تكاليف معيشية صعبة يواجهِها الأهالي في شهر رمضان

الدرباسية/ نيرودا كرد –

---

استقبل أهالي إقليم شمال وشرق سوريا رمضان هذا العام بمزيد من التخوّف والحيرة، والسبب في ذلك يعود إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع القدرة الشرائية لليرة السوريّة.

تتسارع وتيرة تراجع القوة الشرائية للعملة السوريّة بشكلٍ مستمر، حيث أن أسعار المواد والسلع الأساسية، لا سيما المواد الغذائية لا تتطابق على مدى يومين متتالين، فضلاً عن تفاوت الأسعار بين محل وآخر قد لا يفصل بينهما عدة أمتار.

وإذا ما كان المواطن قادر على تدبّر أمره في الأيام الطبيعية، بحيث يضبط مصاريفه وعائلته بما يتماشى مع دخله المحدود، إلا أنه خلال شهر رمضان يفقد القدرة كلياً على هذا الضبط، والسبب في ذلك يعود إلى الطقوس الرمضانية الشائعة في مجتمعاتنا والتي من الصعب التخلي عنها، ما يعني مزيداً من التكاليف والأعباء.

تكاليف المعيشة بين رمضان 2023 و2024

وقد شهدت الأسواق ارتفاعات فاقت عدة أضعاف بين رمضان الحالي ورمضان العام الماضي، فبحسب بعض الإحصائيات الاقتصادية، بلغ وسطي تكاليف المعيشة في عام 2023 حوالي أربعة ملايين ليرة سوريّة، في حين يستقبل الأهالي رمضان لهذا العام بوسطي تكاليف المعيشة يفوق 12مليون ليرة سوريّة، في ظل ارتفاعات تثقل كاهل المواطن، في ظل بقاء الأجور الرسمية مختلفة عن هذا الحد بأضعاف هي الأخرى.

هذا الارتفاع الجنوني خلال الفترة الممتدة بين رمضان العام الماضي ورمضان هذا العام، سببه الأساسي يكمن في تراجع قيمة الليرة السوريّة أمام الدولار الأمريكي ما يتسبب بفقدان القدرة الشرائية للمواطن. في حين هناك عوامل أخرى تلعب الدور السلبي في معيشة المواطنين، ومن ضمنها استغلال واحتكار بعض التجار للمواد الضرورية للمواطن، تمهيداً لاحتكار سعرها وبيعها بأعلى سعر ممكن، بالإضافة إلى ذلك، عدم التزام التجار بالتسعيرات التموينية، الأمر الذي يؤدي إلى تفاوتٍ في سعر ذات السلعة بين محل وآخر قد لا يفصل بينهما سوى عدة أمتار.

المطلوب دور تمويني أقوى

في ظل هذا المشهد، ومع ملاحظة فلتان الأسعار بشكلٍ غير معقول، يظهر للعيان بأن دور شُعب التموين في المدن والنواحي يكاد يقترب من الصفر، لا سيما وأن هذه الشُعب، وبالرغم من جولاتها المستمرة على الأسواق، لم تقوى بعد على ضبط أسعار السوق، في حين، لم تنجح في محاربة استغلال التجار واحتكارهم للسلع النادرة في السوق.

لهذا السبب، التقت صحيفتنا مع الإداري في شبعة التموين بناحية الدرباسية “آرام معو” حيث أشار في بداية حديثه إلى: “تستمر جولاتنا التموينية على أسواق ناحية الدرباسية، حيث نقوم بشكلٍ يومي بتشكيل فريقين، فريق لمراقبة أسواق المدينة، والفريق الآخر لمراقبة أسواق القرى التابعة لناحية الدرباسية”.

وأضاف: “أثناء هذه الجولات نقوم بمراقبة مدى التزام الأسواق بالأسعار المحددة من قبل التموين، كذلك نقوم بالتعاون مع لجان الصحة، بمراقبة محلات المأكولات، كالمطاعم ومحلات بيع اللحوم والفروج ومحلات بيع الحلويات، وذلك للتأكد من نظافتها وسلامة المأكولات التي تُباع فيها، حيث نقوم بتنظيم ضبوط بكل من يرتكب مخالفة ما”.

أساليب المخالفة

وتابع: “نقوم بتغريم المخالف بمبلغ مادي، وفي حال تكرار المخالفة تُضاعف الغرامة، وأثناء تكرارها للمرة الثالثة يتم تشميع المحل، أما بالنسبة لبعض التجار اللذين يقومون بإضافة مبلغ الغرامة إلى سعر المواد، فنحصل منه على تعهد خطي بعدم القيام بهذه الإجراءات، إنما في حالة التكرار نقوم بتشميع المحل وسحب رخصة مزاولة المهنة”.

وزاد: “شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان أزمة بما يخص مادة الفروج في المدينة، وقد أغلق أصحاب المحلات محلاتهم مطالبين برفع تسعيرة الفروج، قمنا بالتدخّل وإرغام المحلات على فتح محالهم، كما حددنا سعر الكيلو غرام الواحد من الفروج بـ28600 ليرة سوريّة. وكذلك الأمر مع الخضروات، فقد كان هناك فلتان وتفاوت في تسعيرة الخضروات، قمنا أيضاً بضبط هذا الأمر، من خلال مراقبة سعر الخضار من مكان المنشأ، وحتى الوصول إلى محل البيع المفرق، وبذلك نضمن عدم التلاعب بالأسعار”.

تعاون المواطن ضرورة

الإداري في شبعة التموين بناحية الدرباسية “آرام معو” أنهى حديثه: “إن طبيعة عملنا تتطلب تعاوناً وثيقاً من قبل المواطن مع شُعب التموين، بحيث يقوم المواطن بتقديم شكواه حيال أي تاجر يقوم بالمخالفة، لا سيما وأن عاملي التموين باتوا معروفين للتجار، حيث يقومون بتعديل كل المخالفات مع وصول دوريات التموين إلى الأسواق، لذلك يتعيّن على المواطن التعاون مع التموين في هذا الخصوص، ولكن مع الأسف، الشكاوى التي تصِلنا بهذا الخصوص قليلة جداً، بالرغم من تذمّر الجميع من ظاهرة فلتان الأسعار”.