سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حـديـثُ الحـــدودِ

عبد الله رحيل_

في الطريق إلى حدود دولة بعيدة، سار في مهب الريح مع الفجر، والخوف يلفّ جسده المنهك، نحو بوّابة الخروج، لعلّ العسس تغفل عنه هذه الليلة.
ـ لا بدّ من التنكُّر؛ كي لا يعرفوني، سأجتاز الحدود هذه الليلة، لقد قضيت أياما، وأنا أحاول المرور دون جدوى.
لطّخ وجهه من طين الطريق، ولبس سترة فلاح فقير ممسكا بعصاه المُعوّجة، وراح يقفز بين الأسلاك الشائكة، اجتاز بعضها، والأنوار ربما تكشفه، هناك من بعيد، لاح خيال حارس مدجَّج، وفي قبعته مصباحٌ منير، ألقى جسده في الحفرة العميقة المهجورة، ونُباح كلاب حارسة تطارد خياله، والتراب البارد يلسع جسده النحيل، ظلَّ ممددا بالحفرة ساعة، بينما رحل الحارس، الذي أنهى دورته التفتيشية، مدّ رأسه بحذر نحو الطريق المؤدية للبوّابة.
ـ لا أحد هناك، سأمضي مسرعا؛ قبل أن يُعيد العسكر دورة حراستهم.
ـ لعلّني أستطيع المرور!
قام مسرعا، يسير بحذر، وبصمت، دون أن يعي لبرد الشتاء، وخطا خطواتٍ عديدة بين الأسلاك في الطريق الوعرة، فلم تبقَ إلا مسافة قليلة، تقلّه نحو الهجرة الطويلة، لكن سرعان ما جاءه هدير سيارة مملوءة بالعسكر، حاصروه من الجهات كلّها.
ـ اليوم أمسكنا متسلّلا غريبا.
ـ لا ليس غريبا، هو الرجل نفسه، الذي يأتي كل حين، وقد أتى متنكّرا هذه المرّة.
ـ إذا لا بد من وضعه رهن الاعتقال، ريثما ننظر في أمره.
زُجَّ في مكان تجميع الغرباء المتسلّلين دون تأشيرة خروج، وعديد من الرجال، والنساء، والأطفال هناك، المكان مملوء بهم، مغادرون غرباء، البؤس والجوع باديان بوجوههم المتعبة، والشكوى تملأ جباههم، وقد توسّد بعضهم بعضا، ومحتمين بأجساد بعضهم؛ علّهم يشعرون بالدفء، حدّق الوجوه جميعا، لا يختلفون عنه، الكل ينتظر قرار الرجوع، والأبعاد من حيث أتوا.
غطّ في نوم عميق متوسّدا كيسا قد أحضره معه، ولم يفق إلا في اليوم التالي على وقع أقدام جنود عمّت المكان، أُخِذَ البعضُ من المحتجزين، وخَشي أن يكون معهم، لملم أغراضه إلى صدره، وجلس مستندا إلى الحائط، ثم أُغلِق الباب مرّة أخرى.
ـ حمداً لله لم يأخذوني، ربما أبقى ليلة أخرى هنا، ولعلّ هناك طريقة للمرور، فلم يبق الكثير هنا، غير عدد قليل منهك من المحتجزين.
حدّق بوجوههم، عسى رفيقا منهم يحدّثه، لكنهم كانوا غارقين في أوجاعهم، وأحلامهم الملأى شقاء وبؤسا، تقدّمت من بين الحاضرين فتاة نشطة، وقد لفّت رقبتها بمنديل سميك، وعليها معطفٌ طويلٌ، وغطّت شعرها برداء دافئ واسع.
ـ علامات التعب والإرهاق بادية عليكَ.
ـ لقد سِرْتُ مسافة طويلة الليلة الفائتة في الغاب.
ـ من أينّ أتيتَ؟
ـ من البلاد المجاورة، أريد الهجرة، والتخلّص من الحرب هناك.
ـ اسمي فرات، وأبحث عن ملجأ؛ يأويني من عذابات مريرة في بلادي، فقرّرت الهجرة، ثم أمسكني حراس الحدود منذ ثلاثة أيام.
ـ واسمي سالم، وهذه المرة الرابعة، التي أفشل فيها في المرور.
ـ سننام هنا الليلةَ، فالجنود يأتون كل ثلاثة أيامٍ، يأخذون البعض، ليعيدوهم من حيث أتوا، ربما غدا دوري بالمغادرة، سترافقني إن خرجت.
ـ كيف ذاكَ، فلم يمرّ على بقائي هنا غير يوم واحد.
ـ لا تقلق، سأجد طريقة، حينما يعودون.
نظر في عينيها المرهقتين، فقرأ فيها رحلة عذاب طويلة تنتظره، لكنه لم يقتنع بما أخبرته، غير أنه يوافقها على كل حال، جلست جواره، وطلبت منه ألا يرفض طلبا لها:
ـ أنتَ منذ الآن رفيقٌ لي، وتمسّك بي جيّدا، إن عاد الجنود لإخراجي غداً.
ـ نعم، سأحاول جاهدا.
مرّ الوقت ببطء، وحانت ساعة النوم في ليلة بائسة أخرى، والظلام يسود المكان، لملم الليل أجسادهما، فغطّا في نوم عميق:
ـ فرات، أين هي؟ فرات أين هي؟ مَن تكن فرات؟
وعلى حركة الحراس المعتادة كل صباح، صرخت قائلة: نعم، أنا هنا.
ـ عليكِ مرافقتنا.
ـ لا، لا أذهب دون رفيقي القادم معي، وهذا هو معي سنرحل سويَّة.
ـ لا، لم يُمضي هنا سوى يومين، سترحلينَ وحدكِ.
ـ لا لن أرحل دونه.
-نعم هي رفيقتي، ولا ترحل دوني.
طلب أحدهم مراجعة السجلّات خارجا، وبعد فترة قصيرة جاءه.
ـ دعه يخرج معها، لا شيء يجبرنا على بقائه، سنرحِّل الاثنين معا إلى خارج الحدود.
خرج سالم برفقة الفتاة الممشوقة، والدهشة بادية عليه،” لعلّنا نجتاز الحدود بطريقة ما هذه الليلة”، ركبا في السيارة المعدّة لعودتهم من حيث أتوا، وهمست في أذنه، حينما أطلب منك الصراخ، فلتصرخ، وافقها بقناعة تامّة، وبعد توجه المركبة نحو طريق العودة، وقبل الوصول إلى مكان الترجُّل منها نحو بلادهم، طلبت الفتاة منه الصراخ أعلى صوته، فصرخ حتى رددّت الغاب صوته القويّ الخائف، دُهش حراس الحدود، فتوقفت السيارة، وحين فُتِحَ الباب أمسكت الفتاة يده، وطلبت منه الركضَ، والهروب مسرعين، ففعلا، ثم تبعهما الحراس، فغابا في الغابات، ووعورة المكان، بحث الحراس عنهما دون جدوى.
ـلقد نجونا منهم، يا سالم، لكن علينا الانتظارَ ساعةً.
ـنعم، نجونا لعلّنا نجتاز هذه الحدود اللعينة الليلة!
سارا في الظلمة الحالكة، حذرين، والصمت يلفُّ المكان نحو طريق للتسلّل، كان صوت الجنود يملأ المكان، وبعد ساعتين من السير، وصلا إلى مكان قريب من الجدار الحدودي المُحاط بالأسلاك.
– فلنبقى هنا نتفحّص المكان، وعند الفجر نغادر.
– أوَ متأكدة أننا سننجو، ونعبر الحدود؟
– ثق بي، سنقاوم، ولنكن حذرين.
وعند بزوغ خيوط الفجر الأولى، وقد خلا المكان من عويل عجلات الدوريات المتواصلة على طول الشريط الحدودي، سارت فرات بثقة عالية، وخلفها سالم يجر خطواته المتردّدة بالنجاة، يقطعان أرتال الأسلاك المتعدّدة، حتى وصلا إلى جدار عالٍ فيه ركام من الأحجار، والقواطع الحديدية، طلبت فرات من سالم، أن يعتلي ظهرها، ويقفز إلى الجانب الآخر من السور، لكنه استهجن الأمر؛ فألحت عليه، ففعل.
-اقفز إلى هناك وانتظرني، لا تتحرك فقد يرصدك خفر الحدود.
-لا عليك سأفعل، وسننجو.
قفز سالم معتليًا ظهر فرات، وسُمِع صوتُ قفزته، ثم انقطع الصوت، وبعد لحظات شمَّرت فرات عن ساعدها وبمحاولات عدة، استطاعت تجاوز السور العالي، أسرع سالم إليها.
-أنا بخير، لا عليكَ ابقَ هادئا، أخشى رصدنا من الجنود.
-ننتظر هنا قليلا من الوقت، ونتابع سيرنا، ولنكن حذرين.
-يا لكِ من امرأة قويَّة وذكيَّة!
-وأنتَ رجلٌ شجاعٌ، مَرنُ الطباع، تحبُّ المغامرة.
جمعا أشياءهما البسيطة في حقيبة منهكة ملوّثة حواشيها، ثم رحلا يسيران بخطا حذرة، ومحتميان ببعضهما، ابتعدا قليلا عن السور الإسمنتي، وراح يركضان وسط خيوط ضياء الفجر، الذي طرد سدول الظلام، لكن هناك من بعيد، أصوات غير مفهومة، وسط العتمة، يقترب الصوت من مكانهما، وقد أخذ يصلهما مفهوما.
-إنهم الجنود، لقد رأونا، ورصدونا.
-لا تقلق سنجد طريقة للتخلص منهم.
-عليكَ أن تختبئ، حتى لا نُكشف.
-تمسّك بي جيدا، وانخفض إلى الأرض، ولا تدر ظهرك للوراء.
-حسنا فلنختبئ هنا، فالمكان يحمينا.
مرت ساعات عصيبة على وجودهما، وقد بان ضياء النهار يحثو نحو الأفق، والبرد القارس يلفّ المكان بألوان من العذاب والشكوى، والجوع يسري بأجسادهم المعذّبة المنهكة، وقد هدأ المكان من الصراخ، والأصوات غير صفير الريح، التي تضرب الوجوه.
-فلنرحل من هنا يا سالم، وكنْ على حذر في السير.
-هيا بنا يا صديقة الغربة والليل، ويا ضياء نور الفجر.
-لنعدو سراعا، وكن على مقربة مني، ولا تصدر أصواتا بخطواتك.
-هل سننجو من هذا العذاب المرير؟!
كل شيء ممكن، كن على ثقة أننا نريد النجاة.
وبعد مسير ساعة بين الرُّكام، والطريق الموحل الوعر، وقد أيقنا أنهما ناجيان من هذه الهجرة المقيتة، فاجأهما إطلاق نار كثيف، من جهة المحرس العالي، رصاص كثيف لا ينقطع، وقد كشفهما ضوء النهار، وأصوات الجنود تملأ المكان مسرعين نحو مكانهما.
-فرات لقد كُشِف أمرنا، سنقع في قبضتهم.
-لا تقلق، ابق منخفضا، وتمسّك بي.
 -لنختفي خلف الحجارة الكبيرة، و…………….
واختفى صوت سالم بين العويل والصراخ، وصوت أزيز الرصاص، الذي ملأ المكان، تحسّست فرات صديقها،
دمٌ! سالم، ماذا حصل لكَ؟
لكن سالما غطَّ في وداع أبديّ، وعيناه المتعبة مفتوحتان، تودّعان صديقة ليل وهجرة، وراح ململما روحه في الفضاء الرحيب.
سالم، سالم، يا لَحزني العميق، كم أنتَ أناني، يا سالم، ذهبتَ دوني.
وفي غفلة من الزمان، أغمضت فرات عيني سالم، وحثَت على وجهه حباتٍ من التراب، ثم تركته في الدرب الطويل، فتمتمت في حديث نفسها المعتاد: “هذا حال من يترك وطنه، وملاعب صباه، ويرحل نحو بلاد الغربة القاتلة”.
سارت بخطا حثيثة نحو البلاد البعيدة، والدموع تذرفها عيناها البائستان، وتلاشت وراء الغاب الكثيفة، ثم غابت في السكون.
 لكن عيني سالم بقيتا عالقتين في عينيها، فآثرت العودة إلى الوطن، الذي يضم جسد سالم، لتمضي حياتها زائرة قبره كل حين، ثم عادت بأدراجها نحو بلدتها، التي تتشهّى الموت فيها، وتبني حياة جديدة برفقة من تحب، وسط عبير أشجار الزيتون، وبين تلال الوطن الغالي.
-هذا هو المتسلل، لقد نلنا منه، فلنأخذه إلى ثلاّجة الموتى.         

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle