اللحوم الحمراء باتت حلماً للأهالي وسط غلاء الأسعار

الطبقة/ عمر الفارس ـ

تستمر أسعار اللحوم الحمراء “الغنم” بالارتفاع في مدينة الطبقة، ونتيجة القدرة الشرائية المتدنيّة للمواطنين انحسر شراء لحم الغنم على ميسوري الحال، مما جعل حركة سوق اللحوم في المدينة بحالة ركود مستمر.

 شهدت اللحوم الحمراء ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة، حيث زاد سعر الكيلو الواحد للحم الغنم عن 15 ألف ليرة سوريّة في الطبقة، مما جعل حركة السوق في جمود، وتراجع عمليات التسويق للحم الغنم بنسبة 70% بالمنطقة، وذلك تزامناً مع التضخم المالي الذي طال جميع المناطق السوريّة، وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، والذي أثّر سلباً على التجارة بشكلٍ عام، والذي أصاب قدرة المواطن الشرائية، ولا سيما أصحاب الدخل المحدود.

ولمعرفة المزيد حول الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل الظروف الراهنة؛ أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءً مع أحد القصابين في الطبقة عبد القادر المحمد والذي وضعنا أمام الوضع الراهن حيث حدثنا عن الفئات المجتمعية التي استمرت في شراء لحم الغنم وهم بعض أصحاب المحلات التجارية المعروفين بالمنطقة وميسوري الحال، “مع العلم إن مادة لحم الغنم كان لا يخلو منها أي بيت في العهد السابق، بحكم الفوائد الكبيرة التي تحملها اللحوم ونتيجة الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية بشكل عام في المنطقة، والذي أثر سلباً على الأسواق التجارية مما جعل الناس تلجأ إلى اللحوم الثانية الأرخص ثمناً، مثل لحوم الدجاج والأسماك وغيرها”.

 غلاء أسعار لحم الغنم

 وبخصوص أنواع ودرجات لحم الغنم نوه المحمد بالقول: “النوع الجيد يصل سعر الكيلو منه إلى 18 ألف ليرة سوريّة، واللحم المتوسط يصل سعره لـ 13 ألف ليرة سوريّة، بالإضافة إلى “المعلاق والرأس وغيرها من أعضاء الغنم” والتي تباع بأسعار زهيدة، وهي ستة آلاف ليرة سوريّة تقريباً, حيث كانت حركة سوق اللحم جيدة في السنوات الماضية وكان يتم فيها تسويق ثلاثة ذبائح من الأغنام في اليوم الواحد، أما الوضع الحالي للذبيحة الواحدة فتسويقها يحتاج يوماً ونصف, حيث لجأ بعض الناس إلى شراء كميات قليلة جداً ممثلة بـ 150 و200 غرام نتيجة غلاء الأسعار”.

 تسويق الأغنام والضمان الصحي

وتحدث المحمد عن آلية شراء الأغنام بالقول: “يتم شراء الأغنام بشكل يومي من الأسوق المعروفة مثل “سوق العدنانية وسوق الرشيد في الطبقة”، حيث يتم فحص الأغنام والاتفاق على سعرها، كما يتم الإشراف على الذبائح من قبل لجان الرقابة ولجنة الصحة، بهدف الضمان الصحي للذبيحة، ويتم العمل على إجراءات الضمان الصحي من خلال وجود مشرفين على الذبح الصحي وفق الدين وطرق النظافة وترخيص الذبائح وختمها من قبل لجنة الصحة”.

 الصعوبات التي تواجه آلية بيع لحم الغنم

 واختتم القصاب عبد القادر المحمد حديثه بالقول: “إن من الصعوبات التي تواجه عملنا تتمثل في قطع الكهرباء المتواصل أكثر من 12 ساعة متواصلة؛ نتيجة نقص منسوب مياه الفرات، والتي تعتبر حاجة أساسية من خلال حفظ اللحوم في البرادات، بالإضافة إلى عملية فرم اللحوم في المكنات الكهربائية, كما إن ارتفاع أسعار الأعلاف ينعكس على زيادة أسعار الأغنام في الأسواق المحلية, وسيطرة التجار الكبار على سوق مبيع الأغنام وشراء كميات كبيرة وبسعر عالي وبيعها في مناطق بعيدة”.