المركز الثقافي بالطبقة يستقطب الأطفال؛ لتعليم وتنمية مهارة الرسم

الطبقة/ عمر الفارس –

يشرف مكتب الرسم التابع للمركز الثقافي في مدينة الطبقة على تدريب وتعليم الأطفال آلية الرسم الصحيح، وتنمية المواهب والمهارات الخاصة بهم، وذلك وفق الدروس التعليمية المنظمة، التي يشرف عليها مكتب الرسم والفنون في المركز الثقافي في الطبقة.

يعدّ الرسم إحدى الهوايات، التي يحبها معظم الأطفال، إضافة لدوره في تعزيز وتقوية التواصل بين الطفل، ومحيطهُ الخارجي، ومعرفة ما بداخلهِ بلغة الرسم المختلفة، كما ويساهم الرسم في علاج الطفل من العديد من المشاكل النفسية، التي تواجهه، لأن الطفل يستطيع من خلال الرسم التخلص من الطاقة السلبية لديهِ، لاسيما بعد الحقبة السوداء، التي مرت على المناطق، التي سيطرت عليها مرتزقة داعش، والتي ولّدت لدى الأطفال أثارًا سلبية، ونفسية عديدة.

حيث نظم المركز الثقافي في مدينة الطبقة دورات تدريبية عدة للأطفال، مختصة بتعليم الرسم بطرق وأساليب تنمي مهاراتهم الشخصية، وللحديث أكثر، التقينا إحدى المعلمات المسؤولات عن تعليم الرسم للأطفال، وهي المعلمة “خديجة الشتيوي” والتي قالت: “ينظم المركز الثقافي في مدينة الطبقة سنوياً العديد من دورات تعليم الرسم، والألوان للأطفال، وذلك وفق الفئات العمرية المسجلة لدينا، حيث يتم تعليم الأطفال مبادئ الرسم الأولي بقلم الرصاص، وتعلّم رسم الأشكال الصحيحة من خلال استخدام أشكال، وصور، ومجسمات حقيقية من البيئة المحيطة الخارجية، وتعلم التلوين السليم بالألوان الخشبية، التي من خلالها يتم استخلاص رسومات عديدة، ووضع كل لون في مكانه الصحيح، واختيار اللون المناسب بطريقة سهلة، وتعليم مزج الألوان، واستنباط ألوان جديدة”.

تنوّع الأساليب التعليمية للرسم

وتابعت خديجة مشيرةً إلى الأسلوب التعليمي، الذي يتم تنفيذهُ مع الفئات العمرية الأكبر، الذي يشمل التوسع في تعليم الرسم الخيالي والثلاثي الأبعاد للأجسام القريبة والبعيدة، ما يوسع مدارك الرسم الواقعي للأشياء، والأجسام، حيث يتم فيها استخدام الألوان المائية والألوان الزيتية، التي تحتاج إلى رعاية دقيقة ومنظمة في استعمالها، وعناية في استخدام كميات الألوان دون هدرها بشكل غير منتظم.

كما نوهت خديجة إلى أن مكتب الرسم استقبل عددًا من الأطفال، وفق فئتين عمريتين، تشمل الفئة الأولى العمر من ست السنوات ولغاية 13 سنة، أما الفئة الثانية، التي تتطلب تعليم مهارات أكبر هي من عمر 13 سنة ولغاية 18 سنة، حيث تم تسجيل ما يقارب 30 طفلاً من إناث وذكور، في آخر دورة تعليم رسم معلن عنها في المركز الثقافي، وغالباً ما تكون الدورات التعليمية مكثفة بشكل أكبر، ضمن فترة العطلة الصيفية، التي يتم فيها استقبال أعداد كبيرة من الأطفال بعد انتهاء العام الدراسي.

تشجيع لتطوير المواهب

كما وأضافت خديجة: إن المركز الثقافي في الطبقة يشجع على انتساب الأطفال، وتطوير المواهب على مدار العام، ليس فقط في مجال الرسم، بل في المجالات كلها، مثل الأعمال اليدوية، والمسرح، والغناء، والعزف، والرقص الجماعي المسرحي، حيث يعمل المركز الثقافي على تطوير المواهب المتنوعة في المجالات الفنية كافة في المنطقة، في مساع لإعادة إحياء المواهب الفنية، التي هُمّشت في عهد مرتزقة داعش ضمن سنوات سيطرتها على المنطقة.

النواقص في الإمكانات المتاحة

وبيَّنت خديجة الشتيوي بعض الصعوبات والنواقص التي ذكرت منها: “عدم توفر القاعات الكافية؛ لتعليم الأطفال الرسم خاصة في فصل الصيف، حيث أن القاعة الموجودة، تعدّ صغيرة وغير كافية لعدد الطلاب، مقارنة مع الأعداد المسجلة لدينا، إضافة للنقص الحاصل في المواد، والمستلزمات، والألوان، والمقاعد، والأقلام، التي تعدّ غير كافية في بعض الأحيان، كما يجب التنويه إلى ضرورة تكثيف المشاركات، والفعاليات، والمعارض الخاصة بالأطفال، التي يتم عن طريقها نشر أعمالهم، ورسوماتهم، وتشجيعهم للاستمرار في تطوير مواهبهم الخاصة”.

وتحدثت لنا الطفلة المتدربة التي تبلغ من العمر تسع سنوات “شام محمد النايف” قائلةُ: “أنا سعيدة جداً بانتسابي للمركز الثقافي في الطبقة، من أجل متابعة، وتطوير أسلوبي بالرسم، والألوان، والتركيز في هذا المجال الذي أحبهُ كثيراً، حيث تعلمنا أساليب جديدة في الرسم بإشراف المعلمات في المركز الثقافي”.