انحسار ظاهرة القراءة في المجتمع

تقرير/ سارة جلود –

روناهي/ كركي لكي – ترتقي الأمم نحو الأمام بثقافتها وحضارتها, ويكون سلاحَها العلمُ والمعرفة، وللمضي نحو حياة أفضل ووطن مزدهر يأتي ذلك بالقراءة والمطالعة، حيث تتفتح عقلية الإنسان أمام آفاق التفكير والإبداع وتوسُّع مداركه، ويكتسب من العلم ذخيرة علمية يسخرها في حياته ويرتقي بها كما أن القراءة والمطالعة تعبير راقٍ يدل على نهضة الأمم وتقدمها، ولكن في الآونة الأخيرة ابتعد الناس عنها لأسباب شتى، فبعد أن كانت الكتب والصحف والمجلات خير صديق للقارئ والمثقف والمكتبات من معالم الحضارة، نرى أن المجتمع في الوقت الحاضر تلمَّسَ حجم التغييرات التي حدثت في العالم، وأصبح الناس يبتعدون شيئا فشيئاً عن القراءة والمطالعة، وأصبحت المكتبات خالية تشكو من قلة الزائرين، وحول تراجع وانحسار ظاهرة قلة الاهتمام بالقراءة أعددنا التقرير التالي:

التكنولوجيا وسلبياتها على القراءة

بعد انتشار التكنولوجيا والهواتف المحمولة الحديثة والشبكة العنكبوتية أبتعد الناس عن القراءة، وهذا ما أكدته لنا الإدارية للمكتبة العامة في مدينة الرميلان التابعة لمركز آرام ديكران للثقافة والفن كليشان مرعي، حيث قالت: «إن عدد الوافدين إلى المكتبة ضئيل جداً لأسباب عديدة منها انشغالهم بالانترنت، ووجود بديل عن القراءة في الكتب إلى القراءة من المصادر الإلكترونية فهذه المصادر فتحت آفاقا واسعة للناس، وأتاحت لهم السبل السهلة ليحصلوا على أي معلومة يريدونها بأسرع وقت، فالكثير من الناس يدعون أنَّهم في عصر السرعة وأنَّ زمن الكتب الورقية قد ولَّى وانتهى»، وأكدت كليشان: «لكن القراءة الإلكترونية لها الكثير من السلبيات ومنها تأثيرها على عيني الإنسان والأضرار الكثيرة التي تلحقها بها، وأيضاً تمحو ثقافة القراءة الورقية من المجتمع»، وأضافت الإدارية للمكتبة العامة في مدينة الرميلان التابعة لمركز آرام ديكران للثقافة والفن كليشان مرعي: «صحيح أن المكتبة عددُ روادها قليل لكن يظلُّ هناك من يهتم بالمطالعة الورقية ويؤسفني قلة أعدادهم».

لماذا المكتبات خالية من الكتب؟!

وأثناء لقائنا مع بعض أصحاب المكتبات في بلدة كركي لكي وضحوا أن الناس ابتعدوا عن شراء الكتب والطلب عليها قليل جداً لذلك أفرغوا المكتبات من الكتب، وأضافوا: «ويقتصر عملنا على بيع القرطاسية والأقلام واللوازم المدرسية»، وقال البعض: إنَّ سبب ابتعاد الناس عن القراءة هو نتيجة ظروف الحياة الصعبة التي عاشوها ولا زالوا، وأوضح آخرون أنَّهم لا يعتبرون القراءة ضرورة، بل يعتبروها نوعاً من الكماليات والرفاهية فهناك أشياء أولى كاللباس والأكل والتعليم العام.

الحلول لهذه الظاهرة السلبية

يجب أن تكون هناك حملات توعية للتعريف بأهمية القراءة، وفتح معارض للكتاب حيث أنَّها ستضمن تقدُّم أبناء هذه الأمة، وتزيد وعيهم وهذا من شأنه أن ينعكس على الواقع ويُخفِّف من حدة المشاكل الاجتماعية والسياسية التي نعاني منها، فالوعي والثقافة يجعلان من الأوطان قادرة على مواجهة الصعاب كافة، بعكس الجهل وقلة المعرفة حيث تخلق مشاكل اجتماعية شبيهة بالأمراض المستعصية.