفرنسية.
رحل هذا الكاتب العظيم العنيد تاركاً وراءه عشر روايات وثلاث مجموعات قصصية إضافةً إلى عدد من المسرحيات والسيناريوهات وكلها كُتبت باللغة العربية. رحل ولم يرحل؛ فالعظماء لا يموتون ـ أبداً!
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle