كوباني/ سلافا أحمد ـ
حذر مدير سد روج آفا (تشرين) “حمود الحمادين” أن ناقوس الخطر يدق بسدود شمال وشرق سوريا، نتيجة انخفاض مناسيب المياه في سدود المنطقة، وبين خطورة الوضع أن استمر الانخفاض على هذا المنوال، “فإن أيام عدة وستخرج سدود المنطقة عن الخدمة بشكل نهائي”.
كارثة وأزمة إنسانية يعيشها الملايين السوريون؛ لأكثر من ثلاثة أعوام نتيجة مواصلة دولة الاحتلال التركي سرقة حصتهم من مياه نهر الفرات، وسط صمت دولي مخز لما تقوم به تركيا من اعتداءات وخروقات.
منذ مطلع شهر شباط لعام 2021، ودولة الاحتلال التركي تواصل سرقة حصة السوريين من مياه نهر الفرات، الأمر الذي أدى إلى خلق أزمة إنسانية في المنطقة، نتيجة تراجع مخزون البحيرات في السدود، والصعوبة في توفير الكهرباء، وإرواء الأراضي الزراعية، حيث انخفض منسوب نهر الفرات بمعدل ستة أمتار ونصف، لأول مرة في تاريخ المنطقة، وظهور العديد من المناطق الجافة التي كانت مسبقاً جزءاً من هذا النهر.
وتوالت تحذيرات مسؤولين في الإدارة الذاتية وسكان، من حدوث كارثة إنسانية، نتيجة حبس تركيا لمياه نهر الفرات، إذ سبّب تدني منسوب النهر بانتشار الأمراض والأوبئة.
انخفاض غير مسبوق
وعليها حذر مكتب الطاقة في شمال وشرق سوريا عبر مؤتمر صحفي أقامه في الثاني والعشرين من شهر شباط المنصرم، لشرح وضع السدود، ومستوى منسوب المياه، وذلك في سد تشرين الذي يبعد عن مدينة منبج نحو 25 كيلو مترًا، من انخفاض غير مسبوق لمياه النهر ولأول مرة في فصل شتاء، قد يؤدي ذلك إلى خروج السدود في المنطقة عن الخدمة.
وصرح الإداري في سد روج آفا (تشرين) “حمود الحمادين” عبر تصريح خاص لصحيفتنا “روناهي”: “أن وضع سدود شمال وشرق سوريا بخطر جدي، نتيجة انخفاض مياه نهر الفرات بشكل كبير، واستمرار تركيا تلاعبها بمنسوب مياه نهر الفرات”.
وأضاف: “لا صحة للإشاعات التي تتداولها بعض الصفحات على المواقع التواصل الاجتماعي، بأن الجانب التركي فتح مجاري المياه للتدفق مياه نهر الفرات، فجميع تلك الاشاعات عارية عن الصحة، ولا يوجد هناك تغير في مناسيب المياه في سدود شمال وشرق سوريا”.
خروج السدود عن الخدمة
وتابع: “إن ناقوس الخطر يدق في المنطقة، نتيجة تدهور الوضع المائي في سدود شمال وشرق سوريا، وإن السدود تعمل بشكل متدنٍ جداً، فسدا الفرات وتشرين ينتجاً معاً بما يقارب 125 ميغا واط، كمتوسط يومي، ويتم توزيعه بمعدل ساعتين بأفضل الأحوال لكافة الأقاليم، ونتخوف جداً من فقدان هاتين الساعتين أيضاً، في حال تدهور الوضع أكثر أو بقائه على هذا الشكل الحالي السيء جداً”.
وتطرق الحمادين إلى: “إذ استمر الجانب التركي بحبس مياه الفرات على هذا الشكل، فأيام قليلة ستخرج السدود عن الخدمة، وما نشهده حالياً من انخفاض مستمر، لتدفق المياه، كون الوارد المائي لا يوازي المستهلك أي دوماً الوارد أقل من المستنزف، وبالتالي نحن مستنزفون دائماً ولو كان التشغيل بالحد الأدنى”.
ويقع سد روج آفا (سد تشرين) على نهر الفرات في ريف مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، ويبعد عن مدينة حلب /115/ كم وعن الحدود التركية /80/ كم، ويحصر السد خلفه بحيرة تشرين، وتبلغ سعة الخزان المائي /9،1/ مليار مكعب.
وكانت الغاية الأساسية من بناء السد، توليد الطاقة الكهربائية، يصل طوله إلى /900/ م، وعرض قاعدته /290/ م، فيما يبلغ عرضه عند القمة /20/ م، وارتفاعه /40/ م.
تبلغ مساحة البحيرة /155/ كم مربعاً، ويرتفع منسوب التخزين الطبيعي عن سطح البحر / 325/ م، في حين يبلغ طول المحطة الكهرومائية /270/ م، وعرضها /72/ م، وارتفاعها /72/م.
