الشدادي/ حسام الدخيل ـ
مع بداية موسم الحصاد في مناطق شمال وشرق سوريا، إنتاج مخيب للآمال في ريف الشدادي الشرقي جنوبي مدينة الحسكة، ومزارعون يتأملون تعويض الخسارة بالمحصول المروي.
مع بداية شهر حزيران، يتوجه المزارعون في الجزيرة السورية إلى أراضيهم، من أجل جني محصولي القمح والشعير الاستراتيجيين، وبالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا بشكل عام، فإن الحصاد في الجزيرة السورية يظل هاماً وحيوياً للاقتصاد والمجتمع المحلي، حيث يعتمد غالبية السكان على الزراعة كمصدر رزق لهم.
تبدأ فترة حصاد محصولي القمح والشعير في الجزيرة السورية من شهر حزيران/ يونيو، وتستمر حتى شهر أيلول/ سبتمبر، وتختلف مواعيد الحصاد حسب نوع الزراعة والمنطقة الجغرافية.
المزارع “صالح الحمد” المنحدر من قرية أم حجرة في ريف الشدادي الشرقي جنوبي مدينة الحسكة قال لروناهي: “بدأت حصاد محصولي القمح والشعير البعليين، أما المروي فيحتاج إلى خمسة عشر يوماً أخرى حتى يتم البدء بحصاده”.
“إنتاج الدونم البعلي قرابة40 كغ”
وتابع: “فيما يتعلق بإنتاج محصولي القمح والشعير البعليين، مخيب للآمال، حيث إن غالبية المزارعين، لم يحصل على تكاليف الزراعة، وآخرون أتلفت محاصيلهم بشكل كامل، وبلغ إنتاج الدونم الواحد البعلي قرابة الـ /40/ كغ فقط، لتأخر الأمطار، حيث تأثرت المنطقة بموجة جفاف قاسية، ولم تهطل الأمطار إلا بوقت متأخر، تقريباً مع بداية شهر آذار؛ ما تسبب بتراجع الإنتاج هذا الموسم”.
أما بخصوص الزراعة المروية، تأمل الحمد أن يتمكن المزارعون من تعويض خسارتهم في المحصول البعلي، توقع الحمد موسماً وفيراً، إذا لم تتأثر المنطقة بعامل جوي يتلف المزروعات، مثلما حصل في منطقتي تل براك، وتل تمر شمال الحسكة، حيث تأثرت المنطقة بمنخفض جوي ماطر مصحوب بحبات البرد، التي أثرت على حقول كبيرة مزروعة بمختلف أنواع المزروعات.
وعن سبب لجوء الأهالي في المنطقة إلى الزراعة البعلية، لفت الحمد إلى أن السبب يعود إلى التكلفة الباهظة التي تحتاجها الزراعة المروية، فضلاً عن قلة الدعم من قبل لجان الزراعة، وغلاء أسعار المحروقات في السوق السوداء، فوصل سعر اللتر الواحد من مادة المازوت اللازمة لتشغيل مضخات المياه، إلى 1500 ليرة سورية، فضلاً عن غلاء أسعار قطع الغيار الخاصة بالمحركات؛ ما يراكم على المزارع أعباء إضافية، بالإضافة إلى الفرق في سعر حراثة الأرض، حيث يصل سعر حرث الدونم الواحد المروي إلى أكثر من /40/ ألف ليرة سورية، كل هذه الأسباب جعلت الأهالي يلجؤون إلى الزراعة البعلية بدلاً من المروية.
التحديات التي تواجه الزراعة في المنطقة
وأكد الحمد، إن من أبرز التحديات التي تواجه الزراعة في الجزيرة السورية، الظروف الجوية القاسية، وغلاء أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية، والأضرار التي طالت البنية التحتية والزراعية في الجزيرة السورية، والتي بدورها أثرت بشكل كبير على الإنتاج الزراعي في المنطقة.
وأردف: “من الهام أن يتم دعم الفلاحين في الجزيرة السورية، وتوفير الموارد والأدوات اللازمة للحفاظ على الإنتاج الزراعي وتطويره، كما يجب توفير الدعم المالي والتقني لتطوير التقنيات الزراعية، وتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، فالمنطقة زراعية بامتياز، وتعتمد بنسبة كبيرة على الزراعة، لذلك يجب توفير الدعم المناسب للمزارعين، لتحقيق الإنتاج الزراعي المستدام وتحسين أوضاع الفلاحين والمجتمع المحلي بشكل عام”.
ويذكر إن الإدارة الذاتية سعرت القمح بـ /43/ سنتاً للكيلو الواحد من القمح، بينما سعرت كيلو الشعير بمبلغ /35/ سنتاً.
وتكفلت الإدارة الذاتية باستلام كامل محصول القمح من المزارعين، بينما امتنعت عن شراء محصول الشعير، وذكرت إن التسعيرة التي صدرت، لمنع استغلال الفلاحين من قبل التجار.
