عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
ظروف التهجير التي أجبرتها على اللجوء إلى مخيم مهجري كري سبي لم تكن عائقاً في وجهها لمقاومة الظروف المعيشية الصعبة لأسرتها الكبيرة، لذلك بدأت من جديد، وافتتحت مشروعها الخاص بجهدها ومثابرتها لإعالة أسرتها.
فقدت أغلب الأسر مصادر دخلها بعد اضطرارهم لترك مناطقهم وقراهم، ومصادر أرزاقهم عقب احتلال الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها لمقاطعة كري سبي/ تل أبيض في التاسع من تشرين الأول 2019، حيث توجهت مئات الأسر إلى المخيم المذكور الذي أنشأته الإدارة الذاتية ومجلس مقاطعة كري سبي/ تل أبيض في 22 تشرين الثاني 2019، لإيواء العوائل المُهجرة.
احتلال مدينتها سبب تهجيرها
المهجرة جيهان محمد علي هي إحدى المُهجرات التي قاومت ظروف التهجير القاسية بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، حيث خلقت واقعاً جديداً فتحت من خلاله آفاقاً جديدة… لتروي لصحيفتنا بأسى معاناتها بعد تهجيرها من بيتها الكائن في مدينة كري سبي/ تل أبيض المحتلة بعد احتلال الجيش التركي والمرتزقة التابعين له المدينة قائلةً:” كنا نعيش بأمان وسلام قبل أن يُقدِم الجيش التركي المحتل والمرتزقة التابعين له على احتلال مدينتنا، حيث آثرتُ الخروج مع عائلتي المكونة من ثمانية أشخاص من المدينة والتوجه صوب المناطق الآمنة في الرقة، لحين وصل بنا المطاف إلى مخيم مهجري كري سبي بعد تأسيسه من قبل الجهات المعنية”.
وأردفت: “لم نكن نتصور العيش في ظل محتل غاصب بالرغم من ذلك كان خيارنا هو ترك كل شيء ورائنا، والتوجه صوب المناطق الأكثر أماناً، والعيش بكرامة”.
أتقنت المهنة بإرادتها وتصميمها
لم تستلم المهجرة جيهان للظروف المعيشية الصعبة التي مرت بها وعائلتها بعد تركهم لبيتهم وممتلكاتهم في المناطق المحتلة، حيث كان طموحها أمتهان (الخياطة النسائية)، وما إن أُتيحت لها الفرصة التي وفرتها إدارة المخيم بالتعاون والتنسيق مع إحدى المنظمات الإنسانية في المخيم حتى بدأت بتعلم هذه المهنة، وإتقانها بسرعة قياسية لتبدأ بممارسة المهنة حتى ذاع صيتها في المخيم، وأطلقت عليها المهجرات لقب (خياطة المخيم).
تقول خياطة المخيم: “بعد دخولي للدورة التدريبية التي وفرتها إدارة المخيم سارعت للانضمام إليها، واستطعت تعلم وإتقان أساسيات المهنة ثم الانطلاق لِتعلم الحِرفة بشكلٍ أكثر احترافاً”.
وتضيف: “كان لدي دافع قوي لإتقان هذه المهنة بالذات لأنه كان لدي طموح في امتهانها من خلال التسلح بالإرادة، ورغبتي في مساعدة زوجي لإعالة أسرتنا الكبيرة بعد مرضه، حتى أتقنت المهنة بكافة تفاصيلها، وأنا الآن بكل فخر بإمكاني خياطة كافة الموديلات النسائية، وأصعبها كـ (التخريج ـ الحبك ـ النسج ـ النقش…إلخ)، وحتى تدريب النساء الراغبات في تعلم المهنة ضمن المخيم.
