سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تلازم الصّورة والخيال في خلق العمل الفنيّ

عبد الله رحيل


أسند قول الشعر خاصة، والنثر عامة إلى واقعه، الذي قيل فيه، فهو ابن بيئته، وهو إبداع صاحبه، إثر دافع أوجده، ووثّقت دراسات عديده هذه النظرة النقدية، حول نشأة الفن عامة، وحول العلاقة الوشيجة بين واقع الظاهرة، وبين خالق الشعر، ولا غرو حين نتعدى هاتين الظاهرتين لخلق الإبداع الفني، إلى المادة، التي أوجدت، خاصة فما يهم الدارسين، كتّابا وقرّاء هو وجود ظاهرة الفن والمحتوى، التي تتسم بالموضوعية والتجريب، وبناء على النتيجتين اللتين توفقان لنظرية الإبداع الفني، توجد الصورة الفنية لجنس العمل الأدبي، شعرا كان، أم نثرا، حتى يتم العنصر الجمالي والمبهر، فتسمو الدقة والتركيب البنيوي في مشاركة الصورة جمالية اللفظ المُنتقى، ويُعتق الفن بوجهه المميز عبر العصور والقرون، فكلنا في هذا الحدث من الزمان، نتمثّل في أدب شكسبير، وأثار هوميروس، ومسرحيات موليير وشعره، والتغنّي بالرمال، وبصور الراحلة الخصب، وباللفظ وبالتركيب المثالي، والمتين الجزل في الشعر الجاهلي عامة، وما توالت العصور بعده، وقد ذكر الجاحظ هذه الرؤية على سبيل الطرافة، وقد نشر رأيه، في مجلة الرسالة  في الأدب المقارن العدد  203عام 1937 ورؤيته في تأثير البيئة على الفن وموجده” إذ جعل الطبيب، والخياط، والخباز، والمؤدّب، وصاحب الحمام، وغيرهم، يتحدثون في الأدب، وينظمون الشعر، فيستخدم كل منهم مصطلحات حرفته في استعاراته، وفي تشبيهاته”.

ومفهوم الصورة الفنية، ربما عبّر عنه بدقة متناهية الدكتور، محمد حسين الصغير، في تعريفه لها: “((عبارة عن العلاقة­ القائمة بين اللفظ والمعنى في نص أدبي، والحصيلة القائمة عن اقترانهما، فلا يمكن فصلهما في قول شعر، أو في نثر معينين))”

ومن هنا تمشّجت الصورة الفينة في البيئة، وفي الدافع، اللذين تمخّض عنهما العمل الأدبي، والعلمي عموما، فمصطلح الصورة الفنية قديم، وحديث بالوقت ذاته، فنشأ تحت تأثير مصطلحات النقد العربي، وهي قديمة بتنوع الأشكال البلاغية في بيانها، فكان الإنسان منذ البدء يستخدم الصورة الفنية في غاياتها، وفي دلالاتها المتنوعة في وصفه للأشياء، التي تملؤها النضارة، والحياة، ولكي يبحث عن الأشياء الجديدة في نفسه، يلجأ إلى الصورة، فالشمس آلهة مقدسة، والقمر شابة عاشقة بيضاء، والأرض أم رحيمة وقورة، تحتضن الموت والحياة، وكذلك تتبدى الصورة الفنية، لدى الطفل عند حياته البدائية الأولى، وفي ذهنيته، فحينما يرى الثلج المتساقط، يوصف ذراته بالفراشات، التي يلعب معها، وبمنظر الندى على ثغور الزهور، يقول: إن الورد يبكي، فهنا يمكن لنا أن نؤكد أن الطفل، والإنسان البدائي، والشاعر تشاركوا في التعبير عن بيانهم مستخدمين الصورة بشكل فطري، ووفق لمشاعر مدركة لدلالات الكلمات، مستخدمين بذلك الاستعارات، والتشبيه، والكناية، ومنذ الأزل.

لكن الحديث عن الصورة الفنية، لا يمكن أن يقوّى، ويعذُب دون أن يكون الخيال روحا لتلك الصورة، فهما الخيال والصورة، علاقتان لمدرك ومعنى واحد، فهما مثل علاقة الروح بالجسد، فالخيال تنحصر فاعليته في جلب لصورة وتزيينها، وهو الرابط الدقيق والجمالي للصورة، ويتجلى في عمق مقدرته لإيجاد التناغم والتوافق بين المدركات، وكأن الخيال” لا يظهر في شيء في الفنون كلها، بقدر ما يظهر في إحالة الفوضى، والدوافع المنفصلة إلى استجابة موحدة” ريتشارد في مصطلحاته السيكولوجية.

وهذا يظهر عند الشاعر عنترة بن شداد في دقة، وصفه لذباب خلا في روضة من الرياض:

وَخَلَا الذُّبــابُ بِهَــا فَلَيْسَ بِبَارحٍ  

غَـرِدًا كَفِعْــلِ الشَّارِبِ الْـمُتـــَرَنِّمِ

هَزِجًا يَــحُكّ ذِرَاعَــهُ بِذِرَاعِـــهِ

 قَدْحَ الْمُكِبّ عَلَى الزّنادِ الأَجْذَمِ

وقد أعجب النقاد بهذا التشبيه، ووصل بهم الأمر إلى ” عجيب التشبيه” حتى قال عنه البغدادي، في خزانة الأدب:” فقد عده أرباب الأدب من التشبيهات العقم، وهي التي لم يقدر عليها أحد” لأن خيال الشاعر الدقيق لمنظر الذباب، وعمق صورته الفني المعتمدة على التشبيه الحَرِف، وإجادة اللفظ فيما عنى، جعل هذه الصورة بلاغية اللفظ والمعنى، رابطا بين حركة قرني استشعار الذبابة بحركة الأجذم، بقدحه أحجار الزناد، متجلية الصورة والخيال في الدقة، والبعد الجمالي.

وفيما عن صخر بن ذؤيب الهذلي، تتضح معالم الصورة الفنية، ويتعمّق جمالها، في دقة الخيال المستعمل، وفي اتزانه في استحداثها في الغزل اللطيف المسترسل، بمنظر غيث هاطل، بذرات خفيفة؛ تاركة الطير يرتجف رجفة صغيرة، مثل قشعريرة العاشق المولّه، حين تذكر حبيبته في صورة فنية دقيقة الخيال والمعنى فقال:

وإنّي لتعروني لذكراك هزّة

 كما انتفض العصفور بلّله القطر

واسترسل في عمق رؤاه للصورة في نفس العاشق النبيل، حتى جعل راحة يد المرأة تتصل إلى مرحة التقديس، والنماء حتى جعله الناقدون من أول الأفراد، وأجودهم في وصف غزلية المرأة، وإعطائها بعدا إنسانيا خلاقا سابقا النظرة المتطورة للمرأة:

تكــاد يـدي تندى إذا ما لـــمستها

 وينبت في أطرافها الورق النضر

فلمسة عاشق محب كلف، ليد محبوبته، باعثة في يده الحياة، والنماء، والتألّه، وقد حازت المرأة حسب نقاد، في بيته السابق إلى أول مرحلة من مراحل القيمة المتطورة لمنزلة المرأة في الحياة.

وبهذا السرد اللغوي، وبيان المعاني يتضح الخيال والصورة بعلاقة وطيدة، لا يستغني أحدهما عن الآخر، في رسم بعد الصورة الفني كعلاقة الجسد والروح، حيث يتجلى الخيال بالملكة، التي تنشئ الصورة، ولعنا نعجب في استحداث خيال وصورة لشاعر أعمى في خلقه لمنظر أخّاذ، غبر استخدامه خيالا وصورة، لم يرهما، ولم يدرك ماهيتهما، مثل شاعر مبصر ربما، وهذا الأعمى التطيلي في وصف الليل:

والصبح في الظلماء سقط في فحم

تـنـسـلّ عـنـه تـارة، وتـلـتـئـم

فهو لم ير الليل، ولا الفحم والنهار، لكنه عبر عنهما بخيال مبصر، بل إدراكه الشديد جعله يدرك الماديات في الطبيعة، ويصورها بصورة فنية جميلة اللفظ والمعنى

لكننا وفي معرض الحديث عن بنية الخيال، وأساسه في بنية الصورة الفنية، نجد ذلك المعنى المقدس في كلام الله تعالى، حين يصور الخيال الفني في رسم أبعاد الصورة الفنية، واستخدامه لمفهوم التشبيهات، والاستعارات في بيان اللفظ والمعنى، وعمق التركيب في خلق الصورة المبدعة، حتى تلهب النفس، ويستحلي اللسان عذوبة اللفظ، وهو ما يعرف بالبلاغة: الصورة المركبة، فهي خلق صورة عن صورة، بتشبيهات عديدة، وبخيال مطرد، لما يريد الوضوح في قوة التعبير، وإجادة المحسنات البيانية واللفظية:” يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ ۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ”

فهنا خطف البرق بالأبصار، ثم السير والمشي، ثم الإضاءة والرؤيا، ثم الظلام والضلال، ثم تركهم فيما كانوا يعملون، هذه الصور البلاغية في رسم الخوف، والقلق من هول الطبيعة، إذا ثارت، تجعلنا ندرك حقيقة الأمر الواقعي للخوف في صورة مركبة، بتشبيهات واستعارات متوالية ساحرة المنظر.

ويمكن أن نجمل القول في الصورة الفنية، أنها ترسم في منهج نفسي مثار، عند خالق العمل الفني، يرفده خيال واسع دقيق مرسوم ببعد رمزي، في أغلب الأحيان، متشابك ليقدم لنا المنهج الفني المبدع، الذي يجعلنا مضطرين للوقوف على شخصية الكاتب من الداخل، والخارج حتى نكون أقرب من التعبير، والنقد، والبناء الفني لطبيعة أي عمل، بيننا مثار ومستحدث، وفق أصول العمل الأدبي في أنواعه كلّها.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle