قامشلو/ علي خضير-
عرس ثقافي سنوي تشهده قامشلو، مع انطلاق فعاليات معرض الكتاب السنوي، الذي أطلق عليه اسم الشهيد “هركول-حسين شاويش” وفي كل عام يزداد صدى الفعاليات، وتصبح أيام المعرض من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.
يعد المعرض قفزة نوعية وثقافية كبيرة للمنطقة، ويدعم الحراك الثقافي في شمال وشرق سوريا، وهو نافذة ثقافية نحو العالم، ويسعى للارتقاء والتطلع بثقافتنا في منطقتنا وثقافة البلدان والمدن الأخرى، وتتم من خلاله تبادل الثقافات والأفكار وبالتالي يتمكن المهتمون بالحراك الثقافي في معرض الكتاب، من التعرف على المطبوعات الحديثة، واقتناء المناسب منها، وتبادل وتلاقح الأفكار والثقافات.
تبادل الثقافة بين دول العالم رغم ظروف الحرب
شارك في المعرض 51 دار نشر ومكتبة، ومؤسسة ثقافية، ومراكز الأبحاث في شمال وشرق سوريا، ودمشق وحلب واللاذقية، والعراق، ومن باشور وباكور كردستان، ومصر وتركيا وبلجيكا وأوروبا، وضم المعرض 130 ألف كتاب، و13 ألف عنوان لكتب ثقافية وتاريخية وأدبية، وسياسية واجتماعية، وأقساماً لكتب الطفل والمرأة، وباللغات العربية والكردية (كرمانجية، صورانية وزازاكية) والإنكليزية والفرنسية.
انطلقت فعاليات الدورة السادسة لمعرض الشهيد هركول للكتاب، وبدعم من هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة يوم السبت 22 \10\2022 تحت شعار “الكتب ثروة العالم” وذلك في صالة زانا في مدينة قامشلو.
دار المدى ومكتبة فرويد في العراق، بغداد
وعلى هامش فعاليات اختتام المعرض، تحدث لنا “آزاد داوود” صاحب مكتبة مانيسا في ديرك، ووكيل عن دار المدى في العراق ووكيل عن مكتبة فرويد للكتب الإنجليزية في بغداد قائلا: “المعرض هو فرصة للقراء لاقتناء الإصدارات، والكتب الجديدة الصادرة من دور النشر، التي نحن وكلاء لها، وفيما يتعلق بالكتب الموجودة في المعرض هناك زيادة طفيفة عن السنة الماضية، تقدر بأربعة مؤسسات، أما فيما يتعلق باقتناء الكتب، فقد أصبحت أقل من السنة الماضية، رغم وجود تخفيضات كبيرة وحقيقية، حيث بلغت نسبة التخفيضات لشراء الكتب في بعض الأقسام 75%، والبعض الآخر إلى 35%، ووصلت قيمة بعض الكتب إلى 4000 ليرة سورية”.
تسهيلات قدمتها هيئة الثقافة تشجيعاً للزوار
وأضاف داوود: “نتيجة ارتفاع أسعار العملات مقارنةً بالليرة السورية، أصبح سعر الكتاب باهض الثمن، ومع ذلك نحن قمنا بتخفيضات لأسعار هذه الكتب من أجل تسهيل عملية اقتناء هذه الكتب، فمثلاً بلغ سعر الكتاب الكردي 20 ألف ل.س، أما الكتب العربية بلغ متوسط سعرها 30 ألف ل.س”.
وبالسياق ذاته تحدث “سليم يوسف” من العاملين في مكتبة أمارة حيث قال: “هذه هي المشاركة السادسة لنا في معرض الشهيد هركول، وهذه السنة شاركنا كوكلاء لعدة دور نشر حيث كنا وكلاء لعدة دور نشر، دار المتوسط، دار المعقدين، دار ورد، دار صفحات، والتنوع الثقافي، وهذه الدور هي من العراق، لبنان، تركيا، دمشق، شاركنا في المعرض بـ 5000 كتاب، و1500 عنوان”.
اقتراحات بدعم المعرض وتطويره لتسهيل عمليات اقتناء للكتب
وبالسياق ذاته، تحدّث “لقمان يوسف” رئيس اتحاد كتّاب كردستان-سوريا، قائلاً: “فيما يتعلق بمعرض الشهيد هركول السادس، كان هناك فرق طفيف في زيادة الزائرين والمقتنيين للكتب في هذه السنة عن السنة الماضية، وذلك يعود لسبب وجود عوائق اقتصادية وأوضاع معيشية صعبة تؤثر سلباً على الزيارات، واقتناء الكتب، بالرغم من هذا كانت هناك تخفيضات لأسعار الكتب، وبنسب جيدة، وهناك المئات من العناوين، التي عُرضت في المعرض، وهذا الشيء ملفت بشكل جيد”.
ونوّه يوسف: “إنَّ موقع مكان المعرض، وبعده عن وسط المدينة كان سبباً أيضاً في قلة عدد الزائرين، وقد يلاقون صعوبة في الوصول إليه بسبب ارتفاع أجور المواصلات وبعده عن حركة أماكن الازدحام السكاني، لذلك نتمنى من الجهات المعنية إيجاد حل ونقل مركز المعرض إلى وسط المدينة”.
يوسف أضاف: “إذا استمر ارتباط أسعار الكتب بالدولار، سوف تكون هناك صعوبة في اقتناء الكتب بسبب ارتفاع الصرف مقارنةً بالليرة السورية، ولذلك نتمنى من الاتحادات والجهات المعنية دعم هذا المعرض أكثر؛ ليستمر بشكل جيد وتستمر عملية اقتناء الكتب بسهولة لدى الزوار وللوصول إلى الهدف المنشود”.
واختتم “يوسف” قائلاً: “هيئة الثقافة مشكورة لإصرارها على إقامة، واستمرارية هذا المعرض بالرغم من وجود صعوبات من النواحي كافة، سواءً الاقتصادية، أو السياسية أو الاجتماعية، فهذا الإصرار هو خدمة للثقافة وللإنسانية بشكل عام من نواحي الحياة”.
