النهج التّدميريُّ للمحتل التركي مستمرٌّ بحقِّ السّورييّن والمجتمعُ الدوليُّ مُتفرِّجٌ

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

تسبب الاحتلال التركي ومرتزقته، بأضرار بشرية ومادية جسيمة، مع استمرار عملياته العدوانية التي تكررت، وبشكل مستمر منذ احتلاله لمناطق شمال وشرق سوريا، في التاسع من تشرين الأول 2019، وبالرغم من مناشدات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المتكررة، ومن المعنيين في الإدارات الذاتية والمدنية، غير أن المحتل ماضٍ بسياسته التدميرية والعدوانية، مقابل المقاومة الأسطورية لشعوب المنطقة، وقوات سوريا الديمقراطية لوقف الهجمات، وردع المحتل. 

وبذلك سببت آلة الحرب التركية تدمير المئات من البيوت والقرى، وحصد أرواح المدنيين منذ دخولها عسكرياً الأراضي السورية، ابتداءً من جرابلس، والباب، وأعزاز، وعفرين، ووصولاً الى العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، في التاسع عشر من شهر تشرين الأول من العام 2019، وقيامه بتهجير الآلاف من السوريين، الذين باتوا يُعانون من مرارة التهجير، وفقدان بيوتهم وأرزاقهم، وممتلكاتهم نتيجة ذلك.

المدنيّون العُزَّلُ ضحيَّةُ العدوانِ التّركيِّ

فيما يتكرر تعرض منازل المدنيين للاستهداف المباشر بشكل شبه يومي، من قبل الجيش التركي المحتل والمرتزقة، التابعين له في مناطق مقاطعة كري سبي، وناحية عين عيسى ومركزها، حيث طال القصف عدداً من القرى المحاذية لخطوط التماس كـ (الجهبل ـ صيدا ـ معلق ـ الحدريات ـ فاطسة ـ مشرفة عين عيسى وصوامعها)، وقرى ناحية عين عيسى الشمالية الغربية ( الهوشان ـ الخالدية ـ الدبس ـ استراحة الصقر ـ كازية عاصم)، بالإضافة الى قرى الريف الغربي، التابعة لمقاطعة تل أبيض/ كري سبي ( الجرن ـ بير عرب ـ زنار ـ كور حسن…. وغيرها)، ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين، وتدمير المزيد من البيوت، وتعرض ممتلكاتهم وأرزاقهم للاستهداف المباشر.

ويعمد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، على قصف البلدات والقرى الواقعة على خطوط التّماس، بهدف بث الذعر بين المدنيين، ودفعهم إلى الهجرة منها، متسببة بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وسبّب هذا القصف خسائر كبيرة في أرواح المدنيين من نساء، وأطفال، وشيوخ، وصلت إلى40 مدنياً، بين شهيد وجريح، من ضمنهم عائلة المواطن (زيد خلف العيسى)، والمواطن عبد المجيد العوض، الذين قضوا في مجازر ارتكبها المحتل في قرية ” الصفاوية، والحدريات، واضافة لذلك ارتكب المحتل مجزرتين في قرية الدبس” وهذه القرى كلها، تتبع لناحية عين عيسى التابعة، لمقاطعة كري سبي.

سياسةُ تدميرٍ ممنهجةٌ والضامنُ صامتٌ 

ووثق مركز توثيق الانتهاكات في مناطق شمال وشرق سوريا، سقوط عدد من الأطفال، والمدنيين، ضحايا القصف الهمجي في محيط قرية أبو صرة، التابعة لناحية عين عيسى وهم (عدي إسماعيل الأحمد ـ محمد علي الأحمد ـ مصطفى صالح الأحمد ـ مؤيد علي الأحمد)، فيما استشهد الطفل حاتم الزيدان في شهر تشرين الأول 2020 على الفور، نتيجة قذيفة مدفعية أطلقها المحتل التركي، ومرتزقته على ناحية عين عيسى.

ويستمر القصف التركي على ريف المقاطعة، وأطراف ناحية عين عيسى على مرأى ومسمع “الضامن الروسي”، الذي نشر قواته على طول خطوط التّماس مع العدو التركي، وعلى الطريق الدولي M4 بموجب مقررات اجتماع سوتشي في 22 من شهر تشرين الأول من العام 2019، التي ألزمت الجانب الروسي بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، وحماية المدنيين.

مسؤوليَّةُ المجتمع الدوليِّ في التحركُ لوقفِ الاعتداءاتِ

وبهذا الصدد حذرت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة كري سبي، ليلى مشو من تداعيات استمرار القصف الهمجي، الذي تنتهجه الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها، بسقوط المزيد من المدنيين ضحايا هذه الممارسات العدوانية، والعمل على اتباع سياسة ممنهجة لتدمير القرى، واستهداف أرزاق الأهالي المدنيين، وممتلكاتهم بحجج وذرائع كاذبة.

وبيّنت ليلى: أن الضامن الروسي، ومنذ انتشاره في المنطقة، يقف موقف المتفرج، مما يفعله المحتل التركي من قصف ومجازر ترتكب بحق المدنيين، دون أن يحرك ساكناً حتى اللحظة.

وطالبت ليلى في نهاية حديثها: المجتمع الدولي و”الضامن الروسي” بالتحرك سريعاً إزاء ما تتعرض له المنطقة من قصف همجي من قبل المحتل التركي ومرتزقته، تفادياً لإزهاق المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء.

وتجدر الإشارة إلى أن القصف التركي لم يقتصر على الخسائر البشرية، بل كان له ضرر على ممتلكات المدنيين أيضاً، حيث تم توثيق تدمير أكثر من 113 منزلاً، بالإضافة إلى إخلاء أكثر من خمسة قرى بشكل كامل “صيدا ومعلق والهوشان والصوان والعريضة” بعد تدمير معظم المنازل فيها، جراء استهدافها بشكل مباشر، وحرق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.