بأدوات بسيطة ابتكرت أشكال مختلفة للزينة….

صنعت قمر محمد شرتوح على جدران منزلها المتواضع رسومات وأشغال يدوية, موضحةً بداية ممارستها فن الرسم والأشغال اليدوية، بدقة ومهارة بارعة وذوق رفيع, وكيفية الترويج لمنتجاتها وتعليم الشابات على هذه المهنة, مشيرةً إلى مشروع عملها الجديد الخاص بالأطفال.

تنحدر قمر شرتوح البالغة من العمر 23 عاماً من بلدة السلمية بحماة السورية، سكنت هي وعائلتها في مقاطعة قامشلو قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011م، وفي أواخر آذار عام 2020م انتقلت برفقة زوجها إلى مدينة الحسكة.

بدأت قمر العمل على الأشغال اليدوية في شهر شباط عام 2019م، بغرض التسلية وملء أوقات فراغها، إلا أنها وبسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة وسوء الوضع المعيشي عملت على تنمية موهبتها لتتخذها كمصدر رزق لها ولعائلتها.

استحسان الأصدقاء والمقربين

لاقت أعمالها ورسوماتها استحسان الأصدقاء والمقربين، خاصةً بعد أن شاهدوا إبداعها في تزيين غرفتها برسومات لأفلام الكرتون المصنوعة من ورق الفوم التي كانت قد استخدمته لأول مرة في أشغالها اليدوية.

وبدأت عائلتها بتشجيعها على تنمية موهبتها في العمل على الأشغال اليدوية وابتكار رسومات جديدة, وبذلك بدأت أعمالها تنتشر بين الأصدقاء، لتتلقى طلبات تدريجياً.

وأوضحت قمر شرتوح حول عملها بالقول: “أنشأتُ صفحة خاصة بي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم “ملاك للزينة” لأنشر كل ما هو جديد عبر صفحتي الخاصة من أشغال يدوية ورسومات، وأعلم الفتيات اللواتي تتواصلن معي عبر صفحتي كيفية العمل على الأشغال اليدوية، وكيفية تأمين المواد الخاصة بها”.

وما تزال قمر شرتوح مواظبة على نشر صور لأعمالها، كما أنها تقيم مسابقات على صفحتها، ليحصل الفائز على أحد أشغالها اليدوية مجاناً، وبذلك بدأت أعمالها تنتشر في معظم مدن وقرى مقاطعتي الحسكة وقامشلو.

العراقيل التي واجهتها؟

وعن العراقيل التي واجهتها في تأمين المواد الخاصة بأشغالها اليدوية، قالت قمر شرتوح لوكالة JIN NEWS: “في البداية لم أواجه أي عراقيل في تأمين المواد التي احتجتها في صنع الأشغال اليدوية سوى في تأمين أوارق الفوم “الإيفا” لعدم توافرها في مقاطعة قامشلو”.

وذكرت قمر بأنها تلاقي صعوبة كبيرة في تأمين المواد اللازمة في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب زيادة أجور الشحن.

قمر ترسل منتجاتها إلى قرى مدينتي الحسكة وقامشلو، عبر شركات النقل البري، إذ يتم الاتفاق بينها وبين مقدم الطلب.

لم تشارك قمر في المعارض الفنية أبداً وعوضاً عنها تعرض أعمالها على صحفتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

باستخدام أدوات بسيطة ابتكرت أشياء جديدة مختلفة كلياً عن سابقتها بحسب نوع الحفلة، حيث تصنع الزينة لحفلات أعياد الميلاد والحفلات من أجل المواليد الجدد بالإضافة إلى صنع علب ضيافة.

كما أنها تعمل على تزيين غرف الأطفال حديثي الولادة، وإلى جانب صنع الزينة تكتب قمر على الأواني البلورية والبورسلان الأبيض، وبهذا الخصوص قالت: “أكتب أيضاً على جدران المنازل وأزين الغرف، كما أنني أصنع باقات الأزهار، وعملت على صنع بعض المواد الترفيهية التعليمية للأطفال لمنظمة يونيسف، من ضمنها رسومات لأرقام وأحرف”.

الأدوات التي تستعملها

وتطرقت قمر خلال حديثها إلى الأدوات التي تستعملها في صنع الأشغال اليدوية، قائلةً: استخدم في معظم أشغالي اليدوية أوراق الفوم “الإيفا” الملون بنوعيه المطفي واللامع، كما أنني استخدم الورق المقوى، ومقصين الأول صغير والثاني كبير ذو تعرجات، بالإضافة إلى قلم رصاص ومسطرة لأستطيع الرسم بدقة”.

فيما تستخدم مادة السيليكون اللاصقة وآلة الشمع المصنع الكهربائية لجمع قطع الورق المقوى أو أوراق الفوم مع بعضها، وتزيين أشغالها بالبريق الملون وحبات اللؤلؤ.

ونوهت قمر إلى أنها تعتمد على قالب واحد كنموذج تسير وفقه في صناعة علب تغليف الضيافة، والتي تكون في معظمها على شكل ثياب عروس وعريس، مستغرقةً حوالي خمسة عشر دقيقة في العمل على كل علبة.

أما بالنسبة إلى الرسومات التي تستخدمها لتزيين غرف حديثي الولادة أفادت قمر: “يستغرق العمل على رسومات وأشغال يدوية لغرف الأطفال حديثي الولادة وقتاً يتراوح بين النصف ساعة أو ساعة كاملة”.

مشروع عمل جديد

وعن طريقة الكتابة على الأواني البلورية والبورسلان الأبيض فأنها تستخدم عيدان خشبية دقيقة الرأس تعرف بـ “النكاشة”، تقوم بغطسها قليلاً بالألوان المائية، لتبدأ بكتابة ما طلب منها على الأواني البلورية والبورسلان الأبيض.

واتخذت قمر من إبداعها في رسم شخصيات أفلام الكرتون، مصدر إلهام في تزيين غرفتها بأشغال يدوية على شكل تلك الشخصيات.

واختتمت قمر حديثها بالإشارة إلى مشروع عمل جديد ضمن قائمة أعمالها، وهو إنشاء دفاتر ترفيهية تعليمية، لشد انتباه الأطفال وتنمية ذكائهم بطريقة ترفيهية تعليمية بسيطة وجديدة.