تسعى جاهدةً لصقل مواهبها وتحقيق حلم والدها الشهيد..

بينت الطفلة بروجيستا بأن الهدف من ممارستها لمواهبها الفنية وإيصالها للعالم هو تحقيق حلم والدها الشهيد, مؤكدةً أنها تبذل قصارى جهدها لصقل مواهبها بالتزامن مع متابعة دراستها لتصبح محامية كما أرادها والدها.

أطلقت الطفلة بروجيستا بدرخان جيجان من مدينة كوباني العنان لنفسها في طريق الفن، من خلال غنائها وعزفها على آلة “الطنبور”, دامجةً إحساسها المرهف وحبها لإيصال صوتها وموهبتها للعالم.

لاقت التشجيع من والدها

بدأت بروجيستا ممارسة هوياتها منذ الصغر, ولاقت التشجيع من والدها, إذ أنها تسعى جاهدةً لصقل مواهبها من خلال التدريب المستمر لتحقيق حلم والدها الشهيد.

وأشارت بروجيستا أنها اكتشفت موهبتها في العزف والغناء وهي في سن التاسعة, وقد شاركت للمرة الأولى في فعاليات التي أقيمت في المدرسة من خلال تقديمها لعدد من الأغاني, وأما مشاركتها الثانية كان في مجال العزف.

وشاركت بروجيستا ضمن مهرجان للأطفال أقيم في المركز الثقافي في مدينة كوباني عام 2019م، وقدمت فقرة فنية مع رفاقها تضمنت العزف والغناء.

وعن مشاركتها ضمن مهرجان الأطفال, نوهت بروجيستا لوكالة JIN NEWS: “شعرت بالخوف والخجل، لأنها كانت المرة الأولى التي أقف على خشبة المسرح وأمام الحضور, لكنني اجتزت هذه الحالة وامتلكت الجرأة والشجاعة أكثر فيما بعد”.

ترعرعت الطفلة بروجيستا البالغة من العمر الـ13 عاماً ضمن كنف عائلة وطنية, وهي أخت لثلاث أشقاء يصغرونها سناً, وهي الآن في المرحلة الأولى الإعدادية.

“لكل فنان أسلوبه وطريقته”

وتابعت بروجيستا حديثها قائلةً: “الفنان عندما يغني أو يعزف يعبر عما يختلجه من أحاسيس وعواطف, وهذه الأحاسيس الصادقة تترك انطباعاً كبيراً في آذان كل السامعين لقدرتها الوصول للأعماق وملامستها, ولكل فنان أسلوبه وطريقته الخاصة في إيصال فكرته, وكل أغنية لها مضمونها التي تعبر عن حالة معينة”.

وبينت بروجيستا بالقول: “أستمع بشكل متواصل لعدد من الآلات الموسيقية “البيانو، الغيتار، الكمان، بالإضافة لآلة الطنبور” التي أتقنها وأمارسها, وأسمع لجميع الأغاني والموسيقى الكردية التراثية القديمة والعالمية، حتى أنمي مواهبي بشكل أكبر، وتأثرت بالفنان رشيد صوفي وفنه كثيراً، وهو الذي كان يدربني على مواهبي وأشرف عليها، وأحب الاستماع لأغانيه دائماً لأنها تجذبني في مضمونها وشكلها الفني”.

وتلقت بروجيستا عدد من التدريبات لترسيخ مواهبها وتنميتها، وهذا ساعدها في تطوير ذاتها بشكل أوسع، وانضمت للتدريب في بداية بروز مواهبها لمدة ثلاثة أشهر على يد مختص في مجال الموسيقا، وفيما التحقت بتدريب لدى الفنان رشيد صوفي لثلاثة أشهر أيضاً، وتدربت بعد ذلك لمدة ثمانية أشهر وأشرف على تدريبها الفنان أحمد دالي، ثم ذهبت إلى مركز الثقافة والفن لتواصل تدريبها لدى مدربتها استريفان لمدة عام.

تسعى لمواصلة وصية والدها..

وعن سبب توقفها عن الغناء والعزف, أردفت بروجيستا قائلةً: “ابتعدت عن ممارسة مواهبي فترة من الزمن بعد استشهاد والدي, فغيابه عني أثّر بشكل كبير على حياتي, لكنني عندما أتذكر وصيته بإتمام ممارستي لهواياتي فأنني استجمع قواي وإرادتي لمواجهة الآلام وتحويلها إلى قوة لمواصلة ما كان يتمناه والدي”.

وقالت بروجيستا:” ساندتني والدتي وشجعتني على تخطي تلك المرحلة وكانت ملهمتي ومصدر قوتي وعزيمتي, حتى قررت العودة مرة أخرى لممارسة مواهبي والاستمرار بتلقي تدريباتي, وعندما كنت أصعد على المسرح كان يراودني إحساس بأن والدي جالس مع الحضور ويستمع إلي ويفتخر بي”.

واستشهد والد الطفلة بروجيستا ” بدر خان جيجان” بتاريخ 28 حزيران 2018م في الرقة.

إطلاق العنان لمواهبهم 

وحول تنظيم وقتها بين ممارسة مواهبها وتعليمها, تطرقت بروجيستا بالقول: “كنت أواجه في البداية صعوبة في تنظيم وقتي بين ممارسة هواياتي ودراستي, لكن مع مرور الوقت تمكنت من تنظيم ذلك وحددت وقتاً للتدريب لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم لهواياتي, وعدم إهمال واجباتي الدراسية”.

وعن أحلامها وطموحاتها نوهت بروجيستا: “أطمح بأن أحقق حلم والدي أن أدرس المحاماة, وأستمر في تطوير مواهبي ونفسي, وأدرب صوتي بشكل مستمر لأتمكن من أداء اللون التراثي الأصيل”.

ودعت بروجيستا في ختام حديثها كافة الأطفال الذين لديهم ميول ومواهب فنية أن يطلقوا العنان لمواهبهم وعدم كبتها والتغلب على الصعوبات التي تعيق طريقهم، وتحقيق طموحاتهم وآمالهم.