المشتل البلدي… رِئة الرقة

الرقة/ المهند عبد الله ـ

يلعب المشتل البلدي في الرقة دوراً كبيراً في إعادة الحياة إلى حدائق مدينة الرقة، وذلك لكونه الممول الوحيد لبلدية الشعب التي تعتمد عليه بشكل رئيسي في تشجير الحدائق ومنصفات الطرقات وإنعاش 

المساحات الخضراء والحدائق الفرعية.

تعرضت حدائق مدينة الرقة ومنصفات الشوارع إلى ضرر كبير جرّاء الحرب التي دارت في المدينة من جانب، وأضف إليها أن المدينة خضعت لسيطرة مرتزقة داعش لأربع سنوات ولم يكونوا يلقوا أي بال لأي جانب خدمي، كما وأن الفصائل الإرهابية الأخرى ساهمت بموت عدد كبير من الأشجار.

تنوّع الأصناف

ويقع مشتل الرقة البلدي على ضفة نهر الفرات اليسرى في الجهة الجنوبية للكورنيش الجنوبي مقابل مرآب البلدية والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة وقد تأسس بتاريخ 12آذار 2019 من قبل بلدية الشعب بالرقة.

وحول هذا الموضوع؛ أجرت صحيفتنا لقاءً مع مراقب المشتل الزراعي في الرقة حمود عيسى الحمود الذي قال “يعتبر المشتل الزراعي المصدر الأول لأنواع كثيرة من الأشجار والشجيرات التي تستخدم للزينة في الحدائق العامة, ولزرع منصفات الطرق, وتبلغ مساحة المشتل أكثر من نصف هكتار, ويوجد في المشتل المواد الأولية مثل الرمل والتراب الزراعي والأسمدة العضوية”.

ويعتمد المشتل إلى جانب تخزين الشتول وتجهيزها، على عملية الإنتاج والاكثار بوقت واحد, ويتمثل هدفه المحافظة على الغطاء الأخضر من أشجار وشجيرات زينة وورود, ومن أهم أعمال المشتل إعادة الغطاء الأخضر للحدائق العامة بزراعة الأشجار الحراجية والورود وشجيرات الزينة, وزراعة منصفات الطرق وتنظيفها وتعشيبها وسقايتها وتسميدها ومكافحة الآفات الزراعية, ويضم المشتل الزراعي عدة أقسام قسم بيت بلاستيكي يحوي عشرة آلاف شتلة, وقسم للأشجار الحراجية وقسم الظليات.

عمل على مدار العام

ويُقسَم العمال في المشتل إلى فريقين الفريق الأول يعمل خارج المشتل لجلب أقلام تطعيم لزرعتها من

الحقول والبساتين لإكثار الأشجار والشجيرات, والفريق الثاني يعمل في المشتل بتجهيز الأقلام وزراعتها ضمن أكياس بلاستيكية, وتسمى العروة الشتوية أما العروة الربيعية نفس المبدأ ونفس العمل.

ويبدأ العمل خلال فترة الصيف والخريف على جمع البذور الفصلية، مثل الأقحوان وفم السمكة وغيرها, يتم زرعتها في بداية شهر تشرين الأول وعند بداية فصل الربيع تكون قد أزهرت, و يتم توزيعها على منصفات الطرق والحدائق والدوائر التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

ويضم المشتل قسم خاص لأشجار الزينة (الظليات) ويقول الحمود إنهم بدأوا العمل بهذا القسم منذ ستة أشهر، وتابع “نعمل على إكثار نباتات الزينة وبعد عيد الأضحى سنبدأ ببيع أنواع مختلفة للأهالي ومؤسسات الإدارة الذاتية”، مع العلم إن المشتل في بداية عمله كان يوزع الأشجار مجاناً لتشجيع إعادة الغطاء الأخضر للمدينة والمؤسسات.

وعن الصعوبات التي تعترض تطور العمل يُشير الحمود إلى جملة منها بالقول “الصعوبات تتمثل بقلع الأشجار وتخريب الأزهار على يد فئات من المجتمع، لذا نطالب الكومينات بلعب دور حقيقي في نشر الوعي لتجنيب الحدائق والأشجار هذه المخاطر، كما تعاني المنطقة قلة التراب الزراعي مثل التورب والبرليت المستورد”.

حدائق عامة

تعتبر الحدائق العامة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لسكان المدينة من عدة نواحي, وأهمها قضاء أيام العطل والترفيه عنهم وعن أطفالهم وممارسة بعض الرياضات في أجواء نقية مُشبّعة بالأكسجين الذي تطلقه الأشجار والنبات في الحدائق ويمارس الأطفال ألعابهم في أجواء آمنة بعيدة عن السيارات.

ومن الناحية البيئية فتعتبر الحدائق مرشح الهواء الأول حيث تعمل على تنقية الهواء من أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الغازات المنبعثة من السيارات والمصانع, وهنا يبدأ عمل الحدائق والمتنزهات والغطاء الأخضر في تنقية الهواء بتخفيف هذا التلوث بسحب الغازات وطرح الأكسجين.

وتعرضت حدائق عدة في الرقة لسرقات متتالية أثناء سيطرة التنظيمات الإرهابية، ولعبت بلدية الشعب دوراً كبيراً في إعادة تأهيل الحدائق العامة والفرعية.

إلى جانب الفوائد السابقة، يؤمّن المشتل الزراعي فرص عمل لأكثر من خمسين عائلة ويشمل العمال، النساء والرجال في وقت واحد وتتم عملية تشغيلهم عبر مكتب التشغيل التابع لمجلس الرقة المدني.

ويوجه الحمود نداء إلى الأهالي باستعدادهم لزراعة الحدائق المنزلية الخاصة أيضاً شريطة المحافظة عليها.