حمود الحمادين: قطع المياه حرب أخرى لدولة الاحتلال التركي تجاه شعوب شمال وشرق سوريا

كوباني/ سلافا أحمد ـ

---

كارثة، وأزمة إنسانية يعيشها الملايين من السوريين؛ لأكثر من ثلاثة أعوام، وسط مواصلة دولة الاحتلال التركي سرقة حصتهم من مياه نهر الفرات وحبسها، وسط صمت دولي مخز؛ لما تقوم به تركيا من اعتداءات وخروقات.

فمنذ مطلع شهر شباط لعام 2021، ودولة الاحتلال التركي تواصل سرقة حصة السوريين من مياه نهر الفرات، الأمر الذي أدى إلى خلق أزمة إنسانية في المنطقة، نتيجة تراجع مخزون البحيرات في السدود، والصعوبة في توفير الكهرباء، وإرواء الأراضي الزراعية، حيث انخفض منسوب نهر الفرات بمعدل ستة أمتار ونصف، لأول مرة في تاريخ المنطقة، وظهور العديد من المناطق الجافة، التي كانت مسبقاً جزءاً من هذا النهر، حيث انخفض إلى أقل من 200 متر مكعب، أي وصل إلى 160 متراً مكعباً في الثانية، والذي من المفترض أن تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من الجانب التركي بنحو 500 متر مكعب في الثانية الواحدة.

ويعد حبس مياه نهر الفرات من جانب المحتل التركي خرقاً للاتفاقيات، والمعاهدات الدولية، التي تنص على “حماية توزيع المياه للدول الواقعة على نهر الفرات”، وذلك بحرمان السوريين حصتهم من مياه نهر الفرات، وهناك اتفاقية موقعة، بين سوريا وتركيا عام 1987، في هذا الشأن.

وتأتي محاولات تركيا في حبس مياه نهر الفرات، وحرمان الملايين من السوريين من مياه نهر الفرات، في إطار محاولتها، ومساعيها الرامية لزعزعة أمان واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا، لتهجير سكان المنطقة، وذلك نتيجة فشل محاولتها، ومساعيها الرامية للنيل من إرادة شعوب شمال وشرق سوريا.

كارثة حقيقية تواجه شعوب المنطقة

حول ذلك تحدث لصحيفتنا الإداري لسد روج آفا (تشرين) حمود الحمادين، قائلاً: “منسوب نهر الفرات وصل إلى مستويات متدنية جداً، الأمر الذي يشير إلى خروج السد من الخدمة بشكل نهائي، إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فمستوى منسوب نهر الفرات هبط لأكثر من ستة أمتار ونصف؛ ما يؤدي إلى عجزنا في تغطية حاجة المنطقة من الكهرباء، ومياه الشرب”.

وأكد الحمادين: أنهم “يواجهون كارثة إنسانية حقيقية حيال انخفاض منسوب المياه، هناك عنفتان فقط من أصل ستة، تعملان بسبب قلة منسوب المياه، حيث تم استنزاف المخزون المائي في البحيرات، وبلغت الطاقة أدنى مستوياتها، ما أثر بشكل كبير على توليد الكهرباء، والري، ومياه الشرب”.

وتابع الحمادين: “قلة منسوب المياه يسبب كارثة حقيقية، ويدرك ذلك المجتمع الدولي، والتحالف الدولي، ولكنهما لا يتدخلان من أجل مصالحها مع المحتل التركي، ونحن الآن بحاجة ماسة إلى إعادة ضخ مياه نهر الفرات لتصل لوضعها الطبيعي، حتى نستطيع القيام بتوليد الطاقة الكهربائية، وري المزروعات، والوقوف في وجه الكارثة البيئية المحتملة، الأوضاع الآن سيئة للغاية، وخاصة أن الأمطار تأخرت؛ ما سبب مشكلة كبرى للمزارعين”.

وأوضح الحمادين: “إن انخفاض منسوب المياه أدى إلى إيقاف المضخات عن العمل، الأمر الذي دفع بالأهالي إلى الاعتماد على مياه الصهاريج، أو مضخاتهم المؤقتة، ووضعها في النهر مباشرة لتأمين مياه الشرب ما ينعكس سلباً على صحتهم، ويزيد من انتشار حالات التسمم لديهم جراء استخدامهم لمياه غير صالحة للشرب”.

قلة المياه تعطل عمل العنفات

وبين الحمادين: “سد روج آفا (تشرين) غير قادر على توليد 630 ميغا عند تشغيل ست عنفات، لكن التشغيل الحالي يقل عن الثلث، الآن نقوم بتشغيل عنفتين لتوليد الكهرباء بمقدورها توليد ثماني ميغات لكل عنفة من الساعة الخامسة عصراً، وحتى الساعة العاشرة، تستفيد منها مناطق شمال وشرق سوريا، العنفات بطاقة وجاهزية جيدة، ولكن الأمر الذي ينقصنا هو الوارد المائي”.

ولفت الحمادين إلى أن “حرمان تركيا السوريين من حصتهم من نهر الفرات أمر غير مبرر وخطير، فتركيا تحارب أبناء المنطقة، عبر حربها الخاصة بحرمان المنطقة من حصتها من نهر الفرات، لخلق حالة تجويع وأزمة خانقة فيها، والتفكير بالهجرة، لكننا نأسف من الصمت الدولي المخزي، وصمتهم هذا غريب، ولا تفسير له حيال الانتهاكات وخرق تركيا للمعاهدات، والاتفاقيات، التي تنص على حماية حقوق الإنسان وسيادة الدول”.

واختتم الإداري لسد روج آفا (تشرين) حمود الحمادين حديثه بالقول: “نناشد المنظمات الإنسانية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، بالضغط على دولة الاحتلال التركي لضخ حصة سوريا المقررة من مياه نهر الفرات”.