سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“تراب الأبد” للكاتب عامر فرسو.. تتألق في مدينة الإبداع والثقافة

عبد الله رحيل
لرائحة الصفصاف المنتشر على شواطئ الفرات الهادئ، نكهةُ الحياة، وسيرورة عشق الثقافة والفن، والفرات المُسرَّح بين أحضان مدينة الرقة، مدينة التاريخ والرشيد، وقد تلاطمت أطرافه بركام من الينبوت، والخَضِدِ، ويمده كل واد مترع لجب، في هذا الجمال المتواتر، احتضنت مدينة الثقافة والتاريخ، (الرقة) حدث مسابقة القصة القصيرة والشعر، حيث تعهّد مجلس الرقة المدني، ولجنة الثقافة والآثار، مسابقة الشعر، والقصة القصيرة، بتاريخ الخامس عشر من شهر حزيران المنصرم، والتي حملت اسم أديبين كبيرين من أدباء مدينة الرقة، وهما (الراحل إبراهيم الجرادي، والأستاذ إبراهيم الخليل)، والتي تعُدّ الأولى من نوعها، بعد تحرير مدينة الرقة.
ضمت المسابقة العديد من الشعراء، وكتاب القصة القصيرة، من دول عربية، وأجنبية عديدة، منها (سوريا، مصر، العراق، المغرب، الجزائر، لبنان، فرنسا، ألمانيا)، فوقع الاختيار على ستة نصوص شعرية، بالإضافة إلى ستة نصوص في القصة القصيرة، وتم تكريم الفائزين خلال فعالية اقامتها اللجنة المنظمة بتاريخ 26/ 7/2022م، وكان الفائزون في مجال الشعر هم: المركز الأول، خير الدين المرعي – الرقة، وبيان البيرقي – دمشق، والمركز الثاني، سعيد السراج – الرقة، وحسان الشمطي- الرقة، والمركز الثالث، ذياب الشيخ – الرقة، وعلي جمعة القعود – الحسكة.
كما تم تكريم الفائزين في مجال القصة القصيرة، وقد فاز بمسابقة القصة القصيرة ستة كتّاب، وهم:
المركز الأول، داوود الفريح – الحسكة، وعلى الكدرو – الرقة، والمركز الثاني، عامر فرسو – عامودا، ومحمد الرجب، والمركز الثالث، ماجدلين يوسف، ومحمد فخري الدرويش.
وبينما نحن في معرض الحديث عن الثقافة والفن، تربّع قاصٌّ شاب طموح، معتركَ الكلمة الرقيقة، والحدث الواقعي، فكان له نتاج قصصي، جميل الطرح، ورقيق الأسلوب، وصدق الكلمة، آخذاً من الحبكة الفنية للقصة منهلا واسعا في نجاح مجموعاته القصصية، فكان كاتب حكايا الواقعية بامتياز، وبلباقة طرحه الموضوعي، ذي التأصيل والإسقاط، الذي يمكن أن نطلق عليه التاريخي والواقعي، ونحن بصدد الحديث عن هذا القاص المُحنك في السرد، يجدر بنا الحديث عن ابن عامودا القاصّ عامر فرسو، حيث حصل على المركز الثاني لمسابقة القصة القصيرة، والتي أقيمت في مدينة الرقة، ولعل خير ما نقوم به، نشرنا لقصته الحاصلة على المركز الثاني، والمُعَنوَنة بـ”تراب الأبد”، والتي تعدُّ من الأساليب الفنية المبدعة لكتابة القصة القصيرة، وقد تم الإعلان عنها بتاريخ 26/7/2022في مدينة الرقة.

تراب الأبد
 
وهي تكابدُ ألمَ الجوع، أبعدت الصّحن المليء بطعامٍ، تَعَافه النفسُ، تُهمهم بسرّها: أموت جوعاً؛ ولا أتناول هذه الكتلة المقرفة من العجين؛ فمنذ ثلاثةَ عشرَ يومًا، وهم يناولونها الأكل في الصحن ذاته؛ دون أن يُنَظَّفَ لمرةٍ واحدةٍ، اليومَ قرّرتْ في نفسها، أن تَضِربَ عن الطّعام؛ حتى الموت، إلاّ أن ذلك الصوتَ النسائيَّ المطمئنَّ؛ أدخل البهجة إلى قلبها، حينما دفعت الباب بصريره الحادِّ، وهي تحمل طعاماً ساخناً، ملأت رائحتُه أرجاء تلك الغرفة الرَّطبة.
وأوضحت مذ دخولها، وهي تلتفت خلفها خائفةً: أنا أورشينا، ولست عائشة -كما ينادوني-… عزيزتي، سأسعى إلى تخليصك من الأسر، وأهربُ معك.
ظلت تولهدانُ ساكنةً، تسمع لها دون أيِّ ردّة فعلٍ.
فأضافت أورشينا: أنا اُعتقِلْتُ في الطّريق الدّوليّ، ما بين حلبَ، والحسكةِ، منذ أربعة أعوامٍ، ولكوني على علم بعبادات الإسلام لم يعتريهم شكٌّ؛ أنّي غيرُ مسلمة، وأنا من يومها اتخذت اسمَ عائشةَ، وبقيت أترقَّب اللحظة المناسبة للفرار منهم.
فتحدثت تولهلدان بشيءٍ من الحذر: وما شأني فيما ذكرتِ؟!
أورشينا -وهي تضع أمامها الصحن-: عزيزتي تناولي هذا الطَّعامَ… يجب أن نهربَ من هنا، وتكوني مستعدةً لذلك… أنا أعرف عنكنَّ الكثير، أنتنَّ نساء الكُرد المقاتلات.

قالت تولهلدان مستنكرةً: أنا لستُ مقاتلة.
فقاطعتها أورشينا: أرجوكِ … يجب أن تثقي بي … نعم، هم اعتقلوكِ دون سلاحٍ، ولكن في حوزتهم الكثير من صوركِ، وأنت كمقاتلة، وهاتفك مليءٌ بصور قتلاهم…. نعم من يكن في موقفك هذا؛ سوف تنكر أنها مقاتلة، ولكن هذا الأمرَ، ما عاد مفيدا لكِ … أقسم لك، إنّي أسعى لخلاصنا معًا، ولستُ منهم … أنا أورشينا من مدينة تل تمر، آشورية… آشورية، صدِّقيني.
ثم أضافت بشيء من الحزن والأسف: أنا سمعتُهم البارحة؛ أنَّهم سيرحِّلونَكِ إلى سجن آخرَ، وكانوا…
سكتت أورشينا عن الكلام، وأطرقت بنظرها…
تولهلدان تستفسر-وهي تضع أوّل لقمة أكل في فمها-: وكانوا ماذا…. لماذا سكتِّ؟
أورشينا -وهي تواري وجهها-وكانوا يتحدثون عن حكمكِ.
ظلّت تلك الّلقمة في فمها… امتقع وجه تولهلدان لحظةً، ثم ازدردتِ الُّلقمة -وهي تهزُّ رأسها-قالت: فليكن … مهما كان حكمُهُم.
أورشينا قالت متردّدةً: بعد نهارين؛ في مساء يوم الخميس، كالعادة، يتغيَّب أغلب هؤلاء القتلة، هذا ديدَنُهُم منذ أشهر … إن لم يتم ترحيلُك لحينها…. فأنا آتية؛ كي نهربَ بعيدًا…
ظلَّت تولهلدان، تتناول الطعام بتجهُّم، دون أن تنظرَ في عيني أورشينا، قالت: لم أثقْ يوما بالغرباء، ولكن أجد في نبرة صوتك الصِّدق كلَّه… ثمّ-وهي ترفع نظرها إليها -أضافت مبتسمة، اتفقنا أورشينا…
غادرت أورشينا -وهي ترسم في عتمة الرُّواق المفضي للخارج-باسم الأب، والابن، والروح القدس، وبصوت هامسٍ، ردَّدت: يا يسوع، اِبقِ تولهلدان يومين آخرين هنا، ويسرْ دربَ حرّيتنا….
غابت أورشينا في عتمة سجنها المفتوح الأبواب، بينما ظلّت تولهلدان قابعة في عتمة سجنها، تنظر نحو كوّةٍ ضيّقةٍ في أعلى جدار، لا تعرفُ على أية جهة مشرعة هي.
نامت مدينة الرقة ليلةً صامتةً؛ يتخلّلها أزيزُ بضعِ رصاصاتٍ، تشرخُ سكونَه المريب. في فجر اليوم التالي على غير العادة، صرَّ بابُ عتمة تولهلدان ببطء، فسَرَتْ معه قشعريرة تهزُّ أوصالها-وهي تفتح عينيها -لتجدَ أحدَ جنودِ داعش، يرفعها من كتفها، ويدفع بها نحو جندي آخر، يعصب عينيها في عُجالة.
ضعوها في سيارة مغلقة، وسمعت حديثَ أحدِهم، يتبجّح بقوّة دولة الإسلام في العراق والشام، وإنها ستحكم الأرضَ بأمر الله…
وهي ما تزال ترددُّ في نَفْسها كلامه “بأمر الله”، وتتساءل في سرِّها: أيُّ إلهٍ هذا، الذي يرضى، أن يكون مؤمنوه بوحشيّتكم… حتى سمعت صوتَ جنديِّ آخرَ، يأمر سائق السيارة بالتوقف.
معصوبة العينين، ومقيّدة الأطراف، أُنْزِلتْ من السيارة، وسِيقت إلى الموت، تلقّت دفعة؛ أوقعتها أرضاً، تُرِكتْ برهة، ووجها على أرض، كلّها حصى، دمعت عيناها؛ فأخفت وجعها بإباء، أطرافها تخدَّرت، فقاومت متكوّرة على نفسها؛ كي لا تتمددَ بجسدها على الأرض، شعرت بيد ثقيلة، تمسكها من كتفها، وتجلسها على ركبتيها، وأخرى تثبّتُ رأسها نحو صدرِها؛ حتى لامسه حنكُها المتعرّق، سمعت صليل السيف ينسحب من الغمد، تفصّد جبينها عرقًا، وارتعش قلبها لحظةً، حرّكت ركبتيها محاولةً التخلصَ من الوجع، الذي سببته حصاة صغيرة، فتلقّت لطمة على ظهرها سدتْ أنفاسها، حينها سمعت همهمة وصخبا للناس، عندما قال أحد الجند: قد أقبل الأمير.
توقفت الحافلة، التي تقلُّه عن صخب عجلات، فتعالى غبار في المكان ثمّ تبدّد، ريثما نزل من الباب الخلفي بلباسه الفضفاض الطويل، وعمامته السوداء، يرفع رأسه الأشمط، ولحيته تلامس أعلى صدره، أدار عينيه على الجمع، ثمّ رفع يُمناه، مع حركة شفتيه، التي لم يسمعها أحد، إلا أنهم ردّوا التحية، وعلت أصواتهم بالابتهالات، وبالدعاء.
اقترب أحد قرّاءِ ديوانِ المحكمة من الأمير، وهو يحمل صحيفة، فأومأَ له الأمير، بتلاوة عريضة جرمِها.
استدار القارئُ نحو العامّة، وبصوت جهوريٍّ، ذي بأس: يا أهل الرقة! يا أهل حاضرة دولة الإسلام…. بعد السلام على رسول الله، وعلى خليفته، وبأمر أمير الحاضرة، نتلو عليكم جرم هذه الكردية الكافرة، التي تيقنَ رجالُنا من خلال البحث، أن اسمَها تولهلدان، وليست فاطمةُ، كما ادّعت كذبًا، هذا بعد أن أنكرت بداية شخصِها، وادّعت، أنها ليست إلّا ممرضةً، تعمل مع الفرق الطبيّة، ولكن، قد وجد إخوانكم في لجنة التحقيق بحوزتها هاتفا مليئا بصور شهدائنا البررة، وصورا أخرى اُلتُقِطتْ لمواقع دفاعنا وتحصيناتنا… يا إخوان! إن دلّ هذا على شيء، فإنّما يدلُّ على كونها أيضا عيناً، تتجسّس لصالح العدو، تُقدّم له المعلومة، وتعينُه على محاربتنا، وكذلك تنشر ما يسيء إلى جنود الله؛ بغية أذيّة عزيمة ورسالة دولة الإسلام في رفع اسم الله ورسوله…. وعليه فإنّ أمير الحاضرة، وبحكم الله وشرعه، أمر بنحر المذنبة، وعلى الله توكلنا…
ارتفعت صيحاتهم الله أكبر…. الله أكبر… الله أكبر….
رفع الأمير يده عاليا، ثم وهو يشيرُ للسياف قال بصوت خافت: الله أكبر.
كانت تولهلدان حينها راكعة، وقد شدت بين أصابع يدها المقيدة خلف ظهرها، جديلتا شعرها كي لا تتدليا على طرفي رأسها نحو الأرض.
ارتفعت يد السياف، وبريق النصل ملأ فراغًا، صار مرمى النظرات الحاضرة كلّها، بينما تولهلدان ذات السبع والعشرين عاما، حبست أنفاسها، وبصعوبة بالغة استدرجت من قلبها صورة طفولتها، وهي تحلقُ عاليا بين يدي والدها؛ فتخطفها الأمُّ مبتسمة، لتركض بها في الأرجاء، ووالدها في إثرهم.
رسمت شمس صباح ذلك اليوم ظلًّا للسيف على بُعدِ بضعة أمتار من تولهلدان، إلا أن الظلّ خفت، وتلاشى، حينما تهاوت يد السياف كصاعقة عمياء، قطعت بدايةً جدائل شعرها، وغاص ليبتر الرأس بفاصل لا يقدر، إلا أن الدم في انبثاقه كان هو ميقاتَ الزمن، ومؤرخَه، فخضّبَ الجدائل قبل وقوعها خلف الجسد، وقبل أن يتدحرج الرأس بعيدا، ينغر بالدم، ويستقرّ في مواجهة وجه السيّاف، بعينين مفتوحتين، كأنهما تخاطبان زيفَ رجولته.
لم تكن صيحات، الله أكبر تصل مسمعها، فرأسها حُمِلَ، وأُلقيَ في خلفية الحافلة… غرز أحد الجنود عصا كرمح في الحنجرة المتدلية، ورفع الرأس المنحور، وجاس به شوارع المدينة، وصيحات الله أكبر تعلو، وتعلو…. اقتربت الحافلة من طرف نهر الفرات الشرقي، فأومأ الأمير إلى المقاتل برمي الرأس، والتخلّص منه، وبحركة مشمئزة من وجهه ألقى رأس تولهلدان في الفرات الأزرق…ليصبح لحدَها الدائم والمستمر، ارتفع الرأس عاليا، وارتطم بصفحة الماء، وغاص بين لؤلؤات ضوء الشمس المنعكسة على زرقة الماء، حتى توسدَ رمال القاع إلى الأبد.
أما جسد تولهلدان دون رأسها فقد صلب عند دوار النعيم وسط مدينة الرقة، تلفُّهُ من الخلف لافتةٌ صفراء مدونٌ عليها باللون الأحمر، “عدوّة الله وجاسوسة الكفرة”.
يمرُّ المارة وخطواتهم تخفسُ بهم، كأن الأرض تأبى صمتهم، ولكنها سطوة الخوف الرابط على أكتافهم، كرقيب على زلّة رحمة تفصح عن بياضها في عبرة عين أو تنهيدة نفس.
في ذاك النهار، انسحبت غيوم الصيف مع الشمس إلى أفولها، فبدا كلُّ ما في السماء مرتعشا، يموج مع شبح العتمة، وكأن نواميس الحياة تكشف حقيقة زيفها، كان مسرى الدم على الأرض، يرسم ظلا لجثة شابة، صارت، تُدعى الكافرةَ الكرديةَ عدوةَ الله؛ في حين أن اسم تولهلدان، ظل ملازما لرأسها في قاع الفرات، ليكون الفاصل بينهما بضعة فراسخ بمسافات الأرض، وسيرة مبتورة حسب مسافات الزمن.
في عتمة ليل تلك المدينة، ظهر من بين أنقاض الحرب، شبحُ امرأة أربعينية، وسارت بخطا حذرة، وعلى عجالة، تلقفت جدائل تولهلدان المُخَضَّبةِ بالدم، ودون النظر إلى جسدها المرفوع على صليب هذا العهد؛ أخفت تلك الجدائل في عباءتها، وسارت حتى توارت في بناء شبه مُهدَّم، وساكنٍ لا يكسر صمته سوى مواء قطة جريحة، علقت في مكان ما بين تلك الأنقاض.
وضعت أورشينا جدائل تولهلدان في حضنها، وشاركت فضاء ذلك المكان حزنها، وقبل أن ينبلج الفجر، حفرت حول بقايا جذع شجرة رمّان يابس، وزرعت جدائل شعر تولهلدان، وسوّت التراب من فوقها باسمة حزينة.
رفعت أورشينا نظرها صوب السماء، وبيد مخضّبة بالدم وبالتراب، خلعت تلك العباءة، وألقت بها جانبا، ثم تمدّدت مغمضة العينين، وهي تتوسّد جسد تولهلدان.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle