تدوير النفايات… ضرورة بيئيّة ومكاسب اقتصادية

الحسكة/ آية محمد –

أكد إداري معمل “كوبراتيف بهار” إن إعادة التدوير في السنوات الأخيرة أصبحت جزءاً رئيسياً من السياسة البيئية، لتجنّب الطرق البدائية في التخلّص من النفايات، لما يسببه تراكمها من تلوّث بيئي.

تعتبر النفايات الناتجة عن المخلّفات البشرية والصناعية والطبية من أشد عوامل تلوث البيئة، خصوصاً مع اتساع الرقعة التي تحتلها المكبات العشوائية في محيط المدينة، إلا أن هذا الخطر بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة مع بناء مراكز معالجة النفايات الصلبة.

ومن هذه المراكز “كوبراتيف بهار”، وهي إحدى التعاونيات التابعة لدائرة المشاريع المجتمعية والتعاونيات لإقليم شمال وشرق سوريا، متخصصة بأعمال إعادة تدوير النفايات بأنواعها مقرها في مدينة الحسكة.

وفي السياق التقت صحيفتنا “روناهي” إداري كوبراتيف بهار “صخر محمد ضامن” والذي أشار في بداية حديثه إلى: “إن تعاونية بهار تتكون من إدارة عامة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، لها ثلاثة مراكز متواجدة في كل من (الحسكة، الرقة، منبج)، فضلاً عن وجود لجنة متخصصة لمتابعة مراكز التجميع وتنظيمها وتنظيم فائض عمليات التصدير”.

الهدف من التأسيس

ولفت ضامن إلى أنه: “يعمل بعض الأشخاص من المجتمع في مجال جمع النفايات والعمل بالأعمال التي تنتجها هذه النفايات من أعمال التدوير والصهر وغيرها، وكان لابد من تنظيم هذه الأعمال لضمان حقوق هذه الفئة العاملة التي تعمل بهذه المجالات، وأيضاً منع احتكار هذه المواد بيد فئة قليلة تستغل جهد هؤلاء العمال، ومن هنا جاء تأسيس هذه التعاونية لتكون الناطق والحامي لهذه الفئة العاملة في هذا المجال وتكون عاملاً للمحافظة على البيئة من خلال تنظيم عمل المكبات”.

المواد القابلة لإعادة التدوير

وأردف ضامن: “تشمل المواد القابلة لإعادة التدوير أنواعاً عديدة من الورق والكرتون والمعادن والبلاستيك والإطارات والبطاريات والشوادر وغيرها من المواد القابلة للتحلل، ويتم فرزها وتنظيفها وإعادة معالجتها إلى مواد جديدة لتصنيع منتجات جديدة”.

وزاد ضامن أنه يوجد نوعان لإعادة التدوير وهي إعادة التدوير الداخلي، حيث يتم استخدام المواد والنفايات والمخلفات الناتجة عن عمليات التصنيع وإعادة تصنيعها واستخدامها في نفس العملية، وهي شائعة في صناعة المعادن.

وإعادة التدوير الخارجي، وهي استصلاح المواد من منتج تآكل وأصبح قديماً، كاستخدام الورق والكرتون القيّم لصناعة الكرتون الجديد أو غيرها من المنتجات الورقية.

وبيّن ضامن: “إن أكياس النايلون يتم حرقها وتذويبها وتصديرها للمعامل الخاصة، وكذلك الشوادر، أما الكرتون يتم جمعه وإرساله إلى معمل الكرتون “جيا ” في مدينة الحسكة، حيث يقوم المعمل بإعادة تدويره وإرساله للأسواق المحلية، أما المواد المعدنية مثل الألمنيوم القاسي والطري والنحاس الأصفر، يتم صهر المواد المعدنية ضمن المعامل المحلية التابعة للمركز ويتم تغطية احتياجات السوق المحلي ويصدّر الفائض للخارج”.

توفير الطاقة

وأوضح ضامن: “إن المنتجات المُصنعة من مواد مُعاد تدويرها تحتاج لطاقة أقل من صنعها من مواد خام جديدة، وفي كثير من الأحيان يكون هناك فرق كبير في الطاقة، على سبيل المثال عند تصنيع الألمنيوم من مواد قديمة كالعلب والرقائق المعاد تدويرها سيتم توفير 95% من الطاقة اللازمة لصناعته من صنعه من الصفر من مواد خام، وكذلك سيتم توفير 70% من الطاقة اللازمة لصناعة الفولاذ”.

ويستخدم صنع الورق من الورق المعاد تدويره طاقة أقل بنسبة 40% من صنعه من ألياف الخشب البكر.

الحد من انبعاث الكربون

فيما لفت إلى: “وبالنظر إلى إعادة التدوير تعني الحاجة إلى استخدام طاقة أقل في الحصول على مواد خام جديدة ومعالجتها، فذلك يعني انبعاثات كربونية أقل، إذ أن تقليل ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي أمر حيوي يساعد في الحد من تغير المناخ الكارثي”.

توفير فرص العمل

وأكد ضامن: “إن تأسيس كوبراتيف بهار خلق مئات فرص العمل للسكان من شباب ونساء ومُعيلي عائلات في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة، حيث يعمل ما يقارب خمسة آلاف وخمسمئة عامل/ة ضمن كوبراتيف بهار في إقليم شمال وشرق وسوريا، منهم ألف وثمانمائة عامل/ة في مركز مدينة الحسكة”.

منوهاً أن المركز يعطي هؤلاء العمال نسبة من أرباح الكوبراتيف كل ستة أشهر، إضافةً إلى الراتب الشهري الذي يتقاضوه، فضلاً عن توزيع سلل غذائية شهرية للعمال.

تعتمد برامج إعادة التدوير الناجحة على عدة عوامل، إذ يجب أن يكون هناك وعي عام بالمشاكل الناجمة عن التخلص من النفايات، ويجب أن يكون هناك طريقة فعالة وغير مكلفة لفصل المواد القابلة لإعادة التدوير وجمعها، ويجب أن يكون من الممكن اقتصادياً للصناعات استخدام وتسويق المواد المعاد تدويرها أيضاً.