حملة انتفاضية جديدة للمرأة السعودية

بيريفان خليل –

من الروائع أن تنتفض المرأة ضد سياسة ظلم تُتَبع بحقها ولا سيما في الدول التي تطمس حقوق المرأة، ومثال على ذلك المرأة السعودية فقد مورست بحقها ثقافة الاغتصاب بخصوص حقوقها، فلم يكن لها حقوق حتى فيما يتعلق بالعادات الروتينية العادية عدا المجالات الأساسية في الحياة.

في الفترة الأخيرة ظهر قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارات وحضور المباريات، هذا القرار أفرح الجميع وكأن هذا القرار جاء كصدقة للمرأة السعودية، دون الإدراك بأن هذا الأمر حق طبيعي من حقوقها فقيادة السيارات ليس حكراً على الرجال فقط فليس هناك أي قانون يمنع ذلك إلا أن المملكة العربية السعودية كانت تمنع المرأة ذلك كقانون في قيادة السيارات.

لا ننكر بأن انتفاضة المرأة السعودية ضد القوانين المتبعة بحقها أمر يثير الجدل والإثارة والسعادة لدى كل نساء العالم ولكن الأهم هو استمراريتها بمثل هذا التظاهر والانتفاضة لرفع كل أشكال العنف الممارس ضدها في هذا القرن خاصة أننا في مرحلة أصبحت فيها المرأة تُدرك تاريخها بعض الشيء، والخطوة الثانية التي قامت بها المرأة السعودية منذ بضع أيام هي رفض ارتداء العباءات تحت حملة اجتجاجية باسم هاشتاغ #العباء المقلوبة، حيث ترتدي المشاركات في هذه الحملة عباءتهن بالشكل المقلوب وبهذه الطريقة يُظهِرن قرارهن الرافض للبس العباءة، فما يرغبن قوله هو أن الاحتشام لا يعني لبس العباءة، وليس هناك أي دين يدعو للبس العباءة السوداء أو الحجاب الأسود، لذا فالقرار برمته يعود للمرأة في تحديد نوع الملابس المحتشمة التي تختارها بنفسها وليس ما يُغصِب عليها ارتداءه.

فجميع التغريدات في هذه الحملة التي ظهرت عبر تويتر هي أنها ستبدأ ارتداء العباءة بالمقلوب احتجاجاً على العادات وأنظمة المملكة التي جعلتها تحت التهديد فلو تتجرأ النساء السعوديات وتُظهِرنَ هويتهن، وأيضاً الاحتجاج بالعبارة التالية: “نضطر أن نعمل دواماً كاملاً بالنقاب والعباءة بحجة أن المكان مختلط ، هذا الحمل ثقيل ثقيل على الكائن البشري”.

علماً أن المعارضات وبشكل خاص اللاتي عارضن من أجل حق قيادة السيارات اُعتقلن في حملة المعارضة آنذاك.

لا يخلو واقع المرأة السعودية من اضطهاد وظلم وسلب للحقوق فهنالك الكثير من المجالات والتفاصيل المُتعلقة بحياة المرأة لتعارض من أجلها ومن تلك الأمور التي مازالت تُطبق في المملكة السعودية بحق المرأة والتي لا يُسمح لها القيام به دون إذن ولي أمرها كالزوج أو الأب أو الأخ أو الابن: التقدم بطلب لاستخراج جواز سفر، وكذلك السفر للخارج، وأيضاً الزواج، إلى جانب فتح حساب مصرفي، إضافة إلى العمل في نشاطات تجارية معينة وأجراء بعض العمليات الجراحية، ومغادرة السجن.

من هنا تُعتبر السعودية واحدة من أكثر الدول التي لا تساوي بين الجنسين في الشرق الأوسط، لذا على المرأة السعودية التظاهر والانتفاضة لاسترداد حقوقها وتطبق المساواة بين الجنسين في المجتمع السعودي كما تشهدها مجتمع مناطق شمال وشرق سوريا، هذه المناطق التي انتفضت ولازالت تنتفض من أجل استرداد الحقوق كاملة.