ساهمت إذاعة درباسية إف.إم في إظهار حقيقة ثورة شمال وشرق سوريا، لأهالي ناحية الدرباسية، والقرى التابعة لها، على مدى سبعة أعوام، وحققت تقدما ملموساً في مسيرتها المهنية، فأُفسِح لها المجال؛ لكي تكون “صوت الحقيقة” لدى أهالي الدرباسية.
لعل أهم المقومات، التي من شأنها إنجاح ثورات الشعوب، هي وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، المرئية، والمسموعة، والمقروءة، حيث تكون صوتاً لتلك الثورات. لذلك، فإن وسائل الإعلام في شمال وشرق سوريا، كان لها تأثير كبير في إيصال صوت هذه الثورة إلى شعوب شمال وشرق سوريا؛ ومن تلك الوسائل الإعلامية إذاعة درباسية إف.إم.
انطلاقتها الأولى
وللحديث أكثر عن الانطلاقة الأولى لإذاعة درباسية إف.إم، التقت صحيفتنا مع مالفا علي الإدارية في إذاعة درباسية إف.إم، والتي قالت: “كانت بدايات راديو درباسية إف إم بعدد قليل من العاملين، كما أن البث كان بثاً تجريبيا، ولكن في الأول من شهر كانون الثاني لعام 2016، انطلق بث إذاعتنا بشكله الرسمي، وكانت موجة البث حينها 108 ميغا هيرتز، والتي كانت موجة قوية، فأثير راديو درباسية إف.إم، كان يُسمع على مدى مسافات بعيدة، فعلى سبيل المثال، كان بإمكان أهالي ناحية تربسبيه أن يستمعوا إلى بثنا، وكذلك أهالي مقاطعة الحسكة، وكذا أهالي القرى التابعة لمدينة سرى كانيه، ضف إلى ذلك، وصول موجة الراديو إلى داخل أراضي باكور كردستان، لذلك كان بإمكان شعب باكور، أن يستمعوا لأثير راديو درباسية إف.إم. كما أنه في تلك الفترة، كان الراديو يعدّ المؤسسة الإعلامية الوحيدة في ناحية الدرباسية، والقرى التابعة لها، لذلك كان الأهالي يريدون إيصال صوتهم عن طريق هذه المؤسسة، ولكن كان هنالك شيء من التردد لدى البعض في الحديث مع الإذاعة، وذلك بسبب فرادة التجربة، وكونها المرة الأولى، التي يتحدثون فيها لوسيلة إعلامية، وذلك قبل أن يتم افتتاح مراكز لكُل من وكالة هاوار، وصحيفة روناهي في المدينة. ولكن مع الوقت استطعنا، نحن العاملين في درباسية إف.إم أن نُدخِل هذه الثقافة بين شعبنا، لقد استطعنا أن نكسب ثقتهم، حتى باتوا يعدوننا صوتاً لهم لدى المعنيين”.
الصعوبات والمعوِّقات
وتحدثت لنا مالفا عن أهم الصعوبات، التي مرت بها الإذاعة على مدى سبعة أعوام، حيث قالت: “إن أهم الصعوبات، التي واجهتنا في مسيرتنا، كانت مسألة تبديل الأعضاء، حيث إن الكثير من الأعضاء تركوا العمل في الإذاعة؛ لأسباب مختلفة، وبسبب ذلك كنا نضطر لاستقبال أعضاء جدد، كما أن تدريب الأعضاء الجدد كان يستغرق وقتاً كبيراً، وهذا الأمر كان يؤثر نوعا ما على عمل الراديو، وخصوصا إن العاملين في الراديو، لم يُمارسوا مهنة الإعلام من قبل، وهذه المسألة بحد ذاتها كانت تُثير لنا الصعاب في عملنا، حيث إن تمكين الشخص من ممارسة عمل إعلامي، هي مهمة ليست سهلة، وتستغرق وقتاً طويلا، وجهداً كبيرا، ولكن من خلال التدريب المستمر للأعضاء، استطعنا أن ننتج إعلاميين أكفّاء، قادرين على إيصال صوت شعبهم إلى المعنيين، وبالوقت نفسه، قادرون على إيصال صوت ثورتهم إلى الشعب”.
مالفا علي أضافت: “من جهة أخرى، فإن طابع المنطقة العشائري، كان يشكّل أمامنا بعض المعوقات، وخصوصا فيما يخص المرأة، حيث إن المرأة في منطقتنا لم تكن تتقبل فكرة ظهورها الإعلامي، أو التحدث لوسيلة إعلامية، وإذاعة صوتها على الملأ، ولكن شيئا فشيئا، استطعنا أن نكسر هذه المعوقات، وأن نتغلب على الصعاب كلها، ونتيجة لمقاومتنا لهذه المعوقات والصعاب، استطعنا أن نستمر حتى أصبح عمر إذاعتنا اليوم سبعة أعوام من العمل الدؤوب، والنشاط المستمر، ونعد شعبنا أن نستمر في هذا الطريق، ونعاهده على أن نكون صوتا له”.
البرامج الإذاعية
مالفا تابعت حول طبيعة ونوعية البرامج، بالقول: انطلاقتنا كانت بعدد محدود من البرامج، ولكن الآن يُبث على أثير إذاعة درباسية إف.إم. 21 برنامجا متنوعاً، تضم برامجنا مختلف المواضيع والقضايا، بدءاً من المرأة، ومرورا بالمجتمع، ووصولا إلى السياسة والاقتصاد، إلى جانب البرامج الدينية والعسكرية، وبرامج الأطفال، وأخرى خاصة بتاريخ المنطقة وقُراها، وفي كل من هذه البرامج، يتم تناول موضوع البرنامج بشكلٍ موسع، حيث نحاول عن طريق هذه البرامج، أن نُقدم حلولا مناسبة للعديد من المسائل المتعلقة بهذه المواضيع، كما أن لدينا برنامجاً خاصّاً لإيصال صوت الناس إلى المعنيين، وطرح مشاكلهم بغية إيجاد حلول مناسبة لها، بالإضافة إلى البرامج المركزية، والتي تحوي مواضيع متنوعة، مثل البرامج الفكرية والأدب الكردي، المرأة والدفاع، وغيرها الكثير من البرامج، حيث إن موقعنا كإذاعة محلية، يفرض علينا تناول جوانب الحياة المتعلقة بهذه المنطقة كافة، وبذلك نسعى أن نكون صوتا للأهالي في ناحية الدرباسية وقراها.
محاولة إسكات صوت الحقيقة
مالفا علي أشارت إلى المحاولات المتكررة من قبل دولة الاحتلال التركي، للتشويش على موجة راديو درباسية إف.إم حيث قالت: “في عام 2019، بدأت هجمات دولة الاحتلال التركي على سرى كانية، وكرى سبي/ تل أبيض، وهذه الهجمات أثرت بشكل سلبي على الموجة الإذاعية لراديو درباسية إف.إم، وذلك بسبب متابعة الإذاعة للتطورات الميدانية والسياسية، وعكس الحقائق للشعب، وهذا أظهر مدى ارتباط أهالي المنطقة براديو درباسية إف إم، ما دفع المحتل التركي إلى السعي الدائم للتشويش على موجة الراديو الإذاعية، تلك المحاولات تسببت بعدم الاستقرار على موجة محددة للراديو، حيث قمنا بتغيير الموجة مرات عدة، وبذلك انتقلت من 108mz إلى 107 ومن ثم 101.5 وانتقلنا بعدها إلى موجة 101، وصولا إلى الموجة التي نبث من خلالها الآن، وهي 101.5mz. والهدف الرئيسي لاستهداف موجة إذاعة درباسية إف. إم كان استهداف صوت الشعب”.
أقسام الإذاعة وعدد العاملين فيها
الإدارية في راديو درباسية إف إم، مالفا علي، وحول الكادر العامل في الإذاعة اختتمت حديثها بالقول: “يتألف كادر درباسية إف إم من 15 عاملاً، منهم ثماني فتيات، وسبعة شباب، كما يضم الراديو في قوامه غرفة للأخبار، إضافة إلى قسم المراسلين والكونترول، كما يضم هيئة تحرير لمتابعة مختلف المواد، والبرامج، التي يتم إذاعتها، ومن جهة أخرى، تم افتتاح مركز لأخبار المرأة، والذي دخل العام الثاني من العمل”.
مدرسة لتخريج الإعلاميين
من جانب آخر، تحدث لصحيفتنا حسن عمر مذيع أخبار، ومقدم برامج، في إذاعة درباسية إف إم عن تجربته الإعلامية في هذه المؤسسة، وتأثيرها في تكوين شخصيته الإعلامية حيث قال: انضممت إلى كادر درباسية إف إم منذ عام، وسبعة أشهر، وهي تجربتي الأولى في المجال الإعلامي، ففي هذه المدة، استطعت أن أكون لنفسي شخصية جديدة، حيث أصبح لدي فكر ورأي سياسي، إلى جانب ذلك، الخوض لأول مرة في تجربة إعلامية، بكل سلبياتها وإيجابياتها، كما تعرفت على طرق عمل المؤسسات الإعلامية، وكيفية تواصل الإعلاميين مع الشعب.
وأضاف عمر: خلال عملي الإعلامي كان لدي ولإذاعة درباسية إف إم عامة، هدف رئيسي، وهو محاولة أن نكون صوتاً للمجتمع، الذي نعيش ضمنه، وتحقيقا لهذا الهدف، كان لدينا تواصل عميق مع الشعب، كما إننا نقوم بزيارة قرى المنطقة وأحيائها كافة، وذلك لأننا إذاعة محلية، لذلك علينا أن نكون على مقربة تامة من شعبنا، لكي نكون بحق إعلاميين ناجحين، ونكون أهلا للثقة الممنوحة لنا من قبل هذا الشعب. ومن جهة أخرى، استطعنا أن نسلط الضوء على كل عمل إيجابي تقوم به، ومع مؤسسات المدينة كلها، فعلى سبيل المثال: استطعنا أن نعكس العمل الجبار، الذي يقوم به عمال النظافة في المدينة، كما استطعنا أن ندخل لغة التعاون بين الناس، بحيث يتعاونون فيما بينهم، ومع مؤسسات الإدارة الذاتية، للعمل على تطوير المدينة وارتقاء المجتمع.
حسن عمر تابع حديثه بالقول: خلال مسيرة سبعة أعوام من عمر هذه الإذاعة، لا شك أننا قدمنا الكثير، ولكن لا شك أيضا أننا كنا مقصرين أحيانا، لذلك ندعو المتابعين لنا، أن يكونوا على تواصل دائم معنا، وان يقدموا لنا ملاحظاتهم، لان تقييم عملنا يتم عن طريقهم، وليس عن طريقنا، وبناء عليه، فإن الملاحظات التي يتم تقديمها لنا من قبلهم، تساعدنا دوما على الارتقاء بمستوى عملنا، كي نحقق النجاحات المتسمرة.
نداء موجه للشعب
ولفت حسن عمر إلى بعض المعوقات، التي تواجه الإعلامي في عمله، حيث قال: أكثر الصعوبات التي نوجهها هي مطالبة البعض لنا بما لا نقوى عليه أحيانا، فالكثير من الناس، يُطالبونا بحل مشاكلهم المعيشية، وهنا لا بدّ من الإشارة، إلى أن الإعلامي والمؤسسة الإعلامية، هما مرآة الشعب لدى المعنيين، ولكننا لسنا جهة معنية تستطيع حل المشاكل الخدمية، ما نُريد أن نوضحه للناس، هو أن مهمتنا تكمن في المطالبة بحل مشاكلهم، وإيصاله للجهات المسؤولة، ولكننا لسنا مسؤولين عن حل هذه المشاكل.
حسن عمر اختتم حديثه بالقول: نسعى دائما درباسية إف إم، ان نكون مؤسسة توعوية، إلى جانب عملنا الإعلامي، وقد خطونا خطوات عديدة في هذا الاتجاه، حيث استطعنا أن نخلّص المجتمع من الكثير من المفاهيم، والعادات غير الصحيحة، والتي كانوا قد توارثوها عن أجيال متعاقبة دون أي تمحيص في صحتها وجدواها.
وللحديث أكثر عن الانطلاقة الأولى لإذاعة درباسية إف.إم، التقت صحيفتنا مع مالفا علي الإدارية في إذاعة درباسية إف.إم، والتي قالت: “كانت بدايات راديو درباسية إف إم بعدد قليل من العاملين، كما أن البث كان بثاً تجريبيا، ولكن في الأول من شهر كانون الثاني لعام 2016، انطلق بث إذاعتنا بشكله الرسمي، وكانت موجة البث حينها 108 ميغا هيرتز، والتي كانت موجة قوية، فأثير راديو درباسية إف.إم، كان يُسمع على مدى مسافات بعيدة، فعلى سبيل المثال، كان بإمكان أهالي ناحية تربسبيه أن يستمعوا إلى بثنا، وكذلك أهالي مقاطعة الحسكة، وكذا أهالي القرى التابعة لمدينة سرى كانيه، ضف إلى ذلك، وصول موجة الراديو إلى داخل أراضي باكور كردستان، لذلك كان بإمكان شعب باكور، أن يستمعوا لأثير راديو درباسية إف.إم. كما أنه في تلك الفترة، كان الراديو يعدّ المؤسسة الإعلامية الوحيدة في ناحية الدرباسية، والقرى التابعة لها، لذلك كان الأهالي يريدون إيصال صوتهم عن طريق هذه المؤسسة، ولكن كان هنالك شيء من التردد لدى البعض في الحديث مع الإذاعة، وذلك بسبب فرادة التجربة، وكونها المرة الأولى، التي يتحدثون فيها لوسيلة إعلامية، وذلك قبل أن يتم افتتاح مراكز لكُل من وكالة هاوار، وصحيفة روناهي في المدينة. ولكن مع الوقت استطعنا، نحن العاملين في درباسية إف.إم أن نُدخِل هذه الثقافة بين شعبنا، لقد استطعنا أن نكسب ثقتهم، حتى باتوا يعدوننا صوتاً لهم لدى المعنيين”.
