النساء أكثر المتضررين من انهيار البنية التحتية في تعز

تعدُّ النساء شريكات لا غنى عنهن في بناء المجتمع والمحافظة على استقراره، إلا أن الظروف القاسية في اليمن جعلتهن عرضة للكثير من المصاعب.

أدى انهيار البنية التحتية في مدينة تعز اليمنية إلى تفاقم الوضع، حيث تعاني النساء من نقص في الخدمات الأساسية وسوء في البيئة المحيطة؛ ما يؤثر على حياتهن اليومية بشكل كبير، لذلك يجدن أنفسهن أمام خيارين صعبين، إما مواجهة الخطر، والعنف في الشوارع، أو التقييد بالبقاء في منازلهن وتحمل انعدام الخدمات الأساسية.

قالت هدى صالح، وهي إحدى المتضررات من انهيار البنية التحتية: “إن انقطاع المياه في مدينة تعز يعود إلى عدة عوامل، منها قلة الخزانات، وندرة الأمطار، ولا توجد آبار مياهها صالحة للشرب” هذه الأشياء كلها تؤثر بشكل كبير على المجتمع بشكل عام، وعلى حياة النساء خاصةً، فنقص المياه يعدُّ مشكلة هامة للنظافة، ويجب توفرها في كل منزل للحفاظ على الصحة العامة، لذلك تضطر النساء تحمل أعباء جلب المياه من أماكن بعيدة، وبأساليب شاقة؛ ما يثقل كاهلن كثيراً.

وأضافت “غياب التيار الكهربائي في تعز يزيد من صعوبة الحياة، حيث تُؤثر هذه الحالة على المرأة بشكل كبير نظراً لتوليها مسؤوليات المنزل والحاجة إلى استخدام الأدوات الكهربائية في إنجاز المهام المنزلية، فانقطاع التيار الكهربائي يُجبرهن على بذل مجهود إضافي، واستغراق المزيد من الوقت؛ لإنجاز المهام، ما يؤثر سلباً على نوعية حياتهن”.

وتوضح هدى صالح، أن النساء يتحملن أعباء يومية أكثر من الرجال في ظل هذه الظروف الصعبة؛ ما ينعكس سلباً على صحتهن النفسية والبدنية، لافتةً إلى أن “الحوامل يعانين بشكل كبير لانعدام الدعم الكاف، في مواجهة الظروف القاسية”.

وأكدت ندى المقطري على حديث سابقتها، إن انعدام الخدمات الأساسية يؤثر على حياة النساء والرجال، ولكن النساء يتأثرن به بشكل أكبر، “نقص الماء والكهرباء وباقي الخدمات الأساسية يؤثر سلباً على حياة النساء، فيتحملن مسؤولية المهام اليومية بشكل أكبر، ما يجعلهن الأكثر تضرراً”.

وفيما يتعلق بالرعاية الصحية والتغذية ونقص الدواء الضروري، فهي تحديات يتحملنها بشكل يومي: “إهمال الجانب الصحي لدى النساء، يؤدي إلى تدهور البنية الأساسية للصحة في المجتمع بشكل عام”.

وبدورها قالت أمل محمد كوني: إنها تواجه تحديات عديدة في ندرة المياه: “أعمل خارج المنزل، وأنا قلقة دائما في تأمين احتياجات المنزل، فعندما لا تتوفر المياه في المنزل، يتأثر أفراد عائلتي بشكل كبير، لأننا نعتمد عليها في الطهي والغسيل والشرب والتنظيف، وهذا كله يشكل علينا عبئا تقيلا في حياتنا، ونكون عرضة للأمراض والتلوث”.

بالإضافة إلى ذلك، تظهر الفجوة بين خدمات الرعاية الصحية، التي يتلقاها الرجل والمرأة، بينما تكون الخدمات غير كافية للنساء، إلا أنها تبدو مرضية بعض الشيء للرجال، وبالنسبة للأمهات، تعتمد صحة الأطفال على صحة الأم؛ ما يجعل أهمية الرعاية الصحية الكاملة للأم أمراً ملحاً، من ناحية أخرى، تحمل التغذية الصحية أهمية كبيرة، حيث يحتاج الإنسان إلى فيتامينات، وبروتينات، ومعادن لضمان صحته.

وترى أمل محمد كوني أنه في مدينة تعز: “نعيش في ظروف صعبة حيث يكون توفير الأساسيات أمراً صعباً. ولا يمكننا التركيز على الغذاء الجيد، ويتطلب الأمر بذل مجهود كبير لضمان البقاء على قيد الحياة”.

من جانبها قالت عُلاء الصلاحي، ناشطة مجتمعية في المبادرات الشبابية بمدينة تعز، إن “الحرب أثرت على النساء والفتيات بشكل كبير؛ ما دفعهن للانتقال إلى أماكن بعيدة لتلبية احتياجاتهن”.

وأشارت إلى أن انقطاع الكهرباء أثر بشكل كبير على الطلاب، حيث يضطرون لترك دراستهم والخروج لجلب المياه، “فتحتاج النساء والفتيات لساعات من أجل جلب المياه؛ ما يؤثر بشكل ملحوظ على المجتمع بشكل عام”.

وكالة أنباء المرأة