الطب البديل.. موروث الأجداد للعلاج الطبيعي

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

يستقبل المرضى من مختلف المناطق، لعلاجهم بالأعشاب الطبيعية، من خلال خبرته بهذا المجال.

تعدُّ التجارب الحياتية المتوارثة من الأجداد، كنزاً ثميناً، لابد من الاستفادة منها، كـ “الطب الشعبي”، والذي يعد من أهم التجارب التي توارثتها الأجيال، من خلال نقل المعلومات الطبية الشعبية بأساليبها وطرقها العلاجية المختلفة، للتداوي من الأمراض وعدم تفاقمها.

فابن مدينة قامشلو “قحطان النزال” من مواليد 1973، يعمل منذ 20 سنة طبيباً في مجال الأعشاب، والطب البديل، ويستقبل مرضاه في غرفة خصصها للعلاج داخل منزله، فقد امتلأت رفوف غرفته بأنواع الأعشاب، ذات الروائح النفاذة كـ “البابونج، والكزبرة، وحبة البركة”، والعديد من الزيوت العطرة المستخلصة من نباتات مختلفة، بالإضافة لأنواع نادرة من الأعشاب التي جلبت من الهند، ودول أخرى خارج سوريا.

هل الطب الشعبي دجل وشعوذة؟

استخدم النزال الطب الشعبي البديل، علاجاً بديلاً للكثير من الأمراض: “أمارس الطب الشعبي بكافة أنواعه، وقد اكتسبته من تجاربي الشخصية، وقيامي بالبحث اليومي عن أسرار كل عشبة، وفوائدها العلاجية، حتى أصبحتُ أمتلك الخبرة الكافية لعلاج الكثير من الأمراض”.

وأوضح: “فالطب الشعبي موجود منذ القدم، حيث كان العلاج باستعمال أعشاب طبيعية، الخالية من المواد الكيماوية، منتشراً آنذاك، مضيفاً، والكثير من المواد الموجودة في الأدوية “الكيماوية”، المتواجدة في الصيدليات، هي من الأعشاب”.

ممارسة النزال لهذه الهواية بغلي، أو طحن الأعشاب المتواجدة في منزله، جعله يكتسب الخبرة الكافية لعلاج الكثير من الأمراض داخل غرفته التي خصصت لجمع النباتات النادرة، ودمجها للحصول على علاج طبي فعال. ويرى النزال أن كل ما يقوم به، هو علاج الأهالي بالمواد المستخدمة في الكثير من أنواع الأدوية، ولكن بشكل طبيعي: “يصف الكثير من الأهالي، مهنة الطب باستخدام الأعشاب، والخلطات الطبيعية، كنوع من الدجل والشعوذة، وفي حال لم تجدِ الوصفات التي نعطيها للمريض نفعاً، يصفوننا بالدجالين، بينما الطبيب المختص، الذي يعطي المريض عدة أصناف من الدواء، ولا تجدي نفعاً، يعود ليتابع العلاج بأدوية مختلفة من قبل الطبيب نفسه، ولا يصفونه بالمحتال أو الدجال”.

الطب الشعبي مكمل للطب الحديث

وبالرغم من نظرة الكثير للطب البديل بنظرة من الدجل والنصب، تشهد مهنة الطب الشعبي بأنواعها احتفاءً واحتراماً لدى الغالبية، تقديراً لما يقدمونه من خدمة إنسانية، وما يبذلونه من جهد لعلاج الأمراض والمشاكل الصحية.

ويعتمد النزال على أعشاب بسيطة ومتوفرة، كما ويستورد أنواعاً عديدة، من خارج مناطق شمال وشرق سوريا، عن طريق العطارين، والسوق الموجود في المنطقة والمعروف باسم “اليهود”، وقد يستغرق مدة وصولها لبضعة أشهر.

كما ويتبع النزال طرق تقليدية لعلاج (الجرب، الثآليل، الصدف، والبهاق”، وغيرها من الأمراض الجلدية، ويعالج العديد من الأمراض كـ “الخلل الهرمون، وضعف مناعة الجسم”، وجميع الأمراض الخارجية التي تصيب الجلد، عدا الكسور، كذلك يعالج السرطان باستخدام خلطات طبيعية، فقال: “إن الأمراض المزمنة لا تعالج فقط باستخدام الأدوية الطبية، فهناك أيضاً إلى جانب الجرعات الكيمياوية، “علاجات طبيعية” يتبعه المريض، مضيفاً، ونحن بدورنا نكمل رحلة العلاج مع المريض، إلا أننا غير متمكنين من صنع دواء شافٍ”.

وينصح النزال جميع مرضاه، بتناول طعام صحي، لأنه أساس الصحة والسلامة.

الأعشاب علاج طبيعي غير مضر

يستقبل النزال المرضى بشكل يومي، ومن مختلف الأعمار، وخاصةً ممن يعانون أمراضاً مزمنة، ليضع كل طاقته وخبرته في خدمة مرضاه.

وعن الفئة العمرية الأكثر إقبالاً، قال: “إن غالبية مرضاي من الفئة العمرية الشابة، فيما تظهر التغذية غير السليمة هي المشكلة، فتناول السكر الأبيض، والخبز، والأطعمة السريعة، والزيت يدخل السموم إلى الجسم بكميات كبيرة، وما يزيد الأمر سوءاً هو عدم ممارسة الرياضة، لذلك أغلب الشباب تعاني من التهاب المفاصل والوهن في سنٍ مبكرة”.

ونوه “قحطان النزال”، في ختام حديثه، بأنه يؤلف كتاباً عن كافة أنواع الأعشاب بفوائدها واستخداماتها: “هذا الكتاب سيمنح عيادة طبية طبيعة لكل منزل، بحيث يغني الكثيرين عن الأدوية التي تضعف مناعة الجسم”، مضيفاً: “وإنني على مشارف الانتهاء من تأليفه، آملاً، أن يفيد أكبر قدر من المرضى”.