بلدة الهجين… أصالة عربية

وكالة هوار –

على الضفة اليسرى لنهر الفرات في سوريا تقع بلدة هجين التي تتبع لمنطقة البو كمال في دير الزور، بلغ عدد سكان الناحية 97,870 نسمة حسب تعداد عام 2004م، ويحيط النهر بها من ثلاث جهات حيث تنتشر مزارعها وبيوتها على سهل فيضي ذي تربة لحقية كونتها ترسبات النهر.

تاريخ البلدة وطبيعتها

يعود تاريخ إعمار البلدة إلى ما يقارب 265 عاماً تقريباً, وتعود تسمية البلدة نسبة إلى سكانها الذين كانوا يمتازون بتربية الإبل سريعة العدو والتي تسمى بالهجن لذلك أطلق عليهم اسم “أهل الهجن” ومنها جاءت تسمية (هجين).

تميزت بلدة هجين بكثرة قطعان الغزلان والأرانب والحيوانات البرية فيها كونها أرض خضراء وخصبة، ووفيرة المياه العذبة لوقوعها على الضفة الشمالية لنهر الفرات, وتكثر فيها الأشجار وبخاصة أشجار الحور, والطرفة مما دفع الأهالي  للسكن والعيش فيها، كونها منطقة زراعية خصبة ويعمل معظم أهالي البلدة بالزراعة وبخاصة القطن والقمح, الشوندر السكري, الخضار, والأشجار المثمرة ومنها النخيل، كما يعمل قسم من السكان بتربية المواشي كالأغنام والأبقار.

موقع البلدة الاستراتيجي

تبعد بلدة هجين مسافة 110 كم من دير الزور وحوالي 35 كم عن مدينة البو كمال، تقدر مساحتها بحوالي250 كم2 دون القسم الصحراوي منها في حين تشكل مساحتها مع القسم الصحراوي حوالي 1250كم2. وهي مركز ناحية تضم عدة قرى ومزارع وهي, “غرانيج الشرقي والغربي, الكشكية, أبو حمام, البحرة, حوامه, وأبو الخاطر, أبو الحسن، وتحتضن البلدة عدة أحياء منها ” أحياء السوق, حي حوار, القلعة, العشرين, وترتبط بمدينة دير الزور بطريق يحاذي نهر الفرات وطريق آخر يربطها بمدينة البو كمال.

سكان بلدة الهجين

تعيش في بلدة هجين أكبر عشيرة عربية وهي عشيرة البو حردان، يعود نسبهم إلى قبيلة العُبيد وهم سكان مدينة كركوك أصلاً جاؤوا إلى سوريا إثر خلافات عائلية بينهم وبين عمومتهم, اضطرهم إلى ترك موطنهم حيث ساروا مع نهر الفرات وسكنوا هجين إلى يومهم هذا، “البو حردان” وهم فئة من قبيلة العبيد، جاؤوا من حويجة العبيد في العراق، إثر خلاف بينهم وبين أبناء عمومتهم، ومن صفاتهم الكرم والشجاعة، ويشكلون حالياً 60% من مجموع السكان القاطنين في المدينة.

“البو خاطر” يقال إنهم أبناء عمومة مع البو حردان كونهم أبناء قبيلة واحدة ويسكن هؤلاء أطراف الحي الأوسط من المدينة حالياً ويشكلون حوالي 13% من السكان. قبيلة الدميم؛ ويختلف نسبهم عن نسب القبائل الباقية، حيث ينحدرون من قبائل كانت تقطن الجزيرة العربية، ويسكنون الحي الغربي من المدينة ويشكلون 17% من السكان. “قبيلة البو هيازع” يسكنون الحي الشرقي وهم فخذ من قبيلة العبيد العراقية، معظمهم مهاجرون إلى دول الخليج، وتوجد نسبة كبيرة منهم في بلدة الرمادي، ويشكلون نحو 7% من نسبة السكان.

 “المختلطون” ولا تتجاوز نسبتهم 3% من السكان وهم من غير العرب (الكرد – التركمان) وجماعة من قبيلة “بني جحش” وهي من أصل عربي.

التعليم وثقافة أبناء المنطقة

يتميز أبناء بلدة الهجين بحصولهم على شهادات جامعية مختلفة، لارتباطهم بالتعليم والثقافة بشكل كبير مما جعل معظم أبناء المنطقة مثقفين وحاصلين على الشهادات الجامعية كالهندسة, والصيدلة والطب, وغيرها من الشهادات العلمية.

وبعد سيطرة مرتزقة داعش عليها خرج أغلب أبناء المنطقة الحاصلين على الشهادات الجامعية إلى الدول المجاورة كالخليج العربي, والعراق.

هجين وبداية الأزمة السورية

في بداية الأزمة السورية سيطرت المجموعات المسلحة التي تسمي نفسها بالـ “الجيش الحر” على بلدة الهجين بعد أن انسحبت منها قوات النظام السوري في أواخر عام 2013,  فقام الجيش الحر بتوريط الشبان والعوائل معهم من خلال إغرائهم بالمال الذي قاموا بسرقته من الشعب السوري, فبعد أشهر من السيطرة, وسرعان ما سلمت المدينة لمرتزقة داعش وانسحبوا منها، لترتكب الأخيرة فيها فظائع ومجازر، وأجبرت الشباب على الانضمام إلى صفوفها.

وبعد نداءات واستجاد من قبل السكان انطلقت حملة عاصفة الجزير نحو هجين التي باتت آخر مأوى وملاذ لمرتزقة داعش ليتم تحرير كامل المنطقة من شرها وجرائمها، وتنعم المنطقة بالأمان والحرية والسلام.