دار المرأة… منزل كل امرأة

تقرير/ إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلو ـ منذ بداية الثورة بمناطق شمال سوريا تم افتتاح دار المرأة في الحي الغربي بقامشلو في عام 2011م، فأعطى أهمية كبيرة للمرأة، ويسعى الدار لتحرير المرأة من كافة القيود التي عانت منها في المجتمع الذكوري، فمنذ إنشاء الدار قامت بحل الكثير من القضايا ولعبت دوراً فعالاً لحفظ المجتمع والعلاقات الاجتماعية، وأصبحت المرأة اللبنة الأساسية في تأسيس المجتمع الديمقراطي.

ولتسليط الضوء على الأعمال التي يقوم بها دار المرأة التقت صحيفتنا برئيسة لجنة الصلح بدار المرأة في حي الغربي بقامشلو بهية مراد التي حدثتنا؛ قائلةً: “يضم دار المرأة عدة أقسام منها: (الرئاسة- لجنة الصلح- الأرشيف- والاستعلامات)، ولجنة الصلح مكونة من ثلاث نساء يعملن على حل الخلافات العائلية والمشاكل المتعلقة بالمرأة، وتم اختيار النساء ممن لديهن الخبرة العشائرية ويقمن باستقبال الشكاوي والقضايا كافة التي تكون المرأة طرفاً فيها، كموضوع الحضانة وزواج القاصرات والنفقة والميراث وغيرها من القضايا”.

وللمزيد من المعلومات عن آلية عمل لجنة الصلح بدار المرأة وكيفية التعامل مع القضية أكدت بهية قائلةً: “في بداية استلام القضية المقدمة من المرأة، يتم دعوة الطرفين لأخذ المعلومات اللازمة، ومن ثم يتم تحديد موعد جلسة مع كلا الطرفين بشكل منفرد، لمعرفة مشكلتهم وكتابة أقوالهم، ومن ثم يتم الجمع بين الطرفين مع حضور لجنة الصلح لمناقشة مشاكلهم، ونسعى دائماً لوضع حلول مناسبة للطرفين بالعدل، وعند استلامنا للقضية يجب الحصول على ورقة مصدقة من الكومين أثناء تقديم الطلب، ففي بداية حدوث المشكلة يجب حضورهم للكومين لإيجاد الحلول من قبلهم لأنهم ينتمون للكومين ضمن الجغرافية التابعة له، وإن لم يتم الوصول للحلول من قبل لجنة الصلح في الكومين، يتم تسيمنا القضية، ونبذل مجهوداً لحل جميع القضايا لإجراء الصلح وأعطائهم حقهم بالمساوة والتراضي للطرفين، ونقوم بعقد اجتماع بشكل أسبوعي لمناقشة تقارير الصلح كافة التي تم الانتهاء من حلها، فيتم إعطائهم  فترة مؤقتة من خلال الاتصال بهم بين الفترة والأخرى للاطمئنان عن عدم حدوث أي مشكلة، فهنالك بعض من الحالات يتم توجيههم لمركز الاستشارة النفسية للحصول على العلاج، وفي حالة تعذر الوصول لحلول توافقية يجري تحويل القضية إلى محكمة الشعب لإيجاد الحلول حسب القوانين وأخذ الإجراءات اللازمة كافة بموجب كتاب رسمي من دار المرأة”.

دار المرأة صلحية وليست قضائية

وأكدت بهية في حديثها: “نقوم بحل جميع القضايا التي يتم تقديمها إلينا من الكومينات أو مكتب الشكاوي وفق مبدأ المصالحة مع مراعاة الحقوق والالتزامات، فهذه الدار هي صلحية وليست قضائية، كما ننظم العديد من الدورات التوعوية التي تتعرف عليها النساء من خلالها على حقوقها وواجباتها”.

وأضافت: “يتم تنسيق العمل بيننا وبين مؤسسات الإدارة الذاتية، ففي بعض الحالات تحتاج المرأة إلى فرصة عمل لتأمين لقمة العيش، فمن خلال تنسيقنا يتم توفير فرصة عمل لها حسب الإمكانيات المتوفرة لدينا. وفي سياق آخر فإن أوقات الدوام في دار المرأة هي من الساعة الثامنة صباحاً لغاية الثانية ظهراً، فإن حصلت حالة طارئة يتم تقديم الشكوى لمكتب الشكاوي أو لقوات الأسايش ومن ثم يتم تحويلها إلينا وتؤخذ الإجراءات اللازمة”.

ونوهت بهية أن هنالك مخططاً لمشاريع مستقبلية، حيث تم دراسة مشروع بناء مأوى للمرأة المعرضة لحالات العنف أو التهديد لغاية الانتهاء من صلح القضية، وتحتاج لمأوى مؤقت، وتم تقديم الدراسة بانتظار الموافقة عليه.

واختتمت رئيسة لجنة الصلح بدار المرأة في حي الغربي بقامشلو بهية مراد بشكر لكل من يساهم في مساعدة المرأة، وقالت: “يجب علينا نحنُ كدار المرأة الحفاظ على حقوق المرأة كونها الركيزة الأولى في بناء مجتمع سليم”.