خان الجورة.. إرث حضاري يعاني الإهمال

أحداث كثيرة حلت على أهالي هُجر أغلبهم خارج سوريا، ومن أهم المناطق في حلب، التي هجرها تجارها وروادها خان الجورة، وقد خلا من سكانه إلا القلائل، الذين بقوا يقاسون شظف العيش والإهمال الخدمي، ولكن في الفترة التي لحقت بأحداثه الجسام، ضربه الزلال العام المنصرم في السادس من شباط، فازدادت أوضاع سكانه سوءا وفقرا وخرابا، ممَّا لحق به؛ فازدادت معاناتهم صاعين، وحتى الآن لم يرمم هذا الخان، الذي يشكل واجهة حضارية لمدينة حلب.

ويقع خان الجورة أمام خان الكتان، في المدينة القديمة في حلب وسميّ بخان الجورة؛ لأنه يقع ضمن منخفض أرضي داخلي.

يتم الدخول للخان من خلال باب خشبي قديم، نستطيع من خلاله الولوج إلى دهليز، تتموضع داخله أربع غرف، ثلاث منها من اليسار، وواحدة في اليمين. وتستطيع مشاهدة تموضع الغرف بشكل طابقي، مؤلف من الطابق الأرضي المنخفض، يُنزَل إليه عبر سبع درجات، ومؤلف من تسع غرف، وقبو واحد، كان يستعمل هذا القبو قديماً معملاً للكرتون العائد لصاحبه الحاج أبو شجاع، أما الطابق الأول فمؤلف من تسع غرف، منها ما يتصدر مكان الدخول إلى الخان، ويربط الطابق الأرضي المنخفض (الجوزة) بالقبو درج من جهة اليمين.

أما الطابق الثاني، فيُصعد إليه من خلال درج في جهة اليسار من مدخل الخان، وهو مؤلف من سبع عشرة غرفة علويّة، تشرف بعض الغرف الأمامية منها على الشارع الفرعي لخان الكتّان، القريب من خان الوزير، كما تشرف بعض الغرف الخلفية على سوق الدهشة الذي يقع خلف خان الجورة مباشرة.

تتوزع غرف هذا الخان كما أشرنا سابقاً في طابقين وأرضي منخفض، التي تشرف على مساحة صحن الدار الضيقة، التي نراها في معظم خانات حلب، وربما هذا ما جعله صغير الحجم مقارنة مع خانات حلب الأخرى. مع مرور الزمن تغيرت طبيعة عمل هذا الخان، وأصبح يضم محالاً لبيع الأقمشة المتعددة، كما تُباع داخله شوادر لتغطية السيارات، ويوجد داخله كاوٍ لكي الأقمشة والألبسة المختلفة والأثواب الرجالية.

أصحاب المحلات في الخان هم آل عزيزة، وهم تجار أقمشة، أبو النور ميمة للنجارة العربية القديمة، أبو حسن حاضري تاجر أقمشة، محمد موصللي الشهير بتصنيع اللباس العربي.

تعرض هذا الخان للنهب والحرق عام ٢٠١٢ م، ومن ثم تأثر بزلزال حلب في شباط ٢٠٢٣ م من العام الماضي، ومازال مهملاً ومهجوراً بعد أن غادره أصحابه لتلك الأسباب.

وكالات