شغفها وحبها للعمل، وإصرارها على التميز، جعلاها تصنف من أبرز النساء الرياديات الفلسطينيات، اللواتي حققن إنجازاً ملموساً وباهراً، ومن جانب آخر خروجها عن النظرة التقليدية، والمعتادة من قبل المجتمع وصولاً للعالمية، بعد مسيرة كبيرة حافلة بالإنجازات.
بعد أن أنهت روزان الخزندار دراستها في برمجة الحاسوب في مصر، اتجهت إلى قطاع غزة، وحصلت على فرصة عمل في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وعن قصة نجاحها تقول: “بعد أن عدت إلى غزة حصلت على فرصة عمل في الأونروا، ولازمني شعور الملل، الذي أخلفه الروتين اليومي في الوظيفة، فبدأت بالتفكير في استثمار هوايتي في صناعة المشغولات اليدوية وتطويرها من خلال دمجها مع مجال تخصصي في برمجة الحاسوب”.
وأضافت: “بدأت فكرة مشروعي بصنع مشغولات يدوية لعائلتي وأصدقائي، وفي عام 2014 انشأت متجراً إلكترونياً تحت عنوان “rozza designs”، والذي يضم حالياً أعداداً كبيرة من المتابعين، وكان المشروع في بداياته قائماً على إحضار آلة خياطة صغيرة، وحاسوب في منزلي، ومن ثم بدأت بتنفيذ التصميم على الحاسوب، وتطبيقه يدوياً على الملابس، والحقائب، ومعلقات الجدران، وباقي مستلزمات الزينة، تطور مشروعي، وأقبل الناس عليه بشدة، وقمت بتوسيع وتنويع أعمالي، لكن للأسف بعد انتشار جائحة كورونا أصبحت الطلبيات تقل، فاضطررت إلى التركيز على الخدمات، التي بدأتها عام 2016 كالتصاميم والإعلام، والدعاية والتسويق”.
“لم يكن الأمر سهلاً”
وكان لابد من انطلاق روزان الخزندار من عالم التسويق عبر الإنترنت إلى إنشاء الفكرة على أرض الواقع، وبعد دعم عائلتها لها، افتتحت شركتها الخاصة بها بعد جائحة كورونا عام 2020 تحت اسم “rozza designs”، وقالت إن: “الشركة تضم فريقاً كبيراً، يمتلك هوايات ومهارات مثل الرسم، التعليق الصوتي، كتابة المحتوى، البرمجة، وهدفي الرئيسي هو أن يعمل كلٌ منهم في المجال، الذي يفضله بعد إعطائهم التدريبات اللازمة”، مضيفةً: “في عام 2016 كنت أعدُ نفسي لأكون مدربة حول كيفية إنشاء مشروع والحصول على التمويل، لأستطيع إعطاء الفريق التدريبات اللازمة وتمكينهم في سوق العمل، وحالياً أصبحت مونتوراً لبعض المشاريع الموجودة في الوطن العربي كله”.
في البداية لم يكن الأمر سهلاً، لكن إصرارها دفعها للعالمية: “لم يكن عمل المرأة منتشراً في قطاع غزة، وكان ذلك التحدي الأكبر بالنسبة لي، فعندما افتتحت المعرض راهن الكثيرون على خسارتي دون أن أعيرهم اهتماماً، غير ذلك الحصار، والحروب، التي يتعرض له القطاع، لكنني لا أرى هذا عائقاً لإثبات الذات، وتطوير المشروع فيمكن لأي شخص تجهيز خطة بديلة لاستكمال عمله، كما أن غلاء الأسعار شكل تحدًياً آخر كالمواد الخام والانترنت”.
ولفتت إلى أنه بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها، إلا أنها قررت ألا تقف وتستسلم، بل واجهت واستكملت عملها، مشيرةً إلى: “أن لدي موقعاً إلكترونياً أردنياً أنشر به تصاميمي، فيقوم بطباعتها على المنتجات بعد شرائها”.
وأوضحت: أنه بعد تطور عملها أصبح لديها خطّا إنتاج، الخط الأول: يتمكن من خلاله الشخص من حرية اختيار تصميم محدد، بينما الخط الثاني: جعلت حصة من أرباحه لاستقطاب من يمتلكون أفكارا من الشباب، ومن الشابات.
المرأة الريادية
وفي عام 2018، أعلنت روزان الخزندار عن فكرة مبادرة شخصية لأول مرة باسم “فراشات فلسطين” لتمكين النساء من إنشاء مصدر دخل لإعالة أسرهن. تمر المبادرة بأربع مراحل مدتها خمسة أشهر، أو حسب تقبل كل امرأة، ومدى استجابتها، موضحةً: “كانت رؤيتي أنه لابدّ من وجود مساحة افتراضية تجمع نساء فلسطين من أماكن مختلفة في مجال التصميم، وذلك من خلال إعطاء التدريبات الخاصة بشكل مجاني لبعض النساء، وتمويلهن بجزء من المال، حتى يستطعن بداية مشاريعهن”.
وحصلت روزان الخزندار على لقب المرأة الريادية في عام 2017 من خلال مشاركتها في برنامج entrepreneurial Women، وتم اختيارها للسفر إلى أمريكا، لافتةً إلى أنه: “لم أكن أدرك مسبقاً قيمة الوقت، أما الآن أبحث عن ساعة واحدة أتفرغ بها، غير أنني أصبحت منظمة، وأضع أهدافي أمامي، وأسعى لتحقيقها، بالإضافة إلى ترتيب خطط بديلة سواء في الحياة الشخصية، أو العملية بشكل منطقي ومحدد”.
ووجهت رسالة للفتيات الشابات قالت فيها: “إن كان التخصص الدراسي يختلف ميوله عن المهارة، يجب أن يؤمن المرء بنفسه، ويواكب سوق العمل ومتطلباته، ويدمج مجاله التعليمي بهوايته، ليحصل على ما يحلم به، حتى وإن كانت الظروف عكس التيار، لابدّ من الاستمرارية، فأنتن لكنَّ العالم الأفضل”.