سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تُوتُول “تُتُل” والرقتان

محمد عزو  _

على الحافة الشرقية من مدينة “الرقة” الحالية، وعند ملتقى نهر “الفرات” برافده “البليخ” توجد أقدم المستوطنات في منطقة “الفرات”، بمكان يدعى “تل البيعة” الذي يبعد عن الضلع الشرقي لأسوار” الرافقة”/2/كم، وكلمة “بيعة” تعني الكنيسة (بيع وصوامع) التي كانت مبنية على قمة التل، ويعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي.
و”توتول” أو “تتل” هي المدينة السالفة لـ “للرقة” في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت آثار هذه المدينة مغيبة في ثنايا تل “البيعة”.
جاء ذكر مدينة “توتول” (وهي المدينة السالفة للرقة في الألف الثالث قبل الميلاد) في الرُّقم المكتشفة في كل من “ماري” و”إيبلا” و”إيمار”، وورد ذكرها أيضاً في أخبار “صارغون” الذي استمد سلطته من إله “توتول” “دجن”، الذي منحه البلاد العليا، سوريا والأناضول، وفي عام /1974م/ استطاع العالم البلجيكي “جـورج دوسَّان” تحديد موقع هذه المدينة بملتقى نهر “الفرات” برافده “البليخ”، وبعد ستة أعوام من ذلك التاريخ، بدأت أعمال التنقيب الأثري في تل البيعة، من قِبَل بعثة ألمانية برئاسة المرحومة البروفيسورة ايفا شترومنغر لروحها النور والسلام.
تعدّ توتول من المدن الأولى في التاريخ السوري القديم، حيث انطلقت منها فتوحات “صارغون”؛ ذلك لما تتمتع به هذه المدينة من ميزات تعبوية، فهي غنية بالغذاء لزراعتها المتطورة، ولقد ذكر أن أفراد جيش “صارغون” المؤلف من قرابة /5000/ شخص، كانوا يأكلون يومياً بحضرته، وبفضل الإله “دجن” حامي “صارغون” تحققت له سطوة لا منافس لها في البلاد كلها، وفي إحدى كتابات رُقُم “ماري” إشارة إلى اسم ملك “توتول” “ياخلو كوليم”، ولم تكن هذه المدينة، التي صارت مملكة مستقرةً؛ كي تستطيع صد أطماع مملكة “يمحاض”، مدينة “حلب”، ومملكة “ماري” والسيطرة عليهما، وعندما حاول ملك “توتول” التحالف مع شيخ البدو “لاعوم” ومعه العشائر، الني تقطن في محيطها، يدعمهم ملك “يمحاض”، قام ملك “ماري” بمقاومة هذا التحالف في مدينة “حماتوم” ويعتقد أنها (تل الحمام) وهدم أسوار “توتول”، وأصبح يلقَّب باسم ملك “ماري” وبلاد “هانار”، وبقيت “توتول” تحت سيطرة “ماري”، إلا أنَّ سكان “توتول” ثاروا على حكم “ماري” بعهد ملكها “لاناسوم”، بقيادة “باشوب دجن” وساعدهم بذلك ملك “زلبا” (حمام التركمان)، ولكنَّ هذه الثورة أُخمدت، عندما تمَّ إقناع السكان بتغيير الحاكم وجعله منهم، واستلم الحكم “عبدوما دجن” الذي ينسب له الفضل الكبير بازدهارها، وتعرضت للاجتياح من قِبَل “حمورابي” ملك “بابل”، هي ومملكة “ماري”.. وعن التنقيبات الأثرية، التي قامت بها البعثة الألمانية برئاسة البروفسورة “إيفا شترومينغر”، فأثناء مواسم التنقيب، تم العثور على القصر الملكي، الذي يعود تاريخه إلى النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد، وهو يشبه بتصميمه القصر الملكي في مملكة “ماري”، إذ أنه يمتد /45/ متراً من جهة الشرق إلى الغرب، وله جدران سميكة ومبنية من مادة اللبن، على أساسات من الحجر الكلسي، وله صالات ذات أبعاد /24 ×10/ م، وله مداخل خاصة بالحاكم والآلهة، أما المعبد هو بين القصر، وبين المساحة الرئيسية للمدينة (الجهة الشمالية الغربية)، وللمعبد شكل مستطيل، وهو مستقل عن المباني الأخرى، طول الحرم فيه/عشرة أمتار/ ، وله ممرات عديدة، ويصنف هذا المعبد بذي الردهة الأمامية، وهو طراز شائع في جميع أنحاء الشمال السوري، وللقصر كما للمعبد، مجاري مياه مصنوعة من الفخار على شكل قساطل، تنقل المياه إلى خارج المدينة، أما بيوت ومنازل الطبقة الفقيرة من العامة، كانت مبنية خارج أسوار المدينة في السهل الجنوبي، وتتألف هذه البيوت من غرف صغيرة صماء، ليس لها نوافذ، لكنها مفتوحة على الفناء الداخلي، وهي مبلطة بالآجر، ومشيدة من مادة اللبن المجفف تحت أشعة الشمس.
 أما القصر الملكي الأحدث عهداً، والمبني وفق مخطط يشبه القصر الملكي في “ماري – تل الحريري”، ويرجع تاريخ هذا القصر إلى فترة الألف الثانية قبل الميلاد، حيث عثر فيه على مجموعة كبيرة من الرقم الطينية، وأهمها الرقيم البيضوي الذي يحمل اسم مدينة توتول، وعثر أيضاً على مجموعة من الحلي الذهبية، والأختام الأسطوانية.
هوجمت المدينة في عام /1250/ قبل الميلاد، عند ظهور الآشوريين، وهي فترة مليئة بالصراعات حول منطقة الجزيرة الفراتية، حتى أعالي الفرات، من قبل القوى الكبرى آنذاك، وكان نتيجة لهذه الصراعات أن تفوقت المملكة الآشورية، وظهرت مدن، وممالك أكثر أهمية، ويذكر أن مدينة توتول كانت ذات أهمية كبيرة في رسم صورة المنطقة تاريخياً، ولأنها كانت تقع عند التقاء مياه نهرين، كانت الوسائل الأساسية في التنقل هي السفن، ويوجد فيها معبد الإله داكون دجن، والكثير من الأسواق، والساحات والبوابات، وهي بانتظار من يزيل عنها غبار الزمن.
 في عام /1250ق.م/ دمرت “تتل” كما لاقى الشمال السوري المصير نفسه، وظلت “تتل” خراباً وصفيراً للرياح، حتى عام /800ق.م/ أي ما يقارب عن/500/ سنة ونيف، وكانت هذه المدة الزمنية بمثابة إرهاص واستشعار عن أن مدينة “الرقة” في الزمن القادم ستلاقي المصير نفسه، وستظل خراباً بالمدة الزمنية ذاتها، في عام /800ق.م/ شيد الآراميون مدينة جديدة أحياءً “لتوتول” وسموها “رقو” وتقع جنوب “توتول” المدمرة على بعد /300/م، وهذا إرهاص آخر بأن مدينة أخرى ستبنى في الزمن القادم، وستحمل اسم “الرقة”، وهذا ما حدث، فبعد ما عفى الزمن على مدينة “رقو” وقدوم حملة “الإسكندر المقدوني” إلى الشرق وطرده للاحتلال الفارسي من الشرق، وبناء الدولة الهلنستية، التي جسدت التزاوج الثقافي بين الشرق والغرب، وقيام “الإسكندر” ببناء مدن جديدة منها “الرقة” التي شيدها على أنقاض مدينة “رقو” وأطلق عليها اسم “نيقفوريوم” أي هبة المنتصر، حيث انتعشت هذه المدينة تحت الحكم الإغريقي فترة طويلة من الزمن، ثم انتقلت إلى القوة الرومانية، التي احتلت “سوريا” في عام/64 ق.م/ وأطلقا عليها اسم” كالينيكوس”، وقد يعني اسم الإمبراطور الروماني، أو اسماً لفيلسوف يوناني عاش في “الرقة”، ومات فيها.
ظلت “كالينيكوس” تحت الحكم الروماني – البيزنطي لمدة أكثر من/900/ سنة إلى أن جاء العرب، وحرروها في عام /639م/ وأصبحت “الرقة” تحت الحكم الأموي لمدة /90سنة / لاقت “الرقة” خلال هذه المدة تطوراً حضارياً كبيراً.
 وبعد الثورة العباسية على الأمويين، واستلامهم دفة الحكم، تحققت إرهاصات الزمن الماضي عندما شيد الآراميون مدينة “رقو” على بعد/300م/ جنوب “توتول” القديمة، حيث شيد العباسيون أيضاً مدينة جديدة على بعد/300م/غرب “الرقة” أطلقوا عليها اسم “الرافقة” أي رفيقة “لرقة البيضاء” القديمة، وقد شيدت “الرافقة” بناءً على أمر من الخليفة “المنصور”، الذي أراد لها أن تبنى على شاكلة مدينة “بغداد” مدورة الشكل، وعندما قام المهندس المعمار “أدهم بن محرز” بوضع مخطط “الرافقة” وجد أن الطبوغرافيا في “الرقة” تختلف عنها في” بغداد”، حيث أن الدائرة لم تتحقق في “الرافقة” حيث أن ” الفرات” يشاطئ الضلع الجنوبي للدائرة، فجاء هذا الضلع مستقيماً؛ ما جعل المخطط يأخذ شكل نعل الفرس، وليس دائرياُ مثل مخطط مدينة” بغداد”.
 وحسب الواقع الجغرافي والطبوغرافي أخذت أسوار المدينة شكل نضوة الحصان، فكان لـ “لرافقة” سوران مزدوجان بطول يقدر بـ /خمسة كيلو مترات/ لكل سور بينهما فصيل بعرض يقدر من /20 م/، يحيط بهما خندق مائي طوله /خمسة كيلو مترات/ وعرضه في القاع/ ثمانية أمتار/ ومن الأعلى/ستة عشر مترا/، وللسورين ثلاثة أبواب، اثنان منهما موضوعان على الضلع الجنوبي للسور، والثالث متوضع على ضلع الدائرة في أقصى الشمال، وهناك في داخل الأسوار منشآت معمارية مهمة، مثل قصر الإمارة، الذي دمر بفعل الكوارث وقصر البنات، والمسجد الجامع.
وعندما انتقل الخليفة “هارون الرشيد” واستقر في مدينة “الرافقة” في العقد الأخير من القرن الثامن الميلادي، وجد أن “الرافقة” تكتظ بالسكان من جند ومدنيين، حيث أنه قام وقواده ببناء مدينة جديدة تقع بين الضلع الشرقي لسور “الرافقة” وبين بقايا آثار “توتول” القديمة حيث تقع اليوم بقايا القصور العباسية، عاشت “الرقة” البيضاء و” الرافقة” سوية في سباق حضاري تكلل بإنجاز عظيم وكبير، تحقق في المجالات المعمارية كافة، منها الصناعات الضرورية كصناعة الصابون، والرصاص، وصناعة الأدوية، والورق، وصناعة الخزف الرقي، الذي أخذ شهرة عالمية مجيدة، وهناك صناعة الفخار والأدوات النحاسية والحديدية، واشتهرت “الرافقة” بقصورها، وأيام العروس، كما أنها اشتهرت بعلوم الفلك والترجمة من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، ونبغ فيها الكثير من العلماء والشعراء، والكتاب والأدباء، ومع الزمن، وما لحق “بالرقة” البيضاء من تدمير، قامت به المجموعات الدينية المتطرفة أصاب “الرقة” البيضاء الوهن، وشاخت مع الزمن، فانتقل أسمها ودورها إلى الرافقة، التي أصبحت تدعى بالرقة،
 في عام /640/ للهجرة دمرت الرقة البيضاء والرافقة من قبل مجموعة دينية متطرفة تدعى الجند الخوارزمية، وبهذا التدمير تكون هذه الجماعات الإرهابية، قد مهدت لتدمير آخر قادم هو الغزو المغولي لسورية، ففي عام /1259م/ قام المغول التتار بتدمير مدن العراق وسورياا، ولما علم أهل الرقة بقدوم المغول إلى مدينتهم سنة /1259م/ فروا هاربين باتجاه الغرب السوري، وظلت الرقة خراباً تنعق فيها الغربان مدة /500/ سنة، وبذلك تحقق الاستشعار الثاني بعد خراب توتول، وما حولها لمدة 500/ سنة حتى قدم الآراميون، وشيدوها ملاصقة لخرائب توتول، وسموها رقو.
وبعد تدمير المغول للرقة ومدن وقرى الجزيرة الفراتية كافة مدة خمسمائة سنة ميلادية، كما أسلفنا سابقاً، حيث كان آخر رحالة مر بها هو أبي الفداء سنة 1384 وقال: الرقة خربة لا أنيس فيها، ولا جليس، ومبانيها مدمرة، إذ ظلت الرقة مهجورة حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث قدمت إليها دماء جديدة، فبنتها وأعادت أليها الحياة من جديد.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle