دجلة: النظام التركي يرتكب مجازر إبادة بحق الكُرد

بيّن السياسي الكردي خطيب دجلة أن المخطط التركي الذي اتخذته عام 2014 هو تجديد لقانون إصلاحات الشرق المتخذ عام 1925، وأشار إلى أن المخطط لا يستهدف الكرد فقط بل يستهدف جميع القوى الثورية والشعوب التركية لذا على هذه الشعوب تعزيز دفاعاتها الذاتية للوقوف في وجه مثل هذه المخططات.

الهجوم العنصري الذي استهدف عائلة كردية في قونية مجزرة ارتكبت بشكل محترف استهدفت الكرد في شخص تلك العائلة، ومن الواضح أن مثل هذه الجرائم يتم التحضير لها في الغرف المظلمة للمخابرات التركية، ويبدو من الطريقة التي نُفذت بها الجريمة أن هناك تشابه بينها وبين الجرائم التي حدثت قبلها.

وأكد دجلة أن الهجوم الذي استهدف أسرة كردية في قونية هو هجوم استراتيجي “بالنتيجة نحن في مواجهة هجوم عنصري يستهدف إبادة الكرد”.

الهجمات العنصرية مخطط لضرب المكتسبات

في هذا السياق تحدث السياسي الكردي خطيب دجلة لوكالة هاوار للأنباء فقال: استهداف العائلة الكردية في قونية هجوم استراتيجي وعنصر يستهدف إبادة الكرد، في اللقاءات التي جرت في إيمرالي مع المفكر عبد الله أوجلان بعث رسالتان للدولة التركية، في الحرب العالمية الثالثة أمام تركيا طريقان، الأول يشجع على الديمقراطية ويولي أهمية للمساواة وأخوّة الشعوب ويهدف لتحويل تركيا إلى مركز جذب في الحرب العالمية الثالثة، أما الثاني استمرار فترة جمعية الاتحاد والترقي حتى اليوم القائم على العنف، عندما كانت اللقاءات مستمرة يتضح أنهم اتخذوا الطريق الثاني في اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي عُقد في الـ 30 من تشرين الأول عام 2014 اتخذ قرار إبادة الكرد.

ولفت خطيب دجلة إلى أن الدولة التركية تُطبّق مخطط جمعية الاتحاد والترقي وتسعى إلى إتمامه في مئوية معاهدة لوزان هذا المخطط دخل حيز التنفيذ منذ ستة أعوام، المخطط بدأ بفرض العزلة على القائد أوجلان في السادس من نيسان عام 2015 وبإعلان الحرب في الـ 24 من تموز عام 2015 في ذكرى لوزان وما زال المخطط مستمراً.

وأشار دجلة إلى أن إرهاب الدولة المطبق على المدن الكردستانية هو جزء من مخطط الإبادة، وقال: الهجمات على روج آفا وباشور كردستان تهدف إلى القضاء على المكتسبات التي حققها الكرد، جرت محاولة للقضاء على شنكال، ومن جهة أخرى الهجمات على روج آفا واحتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه جزء من هذا المخطط، معاهدة لوزان تدخل المئوية الأولى عام 2023، ويسعى العثمانيون في هذه الفترة إلى احتلال باكور وباشور وروج آفا كردستان وإبادة الكرد.

وأكد دجلة: تركيا تسعى إلى إبادة الكرد في معمعة الوضع المشتعل في منطقة الشرق الأوسط، كما أبادوا الأرمن والسريان والروم في الحرب العالمية الأولى، يسعون لتكرار المجازر بحق الكرد خلال الحرب العالمية الثالثة، إذا لم نلاحظ هذه الوقائع لن نتمكن من تحليل الهجمات.

المخطط التركي يستهدف عموم الكُرد

وأوضح دجلة بالقول: الهجمات التركية التي تستهدف حزب الشعوب الديمقراطي وأجزاء كردستان الأربعة تأتي في إطار المخطط ذاته هدفهم واضح، يسعون إلى إتمام إبادة الكرد في القرن الحادي والعشرين جميع مكتسبات الكرد مستهدفة، الحزب الديمقراطي الكردستاني إما أنه لم يفهم المخطط أو أنه لا يريد فهمه الاعتراف الذي يحظى به باشور كردستان مستهدف أيضاً، يسعون للقضاء على شنكال عبر الدولة التركية يريدون استكمال المجزرة التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين في شنكال، ما يحصل في عفرين هو مثال مصغر لما يسعون إلى تعميمه في كافة أجزاء كردستان على الكرد مجابهة هذا المخطط بالوحدة الوطنية.

وبيّن دجلة: يسعون لإبعاد الكرد وحزب الشعوب الديمقراطي عن النضال التحرري، حزب الشعوب الديمقراطي حقق انتصاراً كبيراً في انتخابات عام 2015، في تلك الفترة ارتُكبت الكثير من المجازر حتى تاريخ الأول من تشرين الثاني، أرادوا إبعاد الكرد عن النضال عبر مجزرة آمد ومجزرة سروج والمجازر الأخرى، عندما أيقنوا أن مخططهم لم يحقق النتيجة المرجوة اتجهوا إلى المخطط التالي عبر هجوم أزمير.

وتوقّع خطيب دجلة تصاعد حدة الهجمات ووتيرتها في الفترة المقبلة قائلاً: يسعون لإطلاق موجة جديدة من الهجمات ضد الكرد عبر قتلة مدنيين محترفين، كما ذكرت يسعون لإبعاد الكرد عن النضال وتحقيق إبادة ثقافية وسياسية ويسعون لإكمال ذلك حتى عام 2023، يقولون علانية أنهم سيقضون على مكتسبات الكرد التي تحققت بتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء في باشور وروج آفا، وزير الداخلية التركي قال قبل أيام أنهم في وقت قريب سيذهبون سيراً على الأقدام إلى العراق وسوريا هذه الأقوال كشفت مخططات الاحتلال.

الكريلا لقّنت الفاشية دروساً في التضحية

وتابع دجلة: الطريقة الوحيدة لإبادة الكرد هو القضاء على قوات الدفاع الشعبي ووحدات حماية الشعب، ولتحقيق هذا الهدف بدأت تركيا هجوماً واسعاً في الـ 24 من نيسان على مناطق الدفاع المشروع لكن مقاومة الكريلا أعاقت المخطط التركي، تركيا تعلم أن تحقيق أهدافها يمر عبر القضاء على الكريلا، ومن ثم سيأتي الدور على باشور وروج آفا، هذا مخطط الدولة التركية وتسعى لتطبيقه على مراحل لكن تركيا تواجه مقاومة الكرد والكريلا ومن المؤكد أنها لن تنتصر لأن المقاومة مستمرة حتى تحقق الأهداف.

وحثّ خطيب دجلة الكرد لتعزيز دفاعهم الذاتي في كل مكان بالقول: على الحركة السياسية الكردية والشعب الكردي في كل مكان أن يعي أنهم جميعاً مستهدفون، ليس فقط الكرد بل جميع قوى الثورة مستهدفة المثال الأبرز على ذلك كانت سروج، الشبيبة الثورية والاشتراكيون القريبون الكرد والأتراك والقوى الديمقراطية تواجه الخطر ذاته، تسعى تركيا لتصفية الشخصيات الديمقراطية والاشتراكية الأتراك القريبة من الكرد، لذا يجب على الكرد والشعب التركي والقوى الديمقراطية والثورية تعزيز دفاعها الذاتي.

واختتم خطيب دجلة حديثه بقوله: نحن شبيبة السبعينات واجهنا الهجمات الفاشية وعززنا دفاعنا الذاتي أولئك الفاشيون كانوا مسلحين وهاجمونا، ونحن دافعنا عن أنفسنا ضمن حدود فهمنا واستيعابنا وهذا استمر حتى انقلاب 12 أيلول عام 1980، على الشعبين الكردي والتركي استخلاص الدرس من تلك الفترة وبالتأكيد تعزيز دفاعهم الذاتي، على شعبنا التعامل بمسؤولية مع هذه المرحلة إذا لم نفعل ذلك لن يسامحنا التاريخ.