كوباني/ سلافا أحمد ـ
أزمة وكارثة إنسانية يعيشها السوريون في ظلِّ الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا عامة، وهبوط الليرة السوريّة المستمر أمام العملات الأجنبية، ولا من حل يتمكن من تحسين أوضاع الأهالي.
يعاني70 % من الشعب السوري من الفقر المدقع، وأصبح همهم الوحيد كيفية تأمين لقمة عيشهم في ظل هذا الغلاء, والسؤال الوحيد الذي يجول في أذهان الجميع؛ هل سيستمر الوضع على هذا الحال ونموت من الجوع، أم أن هذه الفاجعة ستزول عن سوريا؟.
حيث شهدت أسواق شمال وشرق سوريا ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار السلع والمواد بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة، نظراً لتدني قيمة الليرة السوريّة أمام الدولار، ما أثّر على الوضع المعيشي للأهالي، وعلى حركة الأسواق والشراء في المنطقة.
وتنهار الليرة السوريّة تدريجياً أمام العملات الأجنبية، وارتفع سعر صرف الدولار في المنطقة منذ فترة بشكل غير طبيعي, نتيجة سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة بشكل عام، والعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الحكومة السوريّة “قانون قيصر”, إضافة للطلب المتزايد على عملة الدولار أكثر من أي عملة أخرى.
وتجاوز سعر صرف الدولار الواحد لأول مرة في تاريخ سوريا 5000 ليرة سوريّة، ما أثر على الوضع المعيشي بشكل كبير في المنطقة.
معاناة تحتاج حلولاً
وكان لكاميرا صحيفتنا “روناهي” جولة في أسواق مدينة كوباني لرصد أوضاع المواطنين في ظل الارتفاع الشديد لسعر صرف الدولار، والتقينا بإحدى المواطنات التي كانت تشتري بعض المستلزمات لمنزلها: “لم يعد باستطاعتنا تأمين لقمة العيش لعائلتنا” بهذه الكلمات بدأت فهمية إبراهيم حديثها وهي تسرد معاناتها في عدم قدرتها على تأمين مستلزمات عائلتها في ظل هذا الغلاء الذي تعيشه المنطقة، وسط ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السوريّة.
وقالت فهيمة وملامح الإحباط تبدو على وجهها قائلةً: “لقد أتيت أنا وزوجي لشراء بعض المواد الغذائية لمنزلنا، والقائمة مليئة بالمواد التي نحتاجها لتدبير أوضاعنا لبضعة أيام، لكن عندما تفقدنا أسعار المواد لم نشتري سِوى السكر والزيت والشاي”.
كل شيء يُقدّر بالدولار إلا الراتب
وتابعت فهيمة حديثها قائلةً: “راتب زوجي يبلغ 200000 ل.س، إنه يعمل سائق ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية، والراتب لم يعد يكفينا أبداً، صرف الدولار الواحد أصبح بـ 5000 ل.س ، أي أجرته اليومية أصبحت حوالي دولار وربع، فيكف لنا بدولار واحد تدبير وضعنا في ظل هذا الغلاء، وبالأخص إن أسعار جميع السلع تقاس بالدولار”.
مضيفةً بالقول: “أسعار المواد والسلع أصبحت تُحلق في السماء، جميع الأشياء أصبحت تُقدر بالدولار إلا رواتب وأجور المواطنين، ولم يعد بمقدورنا تأمين لقمة العيش لأطفالنا، فكيف سنؤمن احتياجاتنا في ظل هذا الوضع الصعب؟”.
واختتمت المواطنة فهيمة إبراهيم حديثها بالقول: “نأمل من الجهات المعنية ضمن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا العمل على تحسين وضع أهالي المنطقة في ظل هذه الكارثة الاقتصادية التي تسببها ارتفاع سعر صرف الدولار”.
