حمزة تولهلدان… شجاعة ونضال وقيم إنسانية منقطعة النظير

مثنى عبد الكريم-

لا أدري كيف أبدأ مقالتي اليوم وكيف يمكن أن أكتب عنك وأن أوفيك حقك، أجل أيها الرفيق العزيز، أي كلمات يمكن أن أكتبها تعبر عنك، وأي حروف يمكن أن تصف عظيم إنسانيتك، أردت اليوم أن أشارك كل الشرفاء والأحرار والمناضلين في درب الحرية في حكاية وطن وأردت اليوم أن تكون حكايتنا وما أجملك من حكاية وما أروعك من رواية.

عرفتك يا صديقي أسداً هصوراً غضنفر لا يخشى أو يخاف من قول الحق، بل كنت الهيبة في تواضعك وإنسانيتك، أتذكر لقائي بك في تل أبيض (كِري سبي) قبل احتلالها وقبل استشهاد شهيدة الياسمين هفرين خلف، أتذكر كيف كنت تخطط وتدير وترتب لنا أمورنا، جلوسنا عند الدوار، نظرتك لي وابتسامتك وأنت تقول “يا هفال دربنا وطريقنا ونضالنا مو سهل ولولا شهداؤنا نحنا شو رح يصير فينا”. لهيك لازم تكون قوي وعلى قدر تضحية الشهيدة هفرين والشهيد فرهاد وكل الشهداء).

 لتربت على كتفي بيدك التي ما فتئت تذكرني بقوة هفرين وحنانها، هل تذكر يا صديقي كيف جلسنا نحتسي الشاي ونعقد حلقات الدبكة، وعينك نحو الشمال تنطلق كصقر يدرس كل ما يتحرك، وعينك الأخرى التي ضحيت بها تنطلق بنا إلى سر الإرادة والتصميم العظيمين، تلك العين التي تحلق دائماً في سماء العشق الحر، هل تذكر كيف تركت اللوجستيك الخاص بك وتحملت لتقاسمه مع المعتصمين من الدروع البشرية رغم بساطته، إلا أنه كان يرفع معنوياتهم وإرادتهم في مواصلة الكفاح والنضال والمقاومة.

كنت بكل معاني الكلمات مثالاً لتكريس حقيقة أخوة الشعوب، معتمراً في مكة المكرمة ومقدماً شمعة أمام مذبح الرب في الكنيسة وتقدم نذرك، من أجل أن يعم السلام في العالم وفي سوريا وأن يزول السواد من قلوب الأعداء ليدخل محله النور، نور المحبة والسلام والتسامح والتعايش المشترك، أذكر نقاشاتنا الدائمة حول ما يمكنه العمل من أجل شعوب المنطقة.

تباً لتلك الكلمات التي تخونني وأنا أكتب عنك والدموع تنهمر وتسيل مرغمة شوقاً لك ولمجالستك، وحزناً على فراقك، أتذكر سؤالي لك في تل أبيض (كري سبي) إلى متى سنبقى نموت قطعة قطعة وجزءاً جزءاً لتنظر لي بابتسامة وبراءة قديسية ليس لها نظير انظر إلى السماء ماذا ترى؟!

فأقول نجوم وقمر! عندها قلت هل هي جميلة؟ قلت نعم! قلت أنت عندها: لو نزعنا نجومها وقمرها هل ستكون جميلة؟

فأجيب بالنفي لتقول أنت: كذلك هي قضيتنا، سماء تزينها أقمار ونجوم من الشهداء ترشدنا لدربنا وطريقنا، لذلك يجب أن نصون تضحياتهم، ولذلك يجب أن نسير ونقاوم حتى النهاية، فنحن لا نموت بل نولد من جديد مع كل مناضل ومناضلة ينضمون لقوافل الشهداء.

في يوم ميلاد شهيدة الياسمين فرحت عندما أرسلت لك صور الرفاق ونحن نزرع أشجار الياسمين، قلت أننا سنوضح للعالم أن انتقامنا يختلف، فنحن ننتقم بنشر السلام والمحبة وعبق الياسمين.. صديقي وقائدي ارقد بسلام فنحن على دربك ماضون.