خطوات هامة نحو غدٍ مشرق

جوان محمد –

روناهي / قامشلو- عملية التقارب مع أبناء المجتمع واجب يقع على عاتق كافة من يديرون شؤون المهام الخدمية والأمنية والعسكرية في البلاد، وخاصةً هم نفسهم من أبناء هذه المجتمعات. ويأتي ذلك من خلال التعامل والتصرفات في مكان العمل وفي الشوارع والمرافق العامة، في روج آفا نلاحظ الكثير من التصرفات الفردية اللامسؤولة، والتي تخلق حالة انزعاج كبيرة لدى المواطنين، ولكن منذ أشهر ومع توفر الأمن والأمان، باتت الخطوات تأتي تباعاً لنشهد مستقبلاً قريباً مشرقاً للمجتمع ككل.

ومع بدأ تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا والشمال السوري، بدأت هجمات مرتزقة المعارضة المدعومة من تركيا ومن بعدها داعش، وكانت حالة الحرب والهجمات تعيق تحرك الجهات المسؤولة لضبط الكثير من الحالات، والآن بدأت بحملة كبيرة بجملة من القرارات والخطوات من مختلف الهيئات والدوائر بلجم كل المخالفين.

ارتياح شعبي بالخطوات الجادة

الدراجات النارية التي كانت تخلق حالة انزعاج كبيرة للمواطنين وخاصةً ليلاً، فكانت أصوات الأغاني تتعالى من دراجاتهم ناهيك عن صوت الدراجة نفسها، وغير ذلك فأن من كانوا يقودون تلك الدراجات كانوا دون السن القانوني وهو 18 عاماً، والحملة كانت كبيرة وبمختلف مدن روج آفا وشمال وشرق وسوريا، حيث كانت هذه الخطوة ضرورية، فقد جاءت للحفاظ على حياة السائق نفسه، فالغالبية كانوا مراهقين ولم يعوا ما يفعلون وكانوا يضرون أنفسهم ومعهم الآخرين، بحيث كثرت الحوادث وأدت لفقدان البعض لحياتهم نتيجتها، هذه الحملة الترافيك مستمرة فيها حتى الآن، وقد لاقت ارتياحاً شعبياً كبيراً، وتم التنبيه على عواقب القيادة الرعناء من قبل المراهقين في خطب يوم الجمعة من قبل إمام الجوامع، وهذا الأمر جيد فمن الواجب على كل فرد من الإمام إلى الأب إلى المعلم أخذ دوره في المجتمع وإعطاء المواعظ والنصائح حتى نصل لأجيال خالية من الأمراض المجتمعية. وبعد الدراجات كانت السيارات التي تسوق بسرعة فائقة في أحياء المدينة وحتى في الشوارع الشعبية الضيقة تعطي انطباعاً غير محبباً، وخاصةً من بعض عناصر قوى الأمن الداخلي فالبعض منهم كانوا يسوقون بسرعة كبيرة، لذلك عقد اجتماع من قبل قيادات قوى الأمن الداخلي في إقليم الجزيرة مع المعنيين والعناصر وسائقي المركبات العسكرية بمقاطعة قامشلو، وعلى نفس النسق سوف تجتمع في مقاطعة حسكة بغية تعريفهم على مهامهم، ونوهت عليهم بالتقارب مع المواطن والابتعاد عن القيادة الرعناء وزرع الطمأنينة في قلوب الأهالي.

 وتبقى القضية الأكثر أهميةً هي مسألة الرصاص الطائش والتي حصدت أرواح بعض المواطنين في روج آفا، وأصابت الكثيرين وآخرهم الطفلة (هلز)، والتي قد تصبح مقعدة طوال حياتها فهلز خليل مرعان أصيبت برأسها جراء رصاصة طائشة، عندما كانت في طريقها برفقة أهلها إلى الحديقة، ولكن كانت الرصاصة أسرع من وصولها للحديقة لتنقل إلى المشفى والرصاصة مازالت مستقرة في رأسها، وقد لا يستطيع الأطباء إخراجها وتلك الرصاصة سوف تخلق حالة اختلاج للطفلة هلز حسب الطبيب المعالج، وقبل هلز كان عبد الرحيم أوسي، البالغ من العمر 35 عاماً والذي فقد حياته مطلع أيلول الماضي، متأثراً بإصابته بطلقة نارية طائشة في مدينة الحسكة.

الشعب والإدارة عليهم التوحد

إن هذه الإدارة حاضرة لخدمة الشعب وهذه القوات أيضاً، وعلى الشعب التعاون معهم، وعلى الإدارة والقوى الأمنية التلاحم مع أبناء مجتمعها وإيقاف كل متطفل وكل من تسوغ له نفسه في محاولة زعزعة أمن المواطنين، واستغلال منصبه وزيه العسكري، وعلى الشعب القيام بواجبهم بصد أبنائهم عن التوجه نحو قيادة الدراجات النارية لما تشكل خطراً على حياته وعلى حياة الآخرين، والإبلاغ عن كل شخص مشبوه أو جهة مشبوهة، فأمن البلاد لا يترتب على قوات الحماية فقط، بل عليك حماية نفسك ويأتي ذلك بالتعاون مع الأسايش وصدى كل المارقين، بالإضافة لإعلامهم عن كل فرد يحاول استغلال دوره سلبياً، ويجب أن يطبق القانون ويبقى فوق الجميع، ونوقف بذلك كل من يقوم بتصرف غير لبق، ويثير حفيظة المواطنين، ونرى بهذا التعاون بين الشعب والإدارة، شمس الوطن تشرق دائماً، وغداً أجمل للجميع.