دجوار أحمد آغا_
ليس بخافٍ على أحد أن نساء مرتزقة داعش، لا تزال تابعة لهذا الفكر المتطرف، وهنّ يعتنقنه اعتقاداً منهنّ أنه طريق الإسلام الحقيقي وفق شريعة الله، وهنّ بذلك عقائديات ويَقُمْنَ بتربية أطفالهنّ على هذا النهج، وهذا المنطلق، ومن خلال زيارة قصيرة منذ فترة ليست بالبعيدة إلى مخيم الهول، برفقة وفد إعلامي من صحيفتنا “روناهي”، ولدى محاولة أحد صُحُفيينا التجول في سوق المخيم، شاهد بأم عينه، هؤلاء الأطفال يهددونه بالقتل من خلال حركات اليد، ووضعها على الرقبة، في إشارة إلى الذبح بهذه الطريقة البشعة، التي استخدمها مرتزقة داعش إلى جانب الأساليب الوحشية الأخرى من حرق، وتعذيب، وغيرها.
إذا فإن هؤلاء الأطفال مشبعون بروح انتقامية لما جرى لآبائهم، وأمهاتهم، وهنّ يُنَشِّئْنَ على هذا المنوال، كما كانوا أيام ما سموها “الدولة الإسلامية في العراق والشام” حيث كانت لهم تسمية “أشبال الخلافة”، يُذكر أنه في آذار الماضي قامت الإعلامية رولا الخطيب موفدة قناة العربية والحدث إلى مخيم الهول، حيث استقبلها أطفال المرتزقة بعبارات أنت كافرة، ورشقوها بالحجارة، ورفضوا التحدث إليها، وهذا وإن دل على شيء، إنما يدل على حقيقة التربية والتنشئة العقائدية، التي تقوم بها نساء المرتزقة بتعليم أطفالهنّ وتعريفهم بها.
وفي الآونة الأخيرة وعلى وجه الخصوص في الأحداث التي جرت بحي غويران بالحسكة والهجوم الانتحاري، الذي نفذته الخلايا النائمة لمرتزقة داعش خارج أسوار سجن الصناعية، إلى جانب الاستعصاء الذي نفذه المرتزقة السجناء داخل السجن، والاستيلاء عليه ورد الفعل الفوري، والحازم، الذي قامت به قوى الأمن الداخلي (الأسايش) بكافة بصنوفها كافة من (عمليات، HAT ،النجدة وغيرها) وبمؤازرة من قوات مكافحة الإرهاب YATلدى قوات سوريا الديمقراطية، والكوماندوس، وبالتنسيق عالي المستوى مع قوات التحالف الدولي، حيث أفشلت هذه المؤامرة الكبيرة، التي كانت تستهدف وجود الإدارة الذاتية من خلال إعادة إحياء داعش وسيطرتهم على مناطق الحسكة، والشدادي، والهول، وبالتالي دفع تركيا الى اجتياح المنطقة بالتنسيق مع الروس، والنظام، وإنهاء وجود الإدارة الذاتية، في خضم هذه الاحداث الدراماتيكية والمتسارعة، واستشهاد العشرات من خيرة أبناء، وبنات روج آفا وشمال وشرق سوريا، ظهرت تصريحات غريبة لمنظمة اليونيسيف هذه المنظمة الأممية، والتي مهمتها الحفاظ على حقوق الطفل، وحمايته من الاعتداء بأي شكل من الأشكال، إذ صرحت المنظمة، وأبدت قلقها حول مصير حوالي 850 طفلاً في سجن الأحداث الإصلاحي القريب من سجن الصناعة الخطر، حيث طالبت الإدارة الذاتية بإطلاق سراح هؤلاء الأطفال وإعادتهم لبلدانهم الأصلية، لكنها لم تتطرق إلى التقارير الإعلامية، التي أكدت أن مرتزقة داعش الإرهابي اتخذوا من 700 طفل من سجن الأحداث، رهائن لوقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية نحو البناء المركزي لسجن الصناعة في الحسكة.
وأبدى ممثل اليونيسيف في سوريا “فيكتور نيلوند” مخاوفه من تعرض الأطفال للأذى في وقت تستمر المعارك، والتي قد تمتد لسجون أخرى وداخل المخيمات والمجتمعات المحلية.
وأضاف نيلوند أن الأطفال في سجن الأحداث بغويران، هم أطفال ولهم الحق في الحصول على الإجراءات العادلة والتصالحية، ودعا الإدارة الذاتية لإطلاق سراحهم.
يشار إلى أن هؤلاء الأطفال كانوا متواجدين في أقسام منفصلة عن مراكز الاعتقال الخاصة بعناصر داعش؛ وذلك بهدف إعادة تأهيلهم من الفكر المتطرف، بحسب بيان صدر عن قوات سوريا الديمقراطية بهذا الخصوص.
هنا نوجه السؤال لليونيسيف: تُرى أين كانت اليونيسف مما جرى لمحمد ذاك الطفل من سري كانية الجريحة، والذي تعرض لسلاح محرم دولياً، السلاح الكيماوي، الذي سبب جروحاً وحروقاً كبيرة على جسده الغض الطري؟ والذي انتشرت صوره على صدر صفحات وسائل الإعلام المحلية، والإقليمية والعالمية، أين كانت اليونيسف؟ وماذا كان رد فعلها حيال ذلك؟ وهل أبدت قلقها تجاه ما تعرض له محمد وأقرانه من أطفال سري كانية، وكري سبي/ تل أبيض وقبلهم أطفال عفرين؟ أم أن أطفال المرتزقة من جنسيات أوروبية، “على رأسهم ريشة”، كما يُقال بالعامية! ثم ماذا قدمت اليونيسف للطفل عبدو، الذي فقد ساقه في القصف الهمجي من جانب المسيرات التركية في كوباني، وهو الذي كان يلهو ويلعب مع رفاقه ؟! عبدو لم يطلب المستحيل بل طلب ساقه لكي يلعب من جديد مع أقرانه، وقال لستُ إرهابياً، أين كانت اليونيسيف وقتها؟!
من حقنا أن نطالب هذه المنظمة الأممية بالحفاظ على حقوق أطفالنا، وحمايتهم من الاعتداءات المتكررة من جانب العدو التركي المحتل، ومرتزقته، وأن يتم توجيه الاتهام الواضح، والصريح لمن يدعم الإرهاب، وقتل الأطفال، ومن يعمل ويكافح من أجل السلام وإرادة الشعوب الحرة وحماية حقوق الطفل.
