بدء استلام القمح في منبج

تقرير/ خضر الجاسم –

يعتبر محصول القمح من المحاصيل؛ التي تشهد رواجاً في سورية، وبخاصة في مناطق الشمال السوري. إذ تعد الصمام الرئيس لتلك المادة، وللكثير من المواطنين الذين يعتمدون على زراعتها، بوصفها تحقق دخلاً لهم، كما أنها تدخل في الصناعات التحويلية في الاقتصاد الحر، وتعد منبج من المناطق التي تزدهر فيها زراعة القمح لتوافر مقومات الزراعة فيها كالري الدائم؛ بسبب مرور نهر الفرات في أراضيها في ظل ضآلة سقوط الأمطار البعلية لهذا الموسم، إضافة للدعم الكبير الذي توليه الإدارة في منبج لهذا المحصول.

مركز جديد لاستلام القمح

في ظل التحضيرات المتواصلة؛ من لجنة الاقتصاد لاستلام محصول القمح لهذا العام افتتح مركز تطوير المجتمع الزراعي؛ الذي من شأنه تسهيل الإجراءات المتعلقة باستلام القمح عبر تجهيز الصوامع الموجودة في الريف إلى جانب المستودعات الخاصة بهذا الشأن، إذ سيستقبل المركز القمح (المشول، والدكمة)، من الأخوة الفلاحين، وذلك وفق ما أفاد به القائمون على المركز؛ فقد أعدوا العدة لتأمين المستلزمات الخاصة بالمركز كافة، وتجهيز الأجهزة المخبرية لذلك، وتبعاً لهذه الإجراءات فقد تم اعتماد لوائح أسعار لشراء القمح حسب المواصفات، وحسب الدرجات العددية للقمح.

جملة من الضوابط والأسعار

وبهدف الحفاظ على جودة المنتج الوطني؛ بالنسبة للأخوة الفلاحين، أصدر مركز المجتمع الزراعي جملة من الأسعار الخاصة بسعر محصول القمح، حيث حدد سعر شراء الدرجة الأولى منه بـ (175) ليرة سورية للكيلو الواحد، فيما يتراوح سعر القمح من الدرجة الجيدة بـ (173) ل.س للكيلو الواحد، وذلك بحسب جودة ونظافة القمح.
ونوه المركز إلى أنه سوف يشتري محصول القمح المعبّأ بأكياس خيش جديدة حصراً، باعتبار أن المركز قد زود مؤخراً الفلاحين؛ ممن يحملون الرخص الزراعية من الدرجة الأولى بأكياس خيش، وذلك بسعر (650) ل.س للكيس الواحد، وبالمقابل فإنَّ المركز بعد عملية الاستلام سوف يعيد للفلاح مبلغ (600) ل.س تكلفة الأكياس، الأمر الذي نجم عنه مساعدة الفلاح؛ في تخطي العقبات التي تحول دون تسويق منتج محصول القمح، كما حدد المركز الزراعي عدداً من الشروط لاستلام مادة القمح من الفلاحين من أهمها حيازة الفلاح على بطاقة دور بانتظام، إلى جانب بطاقة قبان يوثق فيها وزن، وكمية القمح الموجود، إضافة لكونه معبَّأ بأكياس خيش جديدة حصراً، ويعتبر عدم رفض القمح؛ من الشروط الهامة والمطلوبة لإتمام الإجراءات السابقة، ومن ثم تُحدد الدرجات عن طريق خبير تحليل أول، وثانٍ، وفق جدول مقاييس لشراء مادة القمح لعام 2018م بالنسبة للقمح بنوعيه الطري والقاسي.

جهاز لتحليل القمح الأول

بسبب رداءة القمح الحالي والمستخدم في صناعة الخبز، إضافة للشكاوى من قبل الأهالي استقدم المركز الزراعي جهازاً لتحليل جودة القمح؛ الذي يوفر تطوير وتحسين المستوى الفني للمادة القمح والطحين، وذلك عن طريق خبراء مؤهلين لذلك، كما تم جلب معدات وأجهزة لتحليل القمح والطحين ومن هذه الأجهزة (جهاز اللون) يتم من خلاله الكشف عن لون القمح في حال وجود نسبة من النخالة، وتعتبر جودته من (5 – 8) ومن (8 – 10) بنسبة ممتازة، وجهاز الوزن النوعي. إذ؛ يتم بوساطته الكشف عن جودة واستخراج الطحين، أما بالنسبة لجهاز قياس الرطوبة؛ فيعمل على كشف نسبة الماء المضاف إلى القمح، وفيما يخص جهاز الرماد يتم الكشف عن نسبة الغبار إلى جانب جهاز التحبيب وبه يتم الكشف عن نسبة تجانس الطحين حيث يقدم الجهاز المقاييس المعتمدة والواجب توافرها في مادة القمح.
منبج أمام عجلة تطوُّر للاقتصاد ليس في داخلها فحسب، بل في الشمال السوري ككل، لما لها من موقع استراتيجي، يساعدها على تأمين الاكتفاء الذاتي من مادة القمح في حين أن الكثير من المناطق التي تسيطر عليها تركيا تستورد تلك المادة، إيماناً من أن الاكتفاء الذاتي لا يكون إلا بتطوير منظومة اقتصادية خلاقة، وذلك ما تم إنجازه مؤخراً بافتتاح مركز تطوير المجتمع الزراعي.