سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خبات حسن… بين الجرأة التشكيلية، وبين الاختزال اللوني

عـبـدالـوهـاب بـيـرانـي


 كاتب وناقد/ سوريا

له تهويماته، ورؤاه الخاصة في فضاءات الفن التشكيلي، وتجربته العميقة في الرسم، رغم طبعه الهادئ، غير أنه صارم في فنه، ومخلص لنبرة خطابه التشكيلي، رغم معاناته في ظل التنقل المستمر، بين مدن وعواصم العالم، فهو فنان لا يقيم علاقة مع الثبات، ولا يؤمن بالحصار الجغرافي، ولا يقيم وزناً للقيود الفكرية، يقاوم الصدأ الروحي، ويمارس توسيع دائرته الكونية؛ ليتحرر من قيود المكان، والجغرافيا والتاريخ، يتميز أسلوبه بقوة التعبير والثراء، يوزع توناته اللونية في أجزاء، أو في مكونات لوحته، محافظاً على تماسك عناصر اللوحة، ورؤاه الفنية، والفكرية.

هكذا نقتحم عالم خبات حسن، الفنان التشكيلي الإشكالي، الذي كسر النمط الفني بين التجريد، والواقعية من خلال أسلوبه الجديد، “الفن المضاد”، الذي يجنح نحو السُريالية بكل غموض، يفرض على الرائي عوالم، تتسع اتساع فكره، وخيالاته.

هذه العناصر الفنية ترجمها من خلال معرضه الأول، والتي استمرت بعمق عبر اعتماده فرادة الأسلوب اللوني، معتمداً على توليد طبقات لونية متسمة بالزخم، والعمق، والغموض في مشاركاته اللاحقة.

 يحتار النقد في تصنيف أسلوبه الممزوج، والمختلط من مذاهب ومدارس فنية عريقة، في التعاطي من حيث الخطوط والفرز، والتلوين والتسطيح والتعميق، خاصة تلك اللوحات المشغولة تشكيلياً بالارتكاز على فن “البوستر”، حيث المقاربة مع الغرافيك، واستخدامه السكين والمعدن، في فرز وترتيب أجزاء اللوحة، ذاك المزج هو انعكاس لإحساسه المرهف، الذي يمزج الواقع بالخيال، الذاكرة برؤاه المستقبلية، القساوة بالليونة، وللمرأة كجزء هام من الطبيعة، يمنحها سحراً إضافياً  كـ “تيمة” تجسد صورة للجمال بحرارة الألوان تارة، وتارة ببرودة الألوان وتلاشيها، هكذا كطقس ماطر سرعان ما تتوقف الأمطار عن الهطول؛ لتعلن الشمس عن بهاء العشب، ونضارته، حيث الضوء سيد المدى في أفق لوحته.

يستوحي مواضيع لوحاته التعبيرية، والسريالية من خياله الخاص، فتعكس لوحاته ملامح فنان مبدع، ومتمكن من أدواته، مخلص في نقل مشاهد الحياة للوحات، تصرخ جمالاً وسحراً عبر رسائل تشكيلية طافحة بالعشق، وإيقاعات لونية وحالات شعورية، تمتلك مخزوناً من ذاكرة نابضة، تأبى أن تتلاشى في زحمة الواقع وصخبه، تلك الروح الجميلة التي تسكنه، التي تحيا ضمن خطوط تماس مع اللون، والفرشاة، هذا على الصعيد الفردي الشخصي، كذات ترسم ألقها وشغفها وتحدياتها.

 ما تناوله للهم العام، ورؤيته التي تتواصل من الذاتية إلى الموضوعية العامة، فإنها تأخذ طريقها عبر استلهام من التراث العالمي، وتراث شعبه الكردي، الثري، الذي يعلن حضوره في أغلب مساحات لوحاته إلى حد التماهي، فقضايا شعبه واضحة وقضيته أيضاً، ونضالاته وكفاحه عبر التاريخ، يجعل منها أساطير جديدة، وعناصر إشراق بهية، قادرة على نقل إحساسه القومي بشعبه وبوجوده، وحقه في الحياة، تحت شمس الله، وعلى أرضه التاريخية… حيث الوطن الحلم، ومن هنا استطاع عبر مشواره، أن يغني مسيرته الفنية بالعشرات من الأعمال الفنية في غربته، والتي تركت صدى واسعاً لدى الجمهور السوري والكردي والأوروبي، وعلى الصعيد العالمي.

يقترب من تحقيق حلُمَه، وشغفه بإصرارِه وعزيمته، وهو في عزلته المفروضة عليه، اتخذ الريشة صديقة له، يبوح لها بمكنونات صدره الفسيح، والممتد من سهول الجزيرة السورية، نحو المساحات الخضراء الندية، مروراً بسهوب روسيا المغطاة بالبياض، هنا في هذه المتاهات، دفء أنفاس الحياة انتصرت على يباس الروح، وأذابت الثلج، ندف الثلج الحارة تتساقط من علو لوحاته، وفضاءاتها محمولة بشغف، وبفرح طفولي بلا حدود.

لوحاته محاكاة ذاتية، بوح متبادل بين ذاته وألوانه، يعيدنا إلى أجواء تلك الروايات، والأفلام السينمائية، التي يجبر فيها الإنسان الفرد على العيش في جزيرة غير مأهولة بالبشر، فيصنع أدواته وشخوصه، وأصدقاءه، عبر تشكيل عميق وبلغة عميقة، يعبر بها عن روحه الدافقة كنهر جبلي، أو صقر أسيوي يحلق عالياً فوق قمم زاغروس العظيم.

الحدود والحواجز يعلن عنها عبر خطوطه العنيفة، وألوانه الداكنة، فثمة وجع عميق وحزن أزلي يسكنه، روح معرضة للخسارات، وللألم، وكلما يشعر بالوهن، هناك من يدفعه للجسارات، وينتصر على ضعفه، ويبتسم، وهو يرى اللوحة أمامه مكتملة الأركان، بهية تعلن رواية إنسان، ومكان، وتفسح عن حكاية ما.

لوحاته ليست تراجيدية معتمة دوماً، فـخبات حسن، جُذب للألوان القوية، الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، ألوان تمنحه الشعور بالطاقة، وبالحب وبالسعادة، يمارس عشقه الخاص الوجودي مع البيئة والطبيعة، التي من حوله، يثبت علاقته مع الحياة باستمرارية الرسم، وهي علامة تشعره بأنه على قيد الحياة، ربما هذا الهاجس الذي انتابه بعد الحالة المرضية، التي أنذرته بموت مفجع مبكر، لولا قدر إلهي أو معجزة ما.

إنه الفنان العائد من الموت، رمى كفنه الأبيض بعيداً، ولم تعد ثلوج روسيا وسهوبها البيضاء تغريه، فهو يحول المساحات البيضاء إلى عوالم مترعة بالأنفاس طافحة بالحياة، لهذا نرى في سرياليته بشراً، يصارعون الموت من أجل البقاء والوصول،

 يرسم قوارب الموت، ويتعذب لأجل المفقودين، يحمل بدخيلته حِس إنساني، يصارع أمواج الحياة من أجل الوصول إلى تخوم الوجود المزركش، بالنقاء والحب والصوفية، يمسح قبح العالم بفرشاته، ويلون البياض ألوان مستقبل الحياة، حيث نبوءة قديمة تسكن لوحاته، تنذر بمستقبل الفن عبر اختزال معاني ومفردات الوجود القسري، وبيان قسوتها… محطماً قوالب وقواعد الرسم التقليدية.

يحاول أن يترك شيئاً من الجمال والحب والغرابة، والطرافة في فوضاه العارمة الرافضة للحرب، القباحة، التلوث، والانحطاط الأخلاقي، تلك الفوضى، التي يعيش العالم أزماتها وحروبها وجرائمها، فالنرجس بريء والسوسن، والياسمين ببياضه، يعلن ذاته أقماراً قادرة على قهر بشاعة، وغول الحياة المفروضة من قبل بشر، فقدوا إنسانيتهم منذ زمن بعيد غارق في تاريخيته يرسم حصيلة أفكاره، ومشاعره، أحلامه، مشاهداته، تجاربه، خيالاته، يعلن ثورة اللون على واقع مظلم اشتدت عتمته، وسواده.

 فنان يكتب مذكراته بالريشة، وبالألوان هادفاً، يحمل رسائل إنسانية باذخة، يُحَمِّلها لساعي البريد، ليوصلها لكل مكان، تتراقص الإيقاعات اللونية على سطح لوحاته ممزوجة بالألوان، وبخطوط متناسقة، وتتجسد في لوحاته صور الجمال المرئية المدركة والمحسوسة، وتتحول الألوان تارة إلى رموز ومفردات تشكيلية، وإيقاعات رومانسية، وتارة تعكس حالة نفسية، ومعالجة للألوان في استخدام درجات لونية غامضة، مفعمة بالغموض، تتلاشى مفردات اليباب واليباس من تشاؤمية وضعته الحياة بين براثنها، نحو أمل بهي وشهي، يراه في أفق لوحته، يمارس الحفر في أركان اللوحة، يجعلها طبقات، وتنكشف الطبقات الدفينة لتمارس عشقها مع الضوء..

الذاكرة الطفولية، الغبار والطين وطيور بيئته، البشر الذين تحولوا إلى كائنات خرافية، وتحولت حكايا الطفولة إلى أساطير مجنحة الخيال، يتسع المكان، وتحمله دروب السفر إلى أماكن قصية، فيعود الوطن في لوحاته مكاناً ساحراً مكتظاً بمشاعر الانتماء، زركشة الثياب الكردية وسحر الجمال الكردي ينعكس عميقاً في تربة بعيدة باردة يلفها الصقيع، وهو يدفئها بأنفاسه، وحرارة ألوانه الدافقة مثل نهر يفيض، كلما هطلت أمطار الذاكرة، فيرسم حقولاً وتلالاً، و”جبالاً مروية بالدم”.

الفنان التشكيلي الكردي السوري خبات حسن واحد من فناني التشكيل السوري، الذين أثبتوا، وبجدارة مكانتهم في بلاد الغربة، ويشكلون انطلاقة جديدة للفن التشكيلي، الذي له مكانته محلياً، وعالمياً أمثال الفنانين عمرحمدي (مالفا) وفاتح المدرس، وبشار العيسى، وعمر حسيب، وزبير يوسف، ولا ننسى دور شقيقته الفنانة التشكيلية شيرين باران، التي كانت الداعم والحضن الحقيقي لنمو موهبته، وانطلاقها نحو العالمية.

خبات حسن تجربة تشكيلية مميزة تشكل إضافة حقيقية للفن التشكيلي، واستمراراً للإبداع، وتحدياًّ حقيقيّاً لإنجازات جديدة قادمة…

خبات حسن في سطور

فنان تشكيلي كردي مواليد مدينة قامشلو 1986، تنقل بين قامشلو ودمشق، وأوكرانيا ويقيم في ألمانيا الآن، أقام عدداً من المعارض الفردية، والمشتركة في سوريا والخارج، عضو في عدد من المؤسسات والجمعيات الفنية والإنسانية، حائز على عدد من الجوائز التقديرية الدولية، ونال مراكز متقدمة في مسابقات عالمية.

لسوء حظه تعرض لحالة مرضية شكلت خطراً مباشراً على حياته، يتماثل للشفاء حالياً، ورغم صعوبة ممارسته للرسم، إلا أنه أبدع في إنجاز لوحات عديدة من مسكنه، الذي حوله لمرسم، ومن مرسمه يعلن رسالته: “أن الفن هو الخلود الحقيقي للبشرية”.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle