المرأة في معرض الشهيد هركول للكتاب مشاركة فاعلة وحضور مميز

هيفيدار خالد_

شهدت مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا فعاليات افتتاح معرض الشهيد هركول للكتاب بنسخته السابعة، وتحت شعار “القراءة نور”، خلال الأسبوع المنصرم، برعاية هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا، وبالتعاون والتنسيق مع هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة.

شاركت في فعاليات المعرض 60 داراً للنشر، وعرض ما يقرب من 140 ألف كتاب بـ (14) ألف عنوان، وقد شهد المعرض، للمرة الأولى، مشاركة دور نشر جديدة من الإمارات، ومصر والكويت، بالإضافة إلى بلجيكيا، وإيطاليا، ولبنان.

المعرض شهد أيضاً مشاركة فاعلة من شعوب مختلفة من الكرد، والعرب، والسريان والأرمن، وفتح الباب أمام الشعوب السورية خاصة الكرد، والأرمن، والسريان للمشاركة، والتعبير عن آرائهم وأفكارهم بكل حرية.

تميّز معرض الشهيد هركول للكتاب هذا العام بالمشاركة النسوية والحضور النسائي اللافت، لأنه احتضن أصناف وأنواع الكتب والمنشورات، والمجلات النسائية، لذا يعدُّ عرض هذه المنشورات كلها بمثابة خطوة كبيرة، وإيجابية، ومهمة على صعيد النضال النسوي في المنطقة، بعد أن حرمت لسنوات من فعاليات ونشاطات، نتيجة سياسات السلطات الحاكمة في البلاد المتمثلة بحزب البعث، والتي تحاول إقصاء، ومنع الشعوب الرئيسة في المنطقة من الانخراط والمشاركة في المجتمع والتعبير عن ذاتها، وبالتالي الإدلاء بآرائها وأفكارها، وذلك من خلال منع التحدث بلغاتها، وممارسة حقوقها الثقافية المشروعة.

الكتب والمنشورات المكتوبة بقلم المرأة كانت السائدة في معرض الشهيد هركول للكتاب، لا سيما ما نشرته مجلة آفاق المرأة، التي تحوي مجموعة كبيرة من مقالات ومقابلات وآراء وتحليلات لشخصيات نسائية بارزة، بالإضافة إلى كاتبات من المنطقة، ومجلة علم المرأة، التي تهتم بعلم وقضايا المرأة البنيوية، ومجلة وحدات حماية المرأة، التي تحكي قصص بطلات مقاومة الإرهاب، وكذلك العشرات من المشاركات النسائية الأخرى التي أضفت لوناً ورونقاً جميلاً ومميزاً للمعرض هذه السنة.

وإلى جانب المشاركة النسوية الفاعلة لفتت انتباهي مشاركة الأرمن بعناوين كثيرة تتحدث عن التاريخ الأرمني، التراث الأرمني، السياسة، الأدباء، الشعراء ورجال الدين، وعن المرأة الأرمنية، ودورها في التاريخ الأرمني، إلى جانب مشاركة المرأة بعناوين أخرى باللغة العربية، منها الروايات والشعر.

معرض الشهيد هركول كان منبراً للشعوب الموجودة في المنطقة، إذ إنه ومن خلال معروضاته، أتاح للجميع التعرف على ثقافة وتاريخ الشعب الآخر، وهو ما يؤدي إلى التقارب بين شعوب المنطقة، ودفع الجيل الجديد إلى القراءة، طبعاً كل ذلك كان بفضل الدور النسوي الفاعل في هذا المعرض.

والآن بعد كل ما شهدناه في معرض الشهيد هركول يحدونا الأمل، بأن مثل هذه المعارض القيمة ستكون بداية لفتح الطريق أمام جيل يحب القراءة والمطالعة، انطلاقاً من شعار “القراءة نور” الذي انطلقت فعاليات المعرض من خلاله؛ لتكون ملتقى اللغات والثقافات الأصيلة في المنطقة، والتأكيد على دور المرأة ومشاركتها الفاعلة عبر عصور التاريخ.